تطوّر الشمال السوري … يدفع ثمنه المهجرين فيه!
تطوّر الشمال السوري … يدفع ثمنه المهجرين فيه!
قد يخفى على البعض التطوّر الحاصل في الشمال السوري، وخصوصاً في ريف إدلب الشمالي، ولاشكَّ أنّ ذلك من الخطوات الايجابيّة التي عملت عليها سلطات الأمر الواقع، لكن ذلك التطوّر لم تُثمِر خِصاله وتنعكس على وجوه الناس المهجرين من كافة أنحاء القُطر العربي السوري بفعل ميليشيات أسد وأتباعها، بل عادت بالنقم والغلاء الفاحش وعدم استقرار لمردود هؤلاء الناس.
تطوّر عمراني واقتصادٌ سيء!
لقد عملت حكومة الإنقاذ في ريف إدلب الشمالي إلى مدينة سرمدا وصولاً إلى مركز محافظة إدلب على إصلاحاتٍ واسعة بتعاونٍ مع بعض المنظمات الإنسانيّة العاملة في إدلب، إلا أنَّ هذه الخدمات لم تكنْ نصيبَ كافة فئات الشعب القاطن في المنطقة، وذلك لم يوجد من تفاوت طبقي بين فئات الشعب وما يعانيه الناس من قِلّة في موارد الدخل لديهم، وقد عاد ذلك لعدم وقوف أهلِ الخبرة والحكومة والمنظمات العاملة بالوجهِ الأمثل حتى تخلق فرصاً لفئة الشباب المتواجدين هناك، فقد ارتفعت الأسعار في المنطقة إلى أضعاف عديدة لأسبابٍ عدّة، فمنها متعلق بالفروقات الكبيرة المتعلقة بصرف الليرة التركيّة المتداولة والدولار الأمريكي، ومنها كانت نتيجة سحب كلّ من لديه رأس مال بسيط “الناس متوسطي الدخل” في مهنة ما إلى الطرق التي تم تعبيدها حديثاً، وهذا ما جعله ينعكس سلباً على أصحاب المهن الذين اضطُروا إلى رفع أسعارهم بسبب غلاء المحال التجاريّة التي اقتنوها في هذا الطريق بحجة أنّه مكتظ بالحركة التجارية، وأخرى متعلقة باحتكار المؤسسات المتنوعة فقط لبعض الرأسماليين ليبسطوا أجنحتهم على الأسواق كافة من خلال المحال التجارية العملاقة كالمولات والمطاعم والمقاهي وغيرها.
وهذا من وجهة نظر الناس الأصليين الذين لم يُضطّروا لترك منازلهم وأرزاقهم، أما عن المهجرين قسراً والذين هُجِّروا من مدنهم المحتلّة إلى الشمال السوري، على أمل تصحيح البوصلة والعودة لمدنهم فاتحين مهللين، إلا أنّ هذه الجملة لم تعد تُسمع إلا في المناسبات الرسميّة.
ثورة تحرير أم بناء؟
ارتبط مصطلح البناء لعمران الشمال السوري بكلمة التحرير، وذلك دون النظر لأوضاع الناس في المخيمات الذين تواكلوا على بعض المنظمات الإنسانيّة في طعامهم، والذين ينتظرون الساعة الحاسمة لفتح أبواب المعارك ضد الميليشيات الأسديّة والإيرانيّة والروسية لتحرير مدنهم وبلداتهم، لا فتح المعابر والشركات العملاقة التي لا تخدم المهجرين والثورة بشيء سوى المظاهر الإعلاميّ’ المزيّفة، فم وجهةِ نظرٍ محايدة، يضطّر الحاكم الذي يسعى لتطوير دولته إلى أخذ عائدات الخيرات في دولته لتطوير الجيش بكل ما لديه من قوة، وهذا م يُعرف بمقولة:
جيشٌ قوي … دولة قوية، إلا أنّ سلطات الواقع اتخذوا منحى المظاهر الإعلاميّة، التي تهتم بالقشور وتنسى الأصول، فحريٌّ بهم فتح الجبهات للثوار الأحرار وإعلاء النفير حتى آخر قطرة دم، لا الإعلان عن الملاعب والمولات ونسيان قاطني الخيام.
في النهاية التطور هو عجلةٌ ايصال الاقتصاد إلى برّ الأمان ليكون الاقتصاد الداعم الأول للدولة والشعب لكن ترتيب الأولويات في بقعة جغرافيّة ساخنة مكتظة بالحروب يكون السعي للوصول لأمن المواطن ثم التحرير ثم البناء.
اقرأ أيضاً: مسبباً وفيات.. تحذيرات من انتشار فايروس JN-1 في دمشق