توثيق 22 حادثة انفجار مخلفات الحرب في مناطق متفرقة من سوريا
أسفرت الاحوادث ن مقتل 20 مدنياً وإصابة العشرات
وثق فريق “استجابة سوريا”، وقوع 22 حادث انفجار لمخلفات الحرب في مناطق مختلفة من سوريا خلال الفترة الأخيرة، مما أسفر عن مقتل 20 مدنيًا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة.
وتأتي هذه الحوادث في ظل استمرار معاناة السكان من تبعات قصف نظام الأسد السابق الذي دام سنوات طويلة وأدى إلى تدمير البنية التحتية وترك مساحات واسعة ملوثة بالذخائر غير المنفجرة.
وشملت الحوادث الموثقة انفجارات ناجمة عن ألغام أرضية وقذائف غير منفجرة وعبوات ناسفة تركت في المناطق السكنية والحقول الزراعية.
وتركزت معظم هذه الحوادث في مناطق ريف إدلب وريف حلب ودرعا وريف دمشق، حيث تشهد هذه المناطق معدلات مرتفعة من التلوث بالذخائر غير المنفجرة نتيجة للعمليات العسكرية التي شنتها قوات الأسد خلال السنوات الماضية.
وفي ريف إدلب، وقعت انفجارات في عدة بلدات وقرى، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال كانوا يزاولون أعمالهم اليومية أو يجمعون الحطب.
وفي ريف حلب، تسببت الألغام الأرضية في خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث انفجرت في مناطق قريبة من المدارس والمراكز الصحية، مما زاد من حجم المعاناة اليومية للسكان.
تأثير مخلفات الحرب على السكان
تسبب انفجار مخلفات الحرب في خسائر فادحة للسكان المحليين، ليس فقط على صعيد الأرواح، بل أيضًا من حيث تأثيرها النفسي والاجتماعي.
ويعيش الكثير من السكان في حالة من الخوف والقلق الدائمين بسبب احتمال وقوع انفجارات جديدة في أي لحظة.
وقد أُجبر العديد من العائلات على النزوح من مناطقهم بحثًا عن أماكن أكثر أمانًا، مما فاقم من أزمة النزوح الداخلي في البلاد.
علاوة على ذلك تشكل مخلفات الحرب عائقًا كبيرًا أمام جهود إعادة الإعمار والتنمية في المناطق المتضررة، حيث يعاني الفلاحون من صعوبة في زراعة أراضيهم بسبب الألغام والذخائر غير المنفجرة، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي وزيادة معدلات الفقر والجوع.
جهود إزالة الألغام وتوعية السكان
تقوم العديد من المنظمات الدولية والمحلية بجهود حثيثة لإزالة مخلفات الحرب وتوعية السكان بمخاطرها، حيث تتضمن هذه الجهود تنظيم حملات توعية في المدارس والمجتمعات المحلية، وتوزيع منشورات توعوية، وتقديم تدريبات على كيفية التعرف على الألغام والذخائر غير المنفجرة وتجنبها.
ومع ذلك، تواجه هذه الجهود تحديات كبيرة أبرزها نقص التمويل والدعم اللوجستي، بالإضافة إلى الوضع الأمني غير المستقر في بعض المناطق، ويشدد القائمون على هذه الحملات على ضرورة تكثيف الدعم الدولي لتسريع وتيرة إزالة الألغام وضمان سلامة السكان
نداء للمجتمع الدولي
وجه فريق “استجابة سوريا” نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتكثيف الجهود في مجال إزالة الألغام ومخلفات الحرب، وتقديم الدعم اللازم للفرق العاملة في هذا المجال. كما طالب الفريق بتوفير المزيد من الموارد لتقديم المساعدة الطبية والنفسية للمتضررين من هذه الحوادث.
وأكد الفريق على أهمية أن تشمل برامج إعادة الإعمار في سوريا جهوداً متكاملة لإزالة مخلفات الحرب، وتطهير المناطق السكنية والزراعية، بما يضمن عودة الحياة الطبيعية للسكان وإعادة بناء المجتمعات المتضررة.
وتظل مخلفات الحرب أحد أخطر التحديات التي تواجه السكان في سوريا، وتؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية وأمنهم الشخصي. ومع تزايد عدد الحوادث الناجمة عن هذه المخلفات، تتعاظم الحاجة إلى تكثيف الجهود الدولية والمحلية للتصدي لهذه المشكلة وتقديم الدعم اللازم للمتضررين، ويبقى الأمل في أن يتضافر المجتمع الدولي والجهات المعنية لإيجاد حلول فعالة ومستدامة لهذه الأزمة الإنسانية، وضمان مستقبل آمن ومستقر لسكان سوريا.
شاهد أيضاً سكان جنوب إدلب يناشدون لإعادة إعمار مناطقهم بعد سقوط الأسد