قصص

يافا التفاؤل .. قصّة ملهمة مع الراحل مصطفى العبد الله

يافا التفاؤل .. قصّة ملهمة مع الراحل مصطفى العبد الله

قد تختلف تفاصيل الحكايات الملهمة من مكان لآخر، لكن لابد من وجود حبكةٍ دراميّة حقيقيّة في حياة كل إنسان تجعله يعود لذكرياته لتبني نفسه كشخص مكافح في هذه الحياة، “يافا” قصّةُ كفاح وإلهام عميقة, في تفاصيلها مئات النكبات.

عُرفت يافا بلقبها المعروف في مواقع التواصل الاجتماعي “يافا التفاؤل والأمل” وذلك لمَ كان للاسم من شخصيتها نصيب، تنحدر يافا من مدينة حلب، ودرست المحاسبة فيها، وعملت في المحاسبة لأكثر من عامين في البنك وبعض المؤسسات، وذلك لوضعها العائلي الصعب، فهي أختٌ لعدد من الأخوات دون وجود أخ لها، مما جعلها تتحدى الظروف في ربيع عمرها بالكفاح والعمل لتساند نفسها وعائلتها وأخواتها في مجتمعٍ له عاداته وتقاليده.

شاركت يافا كطالبة جامعية في الحراك الثوري في حلب عام 2011م ضد نظام الأسد، لتضطر للانتقال إلى مدينة الدانا شمالي إدلب عام 2012م بعد حملة الاعتقالات التي شنتها ميلشيات أسد على الطلبة آنذاك، لتبدأ حياة كفاح جديدة في عُمر 22 عام وذلك عبر عملها في مراكز المرأة بشاغر متعلق بالخطاب السياسي الإعلامي وتحليله وإدارة المكاتب الإعلاميّة في تلك المؤسسات، وبعض المدارس الخاصة في المدينة، في حين كانت هذه الفترة مليئة بالأحداث الثورية على الصعيد الثوري بالنسبة لها، وذلك من خلال نشاطها على مواقع التواصل الإجتماعي

صورة يافا مع زوجها الراحل وطفلتيهما

وفي الفترة المتراوحة بين عام 2017 و 2019 زار زوجها الإعلامي الراحل مصطفى العبد الله المدرسة الخاصة التي كانت تعمل فيها، لتصوير حلقة حول انتشار التعليم الخاص وتفاصيل أخرى، لتتعلق به، وتبدأ قصّتهم، ومن خلال كفاحها المتواصل في إيصال ما برز من جوارحها الصادقة في سبيل أن تصل له رغم الفارق العمري بينهم!
إلا أنها لم تيأس في كفاحها مع قصتها الصغيرة الصادقة في الحصول على زواج كانت بدايته الحب، خصوصاً أنها كانت تقوم بصناعة المواقف كي تجتمع به عن طريق مرضه أو المشفى أو الوقفات الثورية وغير ذلك، علماً أنه كان يرفض الزواج شكلاً ومضموناً.

وحسب ما أدلت به يافا لوكالة الصحافة السورية حول رفض الراحل العبد الله الزواج قبل عام 2019م، لسبب واحد فقط، وهو وضع كل قواه وحياته في سبيل خدمة الثورة الثورة السورية وأهلها من خلال برامجه الاجتماعية والسياسيّة منها، لكن إصرار يافا وصدقها قد أبصر الضوء بعد كل تلك المعاناة أخيراً.

وتابعت يافا حديثها لوكالة الصحافة السوريّة، أنها لم تقنط من المحاولة لحين إخبار الراحل أنها رأته في نومها يذهب إلى السعوديّة “الحج”، ليقول لها رداً على هذا الحلم أنّ لجنة الحج العليا في الحكومة السوريّة المؤقتة أخبرته بقبول اسمه لذلك العام، ويكون ذلك سبباً في زواجهما.

حياة يافا مع الراحل الإعلامي مصطفى العبد الله في اشتراكهما في كفاح الثورة السورية:

قالت يافا لوكالة الصحافة السورية: إنّ زوجي مصطفى كان خير سند وعون ثوري لي من خلال إدلاء نصائحه لي في رسم الطريق الصحيح حول النهوض بالثورة فكرياً وأكثر، من حيث العمل وتعليمي لطفلتي ومن حيث نشر الثورة وتصحيح المسار أكثر.

وتابعت أنّ العبد الله كان له ما له من محبين ومتابعين وثوريّة عظيمة تشهد فيها الأهالي في كل مكان في الشمال السوري، وذلك من خلال برامجه التلفزيونية، التي كانت أقرب للناس ببساطتها.

وفي حديثها عن وفاة زوجها الراحل الإعلامي مصطفى، عبرت للوكالة عن حزنها الشديد الذي لا يفارقها إلى اليوم بعد وفاة زوجها إثر نوبة قلبية في سيارته العام الماضي، حيث ترك أثراً عظيماً بداخلها ولا يكاد يذكر اسمه أمامها أو تتذكره دون دموع غزيرة وحنين وشوق، وأكدت أنها لن تحزن كثيراً لأنه ترك لهم الأثر الطيّب بين الناس وفي الشارع السوري الثوري، وأنها لن تخذله في وصيته لها ولطفليتها في “رضى الله فقط”.

اقرأ أيضاً: تصاعد الاحتجاجات ضد المتشددين بـ الشمال السوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى