الحرب والكوارث الطبيعية: مأساة السوريين المتكررة
الحرب والكوارث الطبيعية: مأساة السوريين المتكررة
منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، لم تتوقف المعاناة التي يعيشها الشعب السوري. الحرب لم تقتصر على الدمار والقتل، بل امتدت لتشمل تدمير البنية التحتية، نزوح الملايين، وتدهور الاقتصاد بشكل غير مسبوق. ومع كل هذا، تأتي كوارث الطبيعة لتزيد من معاناة السوريين، وكأن الحرب وحدها لم تكن كافية.
في فبراير 2023، ضرب زلزال مدمر مناطق واسعة من سوريا وتركيا، مما أدى إلى وفاة أكثر من 3,317 شخص في سوريا وحدها. الزلزال تسبب في أضرار مادية كبيرة، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني في البلاد. شملت الأضرار تدمير آلاف المنازل والبنية التحتية، مما أجبر الآلاف على النزوح مرة أخرى.
المخاوف تتزايد بين السوريين من تكرار مثل هذه الكوارث الطبيعية في ظل عدم وجود بنية تحتية قوية قادرة على تحملها. الزلازل ليست جديدة على المنطقة، ولكن الحرب جعلت من الصعب على السوريين التعامل مع هذه الكوارث. البنية التحتية المتهالكة، نقص الموارد، وعدم الاستقرار السياسي، كلها تجعل من الصعب على الحكومة والمنظمات الإنسانية تقديم المساعدة اللازمة بشكل فعال.
في تصريح له، أشار المهندس أنس الرحمون، الناشط في علم البيئة والمناخ، إلى أن الزلزال الذي ضرب سوريا في فبراير كان نتيجة لتحركات تكتونية طبيعية في المنطقة، ولكنه أكد أن تأثيره كان مضاعفاً بسبب الوضع الهش للبنية التحتية في البلاد. وأوضح أن الزلازل في هذه المنطقة ليست نادرة، ولكن الحرب جعلت من الصعب على السوريين الاستعداد والتعامل مع مثل هذه الكوارث. كما أكد عدم وجود أي علم أو آلية تتنبأ مسبقاً بموعد ومكان الزلزال.
الحرب في سوريا لم تترك مجالاً للسوريين للتنفس، ومع كل كارثة طبيعية جديدة يعودون إلى مربع الرعب. ويبقى الأمل في مستقبل أفضل يبدو بعيد المنال في ظل الظروف الحالية.
اقرأ أيضاً: قصف يؤدي إلى تدمير جزئي لمسجد عمر بن عبد العزيز في سرمين