معاناة السوريين في ليبيا تتفاقم.. احتجاز ومناشدات جديدة
السلطات الليبية تواصل اعتقال عشرات السوريين خلال محاولتهم الهجرة عبر البحر نحو أوروبا
كشف “تجمع أحرار حوران” عن مأساة جديدة تعرض لها لاجئون سوريون خلال هجرتهم في البحر عبر ليبيا.
وحصل التجمع على شهادات من ناجين بعد غرق قارب مطاطي في مساء الأربعاء الماضي 13 تشرين الثاني، حيث تعرض القارب الذي كان يحمل 39 مهاجراً للغرق قبالة سواحل مدينة الخمس الليبية، ما أسفر عن وفاة سوريين اثنين.
وبحسب شهادة أحد الناجين، فإن القارب انطلق من نقطة قريبة من مدينة الخمس، إلا أن حادثاً مفاجئاً أدى إلى اندفاع القارب وتسرب المياه داخله، ما دفع صاحب الرحلة إلى إيقاف المحركات رغم الحالة المتدهورة وانقلاب القارب.
وأوضح الناجي أن مسؤول تنظيم الرحلة عبر القارب هو المهرب الليبي حمادة الأسود، المعروف بلقب “حيدر”، وقد تم تنظيم الرحلة بالتنسيق مع مندوبين من بلدة حفير الفوقا في ريف دمشق وهما محمد نصار أبو ياسر و محمد غرة.
وحاول المهاجرون النجاة على قيد الحياة باستخدام عبوات بلاستيكية التي كانت مخصصة لتخزين مادة البانزين لمحرك القارب، وأدى غياب سترات النجاة إلى وفاة شخصين، على الرغم من قربهم من الشاطئ بحوالي 8 كيلومترات.
وتم إنقاد 33 شخصاً بواسطة فرق الإنقاذ الليبية، ونقلوا إلى مركز احتجاز تاجوراء، بينما تم تحويل جثتي الضحايا إلى برادات دفن الموتى، وهما محمد حسن سوسق ولؤي صلاح عاشور من مدينة رنكوس في ريف دمشق.
وأطلق عشرات السوريين المحتجزين داخل سجن تاجوراء التابع للسلطات الليبية لإطلاق سراحهم، وذكر أحد الناجين الذي تمكن من الخروج بعد دفع فدية مالية قدرها 2400 دولار أمريكي، أنه قضى عشرة أيام في السجن قبل الإفراج عنه.
وأضاف الناجي أن الرحلة تعثرت منذ البداية بسبب تعطل القارب، ليتم تحويل المهاجرين إلى مستودع قريب من الشاطئ، حيث سُلبت ممتلكاتهم الشخصية وأوراقهم الثبوتية واحتُجزوا في ظروف إنسانية صعبة وسط برد قارس وملابس مبتلة بالماء.
وأشار في حديثه لتجمع أحرار حوران إلى أن السلطات الليبية اقتحمت المستودع بعد ساعتين من احتجازهم، وتم نقلهم إلى سجن تاجوراء.
وأفاد بأن الرحلة كانت من تنظيم مهرب ليبي يدعى الحاج مصطفى، بالتنسيق مع مندوبين سوريين يُعرفون باسم “أم ماريا” و”أيمن أبو ربيع”، الذين يقال إنهم سلموا المهاجرين للسلطات الليبية بعد فشل محاولة الانطلاق إلى أوروبا.
كما تحدث المصدر عن سوء المعاملة داخل السجن، حيث تعرض المحتجزون للإهانات والجوع، إذ قُدمت لهم وجبات شحيحة لا تسد الرمق، مما زاد من معاناتهم.
ويحمل المصدر معه عشرات المناشدات من سوريين داخل سجن تاجوراء مازالوا يقبعون داخل السجن من أكثر من شهرين دون الإفراج عنهم بظروف إنسانية وصحية سيئة.
وتسرد هذه الشهادات واقعاً مؤلماً يواجه المهاجرين السوريين في ليبيا، حيث يتعرضون للابتزاز وسوء المعاملة، ما يدفعهم لدفع مبالغ مالية باهظة للخروج من سجون لا ترحم، في ظل ظروف إنسانية قاسية تهدد حياتهم.
اقرأ أيضاً: “الجهاد الإسلامي” تقرّ بمقتل عدد من كوادرها في دمشق