جمال الدين أوزدين يناقش تحديات العمل للسوريين في تركيا
حوار نشطاء سوريين مع رئيس حزب العمل Emep
لقاء مع حزب Emep (حزب العمل، حزب يسار من تيار المعارضة)، ممثلاً برئيسه جمال الدين أوزدين في أورفا. يعلم الجميع بدايةً أنه منذ أتى السوريين إلى تركيا وتواجدوا في أورفا، كان حزبنا متعاطفاً معهم، وهذا ليس منة أو يخص السوريين وحدهم بل هو شيء مبدأي لدى الحزب باعتباره حزبًا يساريًا يعمل من أجل منع الاستغلال ونيل حقوق العمال.
قد شاهدنا الكثير من حالات الاستغلال للسوريين من قبل الصناعيين، ونحن نقول إن العمال، أياً كانوا، يجب أن يأخذوا حقوقهم. ومع ذلك، لم نستطع أن نحقق للسوريين أي شيء، ولكننا ننضال من أجلهم ومن أجل غيرهم، وهذا سببه أن المشكلة مجتمعية ولا تخص العمال وحدهم بل المجتمع كله.
ولهذا فإننا لاحظنا أن العلاقات بين السوريين والأتراك تسودها الإنغلاق من الطرفين، ولا نعرف السبب، وهذا ما يجب علينا التخلص منه. بعد ذلك تحدث السيد ممتاز الحسن رئيس فرع الكتلة الوطنية في أورفا عن الكتلة وعن سبب وجود السوريين في تركيا. كما تحدث عن انتهاك حقوق العمال السوريين، قائلاً إن السبب يعود لعدم وجود هيئة تضمن حقوقهم هؤلاء وتدافع عنهم، وعلق على الإنغلاق قائلاً إن سببه يعود إلى اعتقاد الأتراك بأن السوريين يعيشون على حسابهم، وهذا سببه الإعلام والحكومة التي أدخلت المساعدات التي كانت تأتي للسوريين إلى موازنة الدولة التركية، وهذا ما قاله السيد علي باباجان عندما كان وزيراً للمالية.
وأردف قائلاً إننا كسوريين نريد من حزب العمال مساعدتنا في توضيح هذه الصورة والدفاع عن العمال السوريين. ثم تحدثت الدكتورة يلدز أونون المدافعة عن حقوق اللاجئين السوريين، خريجة علوم سياسية وهي عضوة في تجمع حقوق اللاجئين، مؤكدة ما قاله الأستاذ ممتاز وهي تعرفها وقالت: إنها قد قدمت بمقترحات للحصول على إذن عمل لكل عامل سوري على الرغم من وجود أطراف من الحكومة ومن رجال الأعمال لا تريد إعطاء هذا الإذن للعامل السوري، وهذا الرفض يؤدي إلى كثير من الانتهاكات وتدني الأجور للسوريين. وقد انعكس سلباً على العلاقة بين السوريين والأتراك.
تابعت قائلة أن رجال الأعمال عندما يأتيهم أي عامل تركي يقولون له بأنه بأجرته يستطيع توظيف أكثر من عامل. وأردفت أن مشكلة السوريين هو نظام الحماية المؤقتة وأن هذا النظام لا يمكن أن يستمر في أي دولة من دول العالم لأكثر من سنتين، ولذلك يجب التخلص منه. وكذلك إدعاء الصرف على السوريين. وقد تقدمت أنا شخصياً إلى الرئيس أردوغان بكتاب عن هذا الموضوع لكي يبين هذا الصرف للمجتمع التركي وللسوريين ولنا كمنظمة.
وبالنسبة إلى نظام الحماية المؤقتة، فإن الحكومة والمعارضة متفقين عليه، لأنه أصبح ورقة للاتجار السياسي بالسوريين. ثم عقب الأستاذ جمال قائلاً: إن المعلومات التي كانت تأتي من قبل الحكومة والمعارضة عن الصرف على السوريين هي شيء ممنهج ضد السوريين، وكانوا ضحية له. وأشار إلى استغلال السوريين الواضح، وأنهم يواجهون صعوبات في إقناع العمال السوريين بالتعاون لحل مشاكلهم، وأكد على أهمية التواصل مع النقابات لتحقيق صوت مشترك للسوريين.
تحدث أحد الحضور قائلاً: إن تنازل السوريين عن حقوقهم يعود لعدم حمايتهم قانونيًا، حيث يعرضون للترحيل أو الطرد من العمل. أكد السيد جمال على أهمية لقائهم وطرح أفكارهم، وشدد على ضرورة التعاون لحل جميع المشاكل التي تعتري العلاقة بين السوريين والأتراك.
سُئل السيد أوزدين عن ما قام به الحزب من أجل العمال السوريين، علماً بأنه يعرف معاناتهم وما الذي يمكن أن يفعله مستقبلاً بعد هذا اللقاء. فأجاب عن السؤال بأن الإعلام يزور الحقائق عندما يقول للعمال الأتراك بأن السوريين أخذوا حقوق العمال الأتراك، وهذا لا يقع على عاتقهم وحدهم بل على السوريين كذلك. وأكد على استعدادهم لجمع العمال السوريين مع العمال الأتراك للتواصل والدفاع عن الحقوق المشتركة.
وفي نهاية اللقاء، تحدثت الدكتورة يلدز وأشارت إلى أن الانتهاكات لا تقتصر على السوريين فقط، بل هناك الكثير من الأتراك الذين يتعرضون لانتهاكات في حقوقهم. أكدت أن موضوع الترحيل هو هراء وتدافع سياسي، حيث تحتاج تركيا إلى اليد العاملة السورية. وختم اللقاء بشكر الكتلة والضيوف والحضور على حسن الحوار والتواصل، مشددين على ضرورة اللقاء والتعاون لحل جميع المشاكل التي تعتري العلاقة بين السوريين والأتراك.
صفا عبد التركي
شاهد أيضاً : تركيا تعلن تحييد عناصر لميليشيا قسد شمال سوريا بينهم مسؤول بارز