التصعيد في سوريا: مواقف دولية متباينة ورفض دولي لتدخل النظام
التصعيد السوري: مواقف دولية متباينة ورفض دولي لتدخلات النظام
في وقت تشهد فيه سوريا تصاعدًا في التوترات العسكرية والإنسانية، صرح وزير خارجية الأسد، بسام الصباغ، في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيريه الإيراني والعراقي، بأن محادثاته تركزت على التطورات الأخيرة في سوريا، خصوصًا الهجوم الذي شنته الفصائل العسكرية على قوات الأسد.
وأكد الصباغ أن قوات الأسد اضطرت “لإعادة التموضع والانتشار” لمواجهة “الهجوم الإرهابي”، مشيرًا إلى أن “قوات الأسد تقوم بـ “واجبها الوطني” في التصدي “للهجوم الإرهابي”.
وأضاف أن “الجهات التي تقف وراء “الهجوم الإرهابي” تنتهك القرارات الأممية بشأن الإرهاب”، وأن التدخلات الدولية والإقليمية أصبحت مكشوفة وتهدف إلى “تقسيم جديد للمنطقة وفقا لأجندات معادية”.
ولفت وزير خارجية الأسد إلى ضرورة حشد الجهود الدولية لدعم سوريا في “مكافحة الإرهاب”.
وفي الوقت الذي يسعى نظام الأسد لتبرير ممارساته تحت مسمى “التصدي للإرهاب”، تواصل القوى الدولية والإقليمية مساعيها لحشد الدعم للشعب السوري.
وأكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن الأمن في سوريا مرتبط بأمن المنطقة بشكل عام، داعيًا إلى “التضامن مع سوريا” من خلال إرسال المساعدات الإنسانية ودعم جهودها في مواجهة الجماعات المسلحة.
حسين استنكر الهجمات المسلحة في المدن السورية ودان من يقف وراءها من “منظمات إرهابية”.
وأعلن أن العراق سيعقد اجتماعًا مع عدد من الدول لمناقشة الأوضاع الخطيرة في سوريا، مؤكدًا على ضرورة “حماية الأراضي العراقية” من أي هجمات إرهابية.
من جانبها، أكدت إيران على استمرار دعمها لنظام الأسد، وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده ستواصل “دعمها لسوريا بكل ثقلها” لمواجهة الجماعات الإرهابية.
وأضاف عراقجي أن “سوريا كانت ضحية للإرهاب كما كانت إيران والعراق”. ومع ذلك، شدد على أن “الائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب يجب أن يتوقف عن التمييز بين الإرهابيين”.
في مواجهة التصريحات الدولية، تواصل الفصائل العسكرية تحركاتها الميدانية في عدة مناطق، حيث تمكنت من استعادة بعض النقاط الاستراتيجية من قبضة قوات الأسد.
وبينما يسعى نظام الأسد للاستناد إلى الدعم الإيراني والعراقي لمواصلة تصديه للمجموعات المسلحة، تستمر الثورة السورية في الصمود، مع تأكيد العديد من الجهات الدولية أن نظام الأسد هو من يسهم في تأجيج التوترات داخل سوريا من خلال سياساته القمعية والانتهاكات المستمرة.
تتواصل الأوضاع في سوريا في منحنى متأزم مع تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية، حيث تبرز مواقف القوى الداعمة لنظام الأسد، في الوقت الذي يظل فيه الشعب السوري يواجه قمعًا مستمرًا مع كل تصعيد ميداني.
ويظهر أن الحرب في سوريا أصبحت صراعًا دوليًا لا يتوقف فقط عند حدود نظام الأسد والمعارضة، بل يفتح المجال لتدخلات قد تترك آثارًا طويلة الأمد على استقرار المنطقة ككل.
اقرأ أيضاً: الأردن يغلق معبر جابر – نصيب ويتابع التطورات في سوريا