سوريا

وقف الدعم عن المشافي يهدد حياة 5 ملايين سوري

وقف الدعم عن المشافي يهدد حياة 5 ملايين سوري

أصدرت مديرية الصحة في محافظة إدلب بيانًا أمس الأحد 2 حزيران، أعلنت فيه عن مخاوفها من انقطاع الدعم عن المنشآت الصحية والتهديدات والمخاطر التي ستلحق بمرضى سكان شمال غرب سوريا في حال انقطاع التمويل عنها.

قالت مديرية صحة إدلب في بيانها، إنّ استمرار انخفاض وانقطاع التمويل الدولي عن المنشآت الطبية في مناطق شمال غرب سوريا سيخلق كارثة إنسانية كبيرة في المنطقة، وإنّ جميع المنح الدولية الممولة للقطاع الصحي انخفضت بنسب تراوحت بين 30 – 60 بالمئة، مضيفةً، “جاء ذلك في ظل ارتفاع متزايد بنسبة السكان وتزايد الضغط على المرافق الصحية في المنطقة”.

أكدت المديرية أنّ “انقطاع التمويل عن المستشفيات، وخاصة مستشفيات النساء والأطفال، وتوقف برنامج اللقاح ومراكز غسيل الكلى وبنوك الدم، ومراكز التلاسيميا، ومحارق النفايات الطبية، ومراكز العلاج الفيزيائي، سيكون له آثار صحية سلبية رهيبة على الأهالي في المنطقة، من حيث الزيادة غير المسبوقة في معدل انتشار الأوبئة والأمراض، وارتفاع الوفيات خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن”.

أشارت صحة إدلب إلى أنّه في نهاية شهر حزيران الجاري سيتوقف التمويل عن عدد من المنشآت الطبية التي يبلغ عددها 112 منشأة والتي تخدم حوالي 1.5 مليون نسمة، “ومع حلول نهاية العام، سيرتفع هذا الرقم إلى 136 منشأة، من بينها 42 مركزًا يقدم خدمات الصحة الإنجابية”. ونوهت أنّ هذه المنشآت الصحية تخدم 5 مليون شخص يعيشون في شمال غرب سوريا، منهم 3.5 مليون نازح، و2 مليون منهم يعيشون ضمن المخيمات الحدودية السورية التركية، حيث أجبر هؤلاء النازحون على مغادرة منازلهم وبلداتهم بحثًا عن منطقة قد تكون آمنة وتحميهم من وابل القذائف والصواريخ التي يستهدفها بشكل مباشر نظام الأسد على مناطقهم.

أوضحت أنّ مستشفيات محافظة إدلب ستتوقف عن تلقي الدعم وستعمل بشكل تطوعي حتى نهاية شهر حزيران الجاري، وبلغ عدد هذه المستشفيات 14 مستشفى، منها 8 مستشفيات للنساء والأطفال، إضافة إلى ذلك، هناك 22 مركزًا للرعاية الصحية الأولية ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 95 مركزًا بنهاية العام الحالي. توجد أيضًا 6 مراكز للعلاج الفيزيائي تخدم 1700 شخص من أصحاب الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى 4 مراكز لعلاج التلاسيميا تخدم 700 مريض، وفي حال خروج هذه المنشآت عن الخدمة، فإن ذلك سيسبب عبئًا إضافيًا وضغطًا على المنشآت الطبية الأخرى التي لا تزال مدعومة حتى الآن، مما سيشكل عجزًا في تقديم الخدمات لذلك العدد المتزايد من المرضى وحرمانهم من حقهم في العلاج.

نوهت مديرية صحة إدلب أنّ مئات آلاف الأطفال سيُحرمون من اللقاحات الضرورية المنقذة لحياتهم، في حال توقف برنامج اللقاح الروتيني، ولا سيما لقاحات شلل الأطفال، والسحايا، والسل، والحصبة، ولقاح التهاب الكبد الوبائي، وغيرها من اللقاحات الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، ستتوقف مراكز التطعيم بلقاح كوفيد-19، مما قد يهدد بعودة انتشار هذه الأمراض في مناطق شمال غرب سوريا وامتدادها إلى الدول المجاورة.

في السياق ذاته، طالبت صحة إدلب المجتمع الدولي والمانحين الدوليين بعدم حرمان أكثر من 5 مليون مدني من حقهم في العلاج، في حال انقطاع الدعم عن المنشآت الصحية، “وطالبتهم بضرورة تحمل مسؤولياتهم تجاه هؤلاء المدنيين الذين يعيشون في ظل مأساة إنسانية مستمرة منذ 13 عامًا، وغياب الإرادة الدولية الحقيقية لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية في مناطق شمال غرب سوريا”.

يشار إلى أنّ مديرية الصحة في محافظة إدلب، بعد شهر من تواصلها مع المنظمات الدولية والجهات المانحة بشأن استمرار تمويل القطاع الصحي في مناطق شمال غرب سوريا، أطلقت حملة إعلامية بعنوان “أنقذوا الأرواح”، لمطالبة المانحين الدوليين بدعم المنشآت الطبية في المنطقة، واستمرار تقديم الخدمات الطبية المنقذة لحياة 5 مليون إنسان.

اقرأ أيضاً: ماذا حققت حملة “أنقذوا المعتقلين السوريين في لبنان”؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى