وماذا بعد؟ الدول التي أفسدت الثورة السورية بأموالهم ” تفتح أبوابها للأسد “
خاص وكالة الصحافة السورية
وماذا بعد؟ الدول التي أفسدت الثورة السورية بأموالهم ” تفتح أبوابها للأسد “
منذ بداية الثورة السورية عام 2011 حاول نظام الأسد متمثل بالأجهزة الأمنية قمع إرادة الشعب السوري الذي يطالب في مطالبه المحقة، آلة القمع الذي استخدمها النظام جعلت من مطالب السوريين مرتفعة تماماً وهي ” الشعب يريد إسقاط النظام ” لم تكون هذه التجربة لنظام الأسد كسابقتها عام 1980 مع اختلاف العصر و التطورات التقنية الحديثة جعلت أنذك صوت الشارع السوري يصل الى العالم بأجمعه.
في بداية الثورة السورية عام 2011، تم إغلاق العديد من مكاتب القنوات الإخبارية العالمية والعربية التي كانت تعمل في سوريا، بحجة عدم حصولها على تراخيص رسمية للعمل. ومن بين هذه القنوات الجزيرة وسكاي نيوز والبي بي سي وغيرها.
تأتي هذه الخطوة في إطار حملة النظام لمنع التغطية الإعلامية الدولية للأحداث في سوريا، ولمنع نقل الواقع الميداني في البلاد إلى العالم الخارجي. تم تنفيذ إجراءات صارمة لتقييد حرية الصحافة وحرية التعبير في البلاد، بما في ذلك اعتقال الصحفيين والمدونين الذين كانوا يغطون الأحداث.
ومع ذلك، استمروا العديد من الصحفيين والنشطاء المدنيين في سوريا في تغطية الأحداث ونقل الحقيقة عن الوضع السوري إلى العالم الخارجي، وذلك بمساعدة الشبكات الاجتماعية والإنترنت واستخدام عدسات هواتفهم المحمولة.
في منتصف عام 2011، قررت العديد من الدول العربية والغربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد، وذلك بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام العنف ضد المدنيين في سوريا.
تشكلت ما يسمى بالمعارضة من قبل هذه الدول لتمثيل الشعب السوري، واستمر المتحاورون في المعارضة في سعيهم لكسب الدعم والتأييد من الدول التي تدعمها، مثل قطر والسعودية وتركيا، لكنها لا تمثل بالضرورة تطلعات الشعب السوري.
المعارضة السورية لا تمثل تطلعات الشعب السوري الذي خرج في ثورته منذ البداية. فهي تمثل سياسات دول لا تعبر عن صوت الشعب، بل تعمل وفقًا لأجندات متفق عليها مسبقًا، وبالتالي لا تحظى بترحيب شعبي واسع.
منذ حدوث الزلزال المدمر، قامت الإمارات بدور قيادي في استعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد. وفي الأشهر الثلاثة الماضية، قامت معظم الدول العربية بإعادة فتح سفاراتها في دمشق وتعزيز العلاقات مع الأسد. وهذا يعني تجاهل مطالب الشعب السوري المهجر في شمال سوريا ودول الجوار والاتحاد الأوروبي، الذين يبلغ عددهم أكثر من 15 مليون سوري.
تم تجاهل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالعقوبات الاقتصادية والانتقال السياسي للسلطة في سوريا. حيث كانت تهدف إلى فرض عقوبات على نظام الأسد وتشجيع الانتقال السياسي في البلاد.
ومع ذلك، تم تجاهل هذه القرارات من قبل الدول التي قامت بإعادة فتح سفاراتها في دمشق وتعزيز العلاقات مع النظام الحاكم في سوريا. هذا يعني أنه لم يتم تنفيذ تلك القرارات الدولية المصممة للضغط على نظام الأسد وتحقيق تغيير سياسي في البلاد.
الدول التي أفسدت الثورة السورية بأموالها اليوم تفتح أبوابها لبشار الأسد، أكبر مجرم في التاريخ الحديث، ليشكروه على هدية التخلص من الجهاديين وإنهاء مسار الربيع العربي، من أجل الحفاظ على مناصبهم السيادية. حكام العرب يواجهون اليوم أزمة أخلاقية مهينة لهم وللأمة العربية، ” وتشهد السعودية أرض الحرمين الشريفين” تلك الأزمة بأقسى صورها. سيسجل التاريخ هذا العار على جبين الأمة العربية والإسلامية.
ما هي رسالة حكام العرب لشعوبهم بعد استضافة بشار الأسد، المجرم؟ هل انقرضت النخوة والشهامة العربية في قلوب الشعوب؟!
ماذا قدمت لنا الجامعة العربية والدول العربية والخليجية على العموم؟ قدمت مساعدات إنسانية محدودة تتمثل في صحون وبطانيات وخيم، وتلك المساعدات تكفي لتلبية احتياجات الحياة اليومية فقط.
مطالب الشعب السوري الحر ليست مجرد صحون وبطانيات، بل هي الحرية والعدالة وإسقاط نظام الأسد المجرم، والإفراج عن المعتقلين في سجونه. هذه ثورة شعبية حقيقية، وليست حرباً أهلية أو أزمة إنسانية تحتاج إلى حل كما يعتقد البعض.
بصفتي مواطناً سورياً، أشعر بالتفاؤل الكبير عندما يتبين الوجه الحقيقي للدول العربية، وعندما تسحب يدَّها عن المعارضة السورية. أتمنى أن تسحب الدول الأخرى مثل تركيا وقطر يدها عن المعارضة السورية، وأن يُترك لنا الحرية لاستعادة قرارنا السياسي والعسكري في المنطقة، وأن نعيد الثورة السورية إلى مسارها الصحيح بدون تأثير أموالهم وقراراتهم القذرة. أتطلع إلى أن نكون أحرارًا وأن نستعيد سيادتنا وكرامتنا كشعب سوري.
منذ انطلاقة ثورتنا، خرجنا بقلوب متحمسة وعزائم مصممة، رافضين الاعتماد على حكام أو دول أو أموال. وقلنا “يا الله، مالنا غيرك يا الله” إنك وحدك من نعول عليه يا الله” وسنواصل هذا المسار حتى نحصل على حريتنا أو يأخذ الله عز وجل أرواحنا وتفنى أجسادنا.
لن نقبل أبدًا بالعيش تحت رحمة نظام الأسد المجرم، ولن يثنينا تخاذل المجتمع الدولي عن تضحياتنا. سنستمر في معركتنا من أجل الحرية والكرامة حتى النهاية.