سوريا

غوتيريش يدعو لدعم ضمان المساءلة عن الجرائم في سوريا

الأمين العام للأمم المتحدة: لا يمكن تحقيق السلام دون محاسبة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الكامل لجميع الآليات الدولية المتعلقة بضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة في سوريا.

جاء هذا النداء في إطار الجهود المستمرة لتعزيز العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الثورة في عام 2011.

وأكد غوتيريش على أهمية المساءلة كجزء لا يتجزأ من تحقيق السلام والاستقرار في سوريا، وقال: “لا يمكن تحقيق السلام الدائم في سوريا دون محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبت على مدى السنوات الماضية، يجب أن ندعم جميع الجهود الدولية لضمان العدالة للضحايا وعائلاتهم.”

ودعا غوتيريش إلى تعزيز ودعم الآليات الدولية الموجودة، مثل لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، والآلية الدولية المحايدة والمستقلة، التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للمساعدة في التحقيق والملاحقة القضائية للأشخاص المسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة في سوريا.

وأشار إلى أن هذه الآليات تلعب دورًا حيويًا في جمع الأدلة وتوثيق الانتهاكات، مما يساهم في تقديم المتورطين إلى العدالة، كما دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تقديم الدعم المالي والسياسي لهذه الآليات لضمان استمرار عملها بكفاءة وفعالية.

ومنذ بداية الثورة السورية، وثقت منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية العديد من الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، تشمل هذه الانتهاكات استخدام الأسلحة الكيميائية، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والإعدامات الميدانية، والهجمات العشوائية على المدنيين والمناطق السكنية، بالإضافة إلى التهجير القسري.

وتلقت دعوة غوتيريش ردود فعل إيجابية من العديد من الدول والمنظمات الدولية التي تشدد على ضرورة تحقيق العدالة في سوريا، وأكدت بعض الدول على أهمية تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا، وتقديم الدعم اللازم للآليات الدولية لضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

ورغم الجهود المبذولة، تواجه عملية تحقيق العدالة في سوريا العديد من التحديات، من أبرزها عدم التعاون من قبل بعض الأطراف المعنية، وصعوبة جمع الأدلة في مناطق الحرب، وتعقيدات الإجراءات القانونية الدولية. ومع ذلك، تظل الأمم المتحدة وشركاؤها ملتزمين بالسعي لتحقيق العدالة للضحايا.

وتأتي دعوة أنطونيو غوتيريش في وقت حرج بالنسبة لسوريا، حيث تشهد المنطقة مزيداً من التوترات في أجزاء مختلفة من البلاد، فيما يمثّل دعم الآليات الدولية لضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة في سوريا خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة والسلام المستدامين، ويتطلب هذا الدعم تضافر الجهود الدولية وتعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب وتحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم.

ويبقى الأمل في أن تشكل هذه الدعوة حافزًا للمجتمع الدولي للعمل بشكل أكثر فعالية وحزم في مواجهة الجرائم والانتهاكات في سوريا، وتعزيز مسيرة السلام والعدالة في المنطقة.

شاهد أيضاً نقابة الفنانين السوريين تعيد 100 عضو فصلوا لدعمهم الثورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى