مقالات الرأي

منظمات نسوية شمالي سوريا تُطالب بالمساواة وتتغافل عن العدل

منظمات نسوية شمالي سوريا تُطالب بالمساواة وتتغافل عن العدل

لا يغفى على أحد في السنوات الأخيرة ظهور ما يُعرف بالمنظمات السنويّة شمالي، ونحن متقبلين لذلك رغم الهجوم العملاق على المجتمع وعاداته وإلى ما هنالك، ربما عنوان المقال مثيرٌ للجدل، قد يظن البعض أنّي رجل ضد هذه المنظمات، أو أنّي لست معهم، لكن ذلك يحتاج بعض توضيح إشارات الاستفهام لدى ملايين الناس في الشمال السوري، وذلك من خلال طرح الأفكار والمشكلات مع بوادر الحل التي ستترك للقارئ.

توضيح

أحاول في هذا المقال أن أطرح المفاهيم المغلوطة عن النسوية التي تحاول الدفاع عن المرأة كما تريد دون احترام لمكانة المرأة، بغض النظر عن مدى مكانة المرأة في المجتمع السوري عموماً والمسلم خصوصاً وما لها من حقوق ومكانة عظيمة في صغرها وفي شبابها وحتى عندما تصبح كبيرة في السن.

وحتّى لا يُقال أننا متشددين وللمرأة حق وما إلى ذلك ونحن منغلقين على أنفسنا، فالمرأة في الشمال السوري وخلال الثورة قدمت الكثير وكان لها دور فعّال في كل تفاصيل ومناحي الحياة اليوميّة في المجتمع، وكلّ ذلك دون قيّد أو شرط، وكان منهن ربّات المنزل إلى الصحفيات وقائدات لدى منظمات المجتمع المدني وفي المدارس والمستشفيات وغيرها، إلا أنّ المنظمات التي تدّعي أنها نسوية وتحاول الدفاع عن حقوق المرأة وأنها متضهدة في المجتمع، تكادُ لا تعدل حتى في أبسط الحقوق وهذا ما سنوضحه على وجه الخصوص بكلّ دقّة وموضوعيّة ونعرّف النسويّة بكل موضوعية ودقة.

النسوية في التعريف العام هي مجموعة من النظريات الاجتماعيّة والحركات السياسيّة والفلسفات الأخلاقيّة التي تُحركها دوافع متعلقة بقضايا المرأة، والهدف النهائي منها هو القضاء على أشكال القهر المتصل بالنوع الجنسي، ليسمح المجتمع للجميع نساءً ورجالًا بالنمو والمشاركة في المجتمع بأمان وحرية.

وهذا الكلام في الحقيقة يكون ضمن المجتمعات الغربية وفي الأمريكيتين على سبيل المثال، هناك المرأة منذ صغرها لها حقوق وعليها واجبات لا تخفى على أحد، بدايتها في الحصول على قوت يومها وحقها في العيش والعمل، وفي العمل لابد من وضع الخطوط هنا على أنّ حق العمل كما الذكر “الرجل” في كل مناحي الحياة من معامل اسمنتيّة ومعامل بلاستك حراريّة وفي العسكرة وفي كل شيء، فحق العمل هنا لا يقتصر كما تدعي نسوية الشمال السوري على الوزارات وإثارة الرأي العام والصراخ على أنها حرّة وهي قائدة المسرح والصحافة وغيرها، أما باقي الأمور فقد غابت عن أذهان المجتمع للأسف والتي تتعلق فعلاً بالعدل، وفعلاً إن كانت المنظمات النسويّة تطالب بالمساواة لحقوق المرأة التي لم تُحرم منها بل حصلت على كل ماتريد في الشمال السوري وسوريا عموماً والمسلم خصوصاً من خلال كينونتها واحترامٍ لها كمرأة ولا تقدر على كل شيء في تركيبها الربّاني التي تتغافل عنه حتى النساء المواليات للنسوية.

بين المساواة والعدل.

حسبما ورد في ميثاق هيئة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي صدر عام 1945م مع نهاية الحرب العالميّة الثانيّة، أنّ المساواة بين الجنسين تقع في صميم قيم حقوق الإنسان، وتعتبر المساواة وعدم التمييز مبادئ أساسيّة لدى ميثاق الأمم المتحدة.

لكن المنظمات النسوية في الشمال السوري عملت على تأجيج الصراع، خصوصاً أنها لم تراعِ كينونة هذه المرأة من خلال وضعها الراهن في شمالي سورية ألا وهو الوضع العام، أقصد التهجير القسري هرباً من الموت وحفاظاً على الكرامة، مضافاً لها الخناق الحاصل على كل فئات المجتمع في الشمال من جهة، ومن جهة أخرى لم تحقق المنظمات النسوية العدل الحقيقي القائم على المساواة والذي هو صلب معارك النسوية في الشمال.

