عالمي

انتهاء عمل محكمة اغتيال الحريري.. هل حققت أهدافها؟

الأمين العام للأمم المتحدة قال إن المهمة أُنجرت

أنهى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عمل المحكمة الدولية التي تم إنشاؤها للتحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005.

وعقدت المحكمة الخاصة بلبنان خلال السنوات الماضية إجراءات غيابية، ووجدت أن 3 أعضاء من ميليشيا حزب الله المسلحة مذنبون فيما يتعلق باغتيال الحريري خلال تفجير شاحنة مفخخة في 14 شباط 2005.

ولم يتوصل قضاة المحاكمة إلى وجود دليل على تورط نظام الأسد في سوريا أو قيادة ميليشيا حزب الله في الهجوم، لكنهم أشاروا إلى أن الاغتيال وقع بينما كان الحريري وحلفاؤه السياسيون يناقشون ما إذا كانوا سيطالبون سوريا بسحب قواتها من لبنان.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: إن المحكمة الخاصة لمحاكمة المسؤولين عن الهجوم تم إنشاؤها بعد اعتماد قرار مجلس الأمن عام 2007، وامتد اختصاص المحكمة أيضاً ليشمل هجمات أخرى تم تحديدها قضائياً على أنها “مرتبطة” باغتيال الحريري.

وفي مطلع العام الماضي مدّد غوتيريش ولاية اللجنة حتى نهاية 2023 لغرض محدود يتمثل في استكمال المهام غير القضائية المتبقية ومن أجل الإغلاق المنظم للمحكمة الخاصة، وفق تعبيره.

ونقل دوجاريك عن الأمين العام قوله إن هذه المهام أُنجزت وتم إغلاق المحكمة، معرباً عن تقديره العميق للتفاني والعمل الجاد الذي قام به القضاة والعاملون في المحكمة الخاصة على مر السنين، والدعم الذي قدمته الحكومة اللبنانية وحكومة هولندا، باعتبارها الدولة المضيفة، والدول الأعضاء التي شاركت في لجنة إدارة المحكمة.

وأواخر عام 2020 أدانت المحكمة عضو ميليشيا حزب الله “سليم عياش” في قضية اغتيال الحريري، وحكمت عليه غيابياً بالسجن المؤبد، فيما برأت 3 متهمين آخرين وهم مصطفى بدر الدين “الذي قتل في سوريا”، وحسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي.

وطلباً لادعاء المحكمة فقد أدانت غرفة الاستئناف في المحكمة الدولية الخاصة مرعي وعنيسي بتهمة “التآمر لارتكاب عمل إرهابي والتواطؤ في القتل العمد”، وذلك في العاشر من آذار 2022، وأصدرت مذكرة توقيف غيابية بحق العضوين في ميليشيا حزب الله.

ورغم نفي مسؤولي حزب الله تورط أعضاء الميليشيا في الهجوم ورفضهم التعامل مع المحكمة، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن عياش نفذ 4 اغتيالات على الأقل بأوامر من ميليشيا حزب الله.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين من الولايات المتحدة و3 دول أوروبية وشرق أوسطية قولهم إن عنصر حزب الله المدان باغتيال الحريري كان عضوا في “الوحدة 121” المتخصصة بالاغتيالات.

وقال مسؤول أميركي سابق في الأمن القومي شارك في جهود جمع المعلومات الاستخباراتية بعد مقتل الحريري: “ليس هناك شك حول إشراف حزب الله على فريق الاغتيال”.

كما حدد المسؤول 4 من الضحايا الذي سقطوا على يد فريق اغتيالات حزب الله الذي شارك فيه سليم عياش، وهم الضابط في الأمن الداخلي- فرع المعلومات وسام عيد الذي كان يحقق في مقتل الحريري، ووسام الحسن (رئيس شعبة المعلومات التابع للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي في لبنان، والمسؤول عن أمن الحريري)، واللواء في الجيش اللبناني فرانسوا الحاج، والخبير الاقتصادي والوزير السابق محمد شطح، حيث قتلوا جميعا في تفجيرات بسيارات مفخخة بين عامي 2007 و2013.

ويأتي قرار غوتيريش قبل شهر ونصف من الذكرى الـ 19 لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وسط بيروت عبر تفجير انتحاري لشاحنة تحمل ما يعادل طنين من مواد شديدة الانفجار استهدف موكب الحريري خلال عودته من مقر مجلس النواب في ساحة النجمة، ما أدى لمقتل الحريري مع 21 آخرين بينهم وزير الاقتصاد باسل فليحان، الذي كان برفقة الحريري في سيارته، وإصابة 226.

شاهد أيضاً : ميليشيات إيرانية تجدد هجومها على القوات الأمريكية في سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى