عاصفة مطرية تضرب مخيمات النازحين وتسبب بأضرار مادية شمال سوريا
عاصفة مطرية تضرب مخيمات النازحين وتسبب بأضرار مادية شمال سوريا
ضربت عاصفة مطرية قوية مناطق ريف حلب الشمالي الليلة الماضية، وخلفت أضراراً في البنية التحتية والمادية التي طالت مخيمات النازحين، مما زاد من تفاقم معاناتهم الإنسانية في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها منذ 13 عاماً.
ووفقًا لمصادر محلية، تسببت الهطولات المطرية الشديدة في أضرار عديدة، مما أدى إلى غرق الخيام بمياه الأمطار الغزيرة وخسارة النازحين لممتلكاتهم من المواد الغذائية وغيرها من المواد الأساسية، ودفعهم ذلك للخروج في العراء في وسط البرد القارس بحثاً عن ملاذ آمن يحميهم من العاصفة المطرية.
وذكر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أن قريتي شمارين وشمارخ بريف حلب الشمالي تعرضتا لعاصفة مطرية، وأدت لأضرار مادية في مخيمات النازحين، وتسببت العاصفة في تسريب مياه الأمطار الغزيرة إلى داخل 6 كرفانات في مخيم الإيمان، و4 كرفانات في مخيم الرسالة، و5 خيام في مخيم الإيواء، وإضافة إلى 4 خيام في مخيم المقاومة، بريف حلب الشمالي.
وأفاد فريق “الخوذ البيضاء” بأن فرقه التطوعية في قسم الطوارئ استجابت لمناشدات سكان مخيمي الإيمان في شمارين والمقاومة في شمارخ بريف حلب الشمالي، حيث عملت الفرق على مساعدة الأهالي في تسهيل فتح قنوات تصريف المياه وتنظيفها، وإضافة إلى شفط المياه المتسربة إلى داخل الكرفانات والخيام، وذلك لمنع استمرار تسرب مياه الأمطار والتخفيف من معاناة سكان المخيمات.
أزمة إنسانية تتفاقم في مخيمات النازحين
مع بدء فصل الشتاء من كل عام تزداد معاناة سكان مناطق شمال غرب سوريا ولا سيما في مخيمات النازحين، حيث تتفاقم مأساتهم الإنسانية وسط غياب البنية التحتية الملائمة لخيامهم، وتشير الإحصاءات إلى وجود “أكثر من مليوني نازح يقيمون في المخيمات، وقد أصبحوا عاجزين من تأمين أدنى احتياجاتهم اليومية، في ظل عجز واضح وفجوات كبيرة بين احتياجات النازحين وعمليات الاستجابة الإنسانية المقدمة من قبل المنظمات الإنسانية”، وذلك وفقاً لفريق “منسقو استجابة سوريا”.
ومن جهته، أجرى فريق “منسقو الاستجابة” استبياناً حول الاحتياجات والمساعدات اللازمة للنازحين في مخيمات الشمال السوري، حيث شمل 73.484 نازحاً من مختلف الفئات العمرية، موزعين على أكثر من 611 مخيماً في محافظة إدلب ومناطق ريف حلب الشمالي، وإلى ذلك أظهرت نتائجه أن 98 % من النازحين بحاجة إلى تأمين مواد التدفئة وضمان استمراريتها طوال فصل الشتاء، وأن 87 % منهم يحتاجون إلى استبدال خيامهم التالفة نتيجة العوامل الجوية المختلفة.
وفي ذات السياق تضمنت احتياجات النازحين أيضاً إلى تقديم الخدمات الطبية والتعليمية والمساعدات الغذائية لمخيمات النازحين، حيث أشارت نتائج الاستبيان إلى أن أكثر من 94 % من الأشخاص لا تتوفر نقاط طبية ضمن مخيماتهم ، في حين تتوفر لدى 6 % فقط ضمن المخيم أو في محيطه، وكما أن 96 % منهم بحاجة إلى الدعم للحصول على التعليم من خلال بناء مدارس أو منشآت تعليمية في مخيماتهم التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية، وبالإضافة إلى ذلك أن أكثر من 89 % لا يحصلون على المساعدات الغذائية الأساسية، بينما يحصل 11 % منهم على المساعدات بشكل متقطع.
وأكد فريق “منسقو الاستجابة” أن “استجابة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تواجه نقصاً حاداً في التمويل حيث لم تتجاوز نسبته 27 % منذ بداية عام 2024 الجاري، مشيراً إلى أن ذلك يحد من قدرتها على تغطية احتياجات النازحين كافة، وكما أشار أن الظروف الصحية الحرجة بسبب نقص الخدمات الطبية تعزز من تفاقم خطر تفشي الأمراض المعدية عند الأطفال وكبار السن في ظل تزايد أعداد السكان في المخيمات”.
ومن جانبه، دعا فريق “منسقو استجابة سوريا” المجتمع الدولي إلى تعزيز دعمه المالي واللوجستي والاستجابة العاجلة لتلبية الاحتياجات الطارئة في مخيمات النازحين، وتحسين التعاون المشترك بين المنظمات الإنسانية المانحة وذلك لضمان تقديم المساعدات والدعم المستدام لتخفيف معاناة ملايين الأشخاص النازحين في مخيمات الشمال السوري.
وتستمر مأساة النازحين السوريين في مخيمات شمال غرب سوريا عاماً بعد عام، وتبقى عالقة على القرارات السياسية التي فاقمت معاناتهم وآلامهم، وأطالت سنوات نزوحهم وهم مبعدون قسراً عن أرضهم وديارهم.
اقرأ أيضاً: الجهاد الإسلامي” تقرّ بمقتل عدد من كوادرها في دمشق