فمن غير المعقول أن تطبق النسوية المساواة في الحصول على الوظائف والقيادة والريادة التي تتبجح بها النسوية لكل مرأة، مُطبقةً قوانين غربيّة على مجتمع عربي مسلم تحظى به المرأة على كل حقوقها دو قيّد أو شرط، بل ربما تكون نسبة المقموعات حسب النسوية لا تصل لـ 2%، وهذه النسبة موجودة في كل دول العالم، وبالعودة للمساواة فقد نسيت النسويّة في الشمال السوري القانون الدولي للمساواة بين الجنسين فقد حاولت تطبيق ما يتناسب مع المجتمع العربي المسلم من قيادة وريادة وجامعات وطب وإلى ما هنالك، وهي حقوق معترف بها للمرأة عربيً ودينياً وواجبةٌ على كل عربي ومسلم دون التشدد في ذلك، ونسينا الأعمال الشاقة التي لا تقبل المرأة السورية العمل بها لمَ لها من كينونة واحترام في عائلتها والتي تتمحور حول أعمال البناء والطلاء والأعمال الحرّة وحتى عاملات النظافة في الشوارع والمسؤولية في الزواج فلو طبقّت النسويّة العدل فعلاً بين الرجل والمرأة كما قانون ميثاق الأمم المتحدة المذكور أعلاه، لكانت المرأة تحت حر الشمس تبني المنازل ولكانت المرأة على أعالي الجبال تقتلع الأشجار التي تحتاجها معامل الخشب ولكانت المرأة مدربة عسكرية في إحدى معسكرات تأهيل الجنود ولكانت المرأة على رأس عملها الشاق في أواسط المحيطات والبحار على متن البواخر للاستكشاف وللبحث عن القوت اليومي، وهنا لا أنكر جهد الحرائر شمالي سوريا المكافحات المؤمنات بقضيتهن الساميّة، لكن حريٌّ بنا ألا نختبئ خلف إصبعنا ونشاهد نسويّة تعمل على حرف البوصلة أخلاقياً دون احترام لمكانة المرأة العربية والمسلمة على وجه الخصوص وأقصد هنا تلك المرأة ذات الكينونة التي لها ما لها من احترام وحقوق وواجبات.

وإن كانت النسويّة ستحتج على ما ذكرته أعلاه، فتعالوا لمحاكمة علنيّة في ذلك، هل المرأة في الدول الأوروبيّة لا تعمل كما ذكرت أعلاه ولها فقط بعض الوظائف والحريات التي اخترعتها منظمات النسوية شمالي سوريا؟
هل فعلاً نساء الأمريكيتن لهنَّ حقوق كما نساء الشمال والعرب والمسلمين؟
هل فعلاً نساء الغرب والأمريكيتين يعتبرن أنفسهن ممعزات، ممن يعملن في كل مناحي المجتمع وسأتحفظ عن ذكر الأعمال الغير لائقة بمكانة المرأة العربية والمسلمة.
وإن كانت نسويّة الشمال السوري تبحث عن المساواة بين الرجل والمرأة، فهل تقبلُ إحدى النسويات بالزواج من شريك حياتها بخاتمٍ دون مهر وحقوق كما لها من حقوق لدى العرب والمسلمين؟
وهل تقبل نسويّة الشمال بالقانون المدني الذي فعلاً يصنّف المرأة كما الرجل في كل الدول المدنيّة التي لا شرع فيها ولا تقاليد؟
ولن أقول أنّ المرأة في الدول المدنيّة عليها الحق في دفع فاتورة طعامها في غداء عمل أو زواج أو خطوبة كما الرجل!
عن أيِّ مساواة إذن تتحدث المنظمات النسويّة في الشمال السوري؟
أم أنها نسويّة فقط كما تريد؟

في الختام، نحن جداً مع المساواة بين الرجل والمرأة منذ مئات السنين ولا ننكر قمع المرأة في أماكن مختلفة حول العالم، وأنّ المرأة السورية على وجه الخصوص، لها الحق في كل تفاصيل الحياة ومناحيها وبكل التفاصيل ومن واجبنا أن نحترم مكانتها في أمورٍ عديدة كنتُ قد طرحتها أثناء المقارنة.

اقرأ أيضاً: تركيا تحكم على منفذة تفجير شارع الاستقلال بالسجن 1794 عاماً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى