مقالات الرأي

دير الزور تعود إلى الواجهة

تدور في دير الزور رحى معركة جديدة وكالعادة ضحاياها سوريين ومن نفس المكون الذي على مايبدو أن دماءه أرخص دماء السوريين وهو كما يعرفه الجميع المكون العربي السني.
في منطقة شرق الفرات الذي دفع ككل أبناء المحافظة دماء كثيرة على الساحة وتعرضت منطقته للتدمير وللسرقة الممنهجة منذ سنوات طويلة فقد تمت سرقة خيرات هذه المنطقة وتهميشها منذ نشوء الدولة السورية حتى هذه اللحظة من قبل الحكومات المتعاقبة,
وأخيراً من قبل سلطات الأمر الواقع وآخرها الآن مايسمى قسد وفي حقيقة الأمر هي عصابات قنديل التي تحكم المنطقة منذ سنوات بالإدارة الذاتية وبمشاركة عناصر كردية علما بأن سكان المنطقة عرب أقحاح مئة بالمئة وهم من أبناء العشائر ولايوجد أي شخص من غير العرب كما أن المنطقة على المستو الديني فإن سكانها من المسلمين السنة ولهذا ونتيجة لهذه الصفات فقد دفعوا الثمن غالياً لأن الجميع يتهمهم إما بالإرهاب أو بالدعشنة عندما يقولون لا لأي غريب عنهم أو محتل والذي لايتهمهم بهذه الصفات إلا في حال رفضهم له أو مطالبتهم بحقوقهم ونتيجة لتراكم الظلم على أهل المنطقة فإنه على مايبدو بأن السيل قد وصل الزبى وأن القادم على المنطقة أعظم مما قد مر والأيام حبلى بالمفاجئات والنتائج لا أحد يستطيع التكهن بها.


وإذا بحثنا عن الأسباب الفعلية لما يحدث ولهذه المعارك الدائره الآن في المنطقه فإننا نستطيع القول بأنها معارك مفتعلة من قبل قسد لصرف نظر الأمريكان عن السيطرة على الحدود العراقية الإيرانية.
لهذا فقد أوعزعت إيران لقسد بافتعال المعركة والجميع يعرف الارتباط الوثيق لل pkk بالنظام السوري وإيران وهذا ليس جديد واستخدمت لافتعال هذه المعركة حجة إعتقال أحمد الخبيل (أبو خولة) رئيس مجلس دير الزور العسكري بحجة الفساد أو التستر على الدواعش علما بأن المذكور مرتبط مع قوات سوريا الديمقراطية منذ عام ٢٠١٧م وقد طالب الأهالي والوجهاء بتغييره أكثر من مرة ولكن قسد ومن ورائها ال pkk رفضوا ذلك وأبقوه رغم كل المطالبات بتغييره ورغم كل الدلائل التي قدمت من الوجهاء والناشطين على عدم قبوله من أهل المنطقة لذلك فإن حجة قسد باتهام أبناء العشائر بالدفاع عنه واهية ولا أساس لها من الصحة لأن أبناء العشائر هم من يريدون تغيير الخبيل أما موضوع الدواعش واتهام أبناء المنطقة بالدعشة فهذه الحجة الأخرى لم تعد تنطلي على أحد وأولهم التحالف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تدخل بالصراع بشكل مباشر حتى الآن لا مع هذا الطرف ولا مع ذاك ربما لفهمها حقيقة مايجري وهي تريد أن تعيد إلى أذهان عناصر حزب العمال الكردستاني الموصومين بالإرهاب لديها رغم أنها تتغاضى في التعامل معهم تحت مسمى قوات سوريا الديمقراطية لحاجتها لواجهة سورية تجعلها موجودة على الأرض لأنها لم تقبل بالتعامل مع الفصائل العربية بحجة الإرهاب تارة أو الدعشنة تارة أخرى وهي التهم التي ألصقت بالمكون العربي السني الذي يتكون منه سكان منطقة شرق سورية ذات الطابع العشائري مع العلم بأنهم هم اللذين دفعوا ثمن وجود داعش دماراً لمناطقهم وقتلاً لأبنائهم والسبب في ذلك هو عدم وجود من يدافع عنهم بين من تصدوا للمشهد السوري وحتى وإن وجد أحد من أبناء المنطقة بين هؤلاء فإنه كان تابعاً لأجندة يمثلها أو لمصالحه الشخصية التي لم تتقاطع مع أبناء جلدته وبقي التهميش مستمراً كما كان والحيف يقع على هذه المنطقة التي نهبت خيراتها ودفع أبناؤها دماؤهم ثمناً لتحرير سوريا في كل المحافظات وسجلات شهداء الثورة ومعاركها تشهد على ذلك .


في ظل ماحدث ونتيجة للظلم الواقع عليهم والمؤامرة التي يحيكها القنادلة للإيقاع بالمنطقة وأهلها فقد تنبه أبناء العشائر ووجهائها إلى مايحدث ومايحاك ضدهم الآن فانتفضوا لوضع النقاط على الحروف وأخذ زمام المبادرة واستعادة الحقوق بعيداً عن قسد وإدارتها وذيولها من أمثال الخبيل رافضين وجود أي عنصر من قسد في إدارة المنطقة لأن أهل المنطقة يستطيعون إدارتها ولديهم من الكوادر من لديه القدرة على قيادة سوريا كلها وليس المنطقة وحدها
قد يتبادر إلى ذهن البعض أن تفكير أهل المنطقة ووجهائها مختلف من قسم لآخر فمنهم من يريد عودة النظام ومن يريد البقاء مع قسد ومن يريد هذا وذاك تبعاً لمصالحم ولارتباطاتهم مع هذا وذاك ولكن السواد الأعظم هم من الذين يريدون التحرر والتخلص من النظام ومن قسد كما تخلصوا من داعش وأخواتها وينشدون قيام دولة سوريا التي يأخذون فيها حقوقهم ويتساوون فيها مع جميع المواطنين في الحقوق والواجبات وهذا ما لاحظناه في الرسالة التي وجهها وجهاء العشائر وعلى رأسهم الشيخ ابراهيم خليل الهفل إلى قيادة التحالف الدولي من أجل التدخل لحقن دماء الناس وخصوصاً المدنيين وإعادة الحقوق لأصحابها مشدداً على إدارة المنطقة من قبل أبنائها مشيراً إلى قدرة هؤلاء الأبناء على قيادتها وإدارتها وتشهد بذلك سنوات الثورة الأولى فقد أدار أبناء المنطقة عبر المجالس المحلية والوجهاء والأعيان منطقتهم دون أي مشاكل تذكر وقد ازدهرت المنطقة في تلك الفترة وابتعدت حتى عن المشاكل العشائرية أو القتال بين الناس لهذا السبب أو ذاك وغاب القتل والثأر الذي هو من سمات المناطق العشائرية عنها بسب وعي إدارتها وحكمة وجهائها وذلك حتى منتصف عام ٢٠١٤م عندما جاءت داعش لتعيث بالمنطقة فساداً وأكد الهفل رفضه لعودة في رسالته قاطعاً الطريق على المصطادين بالماء العكر بقوله : (لن يحكم اراضي الجزيرة ودير الزور الا أهلها ولن نقبل بعودة النظام الحالي الى تلك المناطق تحت أي ظرف كان)
كما رفض الهفل لقاء نواف البشير في حطلة بسبب ارتباط نواف بالنظام وإيران
على ذلك يبدو أن حلم العودة إلى تلك الأيام الجميلة قد بدأ يراود أبناء المنطقة من جديد ويؤمنون بأنه قادم وسيتحقق وسيعود مفتاح تحرير سوريا من النظام إلى المنطقة الشرقية كما كان هناك دائماً وهنا لابد أن نذكر الجميع بأن اول مكان في سوريا تم أنزال علم فرنسا المتلة فيه ورفع بدلاً منه العلم الوطني كان هناك في البوكمال من محافظة دير الزور كما أنهم أول من رفع علم الثورة على الدوائر في الثورة فهل سيعيد التاريخ نفسه ؟ ونرى عودة جديدة للثورة تبدأ من الشرق لأنه تشرق الشمس من هناك كل صباح لتعانق أرض سوريا وتقبل جباه أبنائها
سيتم ذلك بالصبر والإدارة الواعية للمعركة من قبل أبناء العشائر وتفهم الآخرين لمطالب أهل دير الزور التي هي مطالب جميع السورية وعلى رأسها مطلب إسقاط النظام من أجل الحرية والكرامة وإقامة دولة القانون
ماقبل هذه المعركة ليس كما بعدها وستدفع المنطقة ثمن ذلك لكن الpkk ومن معه سيكون الخاسر الأكبر هناك والأرض في تلك المنطقة لن تتكلم إلا بالعربي والتاريخ شاهد على ذلك فقد استطاع أبناء المنطقة دحر كل الغزاة على مر العصور والأرض لفظت كل الغرباء وستلفظ القنادلة مثل غيرهم

شاهد أيضاً: محاولات التغيير الديموغرافي وأثرها في الصراع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى