واقع الطفولة في الشمال السوري في ظروف الحرب
واقع الطفولة في الشمال السوري في ظروف الحرب
واقع الطفولة في الشمال السوري في ظروف الحرب التي تشهدها سوريا وخاصة الشمال السوري يعيش الطفل السوري واقعاً مختلفاً عن الواقع الذي يعيشه بقية الأطفال في الدول الخالية من الحروب والصراعات بحسب وثائق الأمم المتحدة يعرف الطفل بأنه كل شخص تحت سن الثامنة عشر الكثير من الأطفال في الشمال السوري ممن هم دون سن الثامنة عشر يعيشون واقعاً مختلفاً عن الواقع الذي من المفترض أن يعيشه الأطفال من الواقع الصحي والتعليمي والاجتماعي والأساليب الخاصة التي تضمن سلامة الطفل وتتيح له كافة حقوقه
وفي ظل غياب دور المؤسسات الدولية عن العمل الجاد الذي من شأنه إنصاف قضية الطفولة وكثرة الدراسات المحلية والدولية بهذا الشأن الا أن العمل على هذا الجانب مازال خجولاً ويسير بشكل بطيء جداً
الواقع التعليمي :
يعاني القطاع التعليمي في كافة مراحله من صعوبات كبيرة أثقلت الكاهل التعليمي وانعكست نتائجها بشكل خاص على الأطفال حيث تم الاستهداف بشكل مباشر من قبل الأطراف المتحاربة للمؤسسات التعليمية حيث أن الحرب أثرت على تركيز الأطفال على المنهاج التدريسي وجعلهم عدائين وجعلت لدى الكثير منهن عدم الرغبة في الذهاب للمدرسة
ففي سورية كان جميع الأطفال تقريباً قبل الحرب مسجلين في المدارس الابتدائية وكانت نسبة التعليم 95% للأعمار ما بين 15 حتى 24 عاماً أما في ظل الحرب فقد ظهرت آثار كارثية ووخيمة على التعليم، ففي مارس عام 2017 قامت لجنة الإنقاذ الدولية باختبار آثار الحرب على تعليم الأطفال بسوريا وهنا ظهرت فجوة كبيرة في مهارات كثيرة من بينهم الرياضيات والقراءة والكتابة حيث أظهرت تلك الدراسة أنّه طوال فترة النزاع السوري تم تعطيل تعليم الأطفال بسبب النزوح وانعدام الأمن كما وُجد أن 5.8 مليون طفل ما بين سن الـ 5 و 17 سنة في سوريا يحتاجون إلى المساعدة في مجال التعليم وحوالي 1.75 مليون طالب من الأطفال والمراهقين قد تركوا المدارس بالفعل، هذا بجانب الكثير من الأشخاص الذين يواجهون خطر الانقطاع عن الدراسة وإن أكثر من 150000 العاملين في مجال التعليم قد تركوا المنظومة التعليمية بالفعل وثلث المدارس مهدمة ومحطمة وغير قابلة للاستخدام وخلال الاختبارات التي أجرتها لجنة الإنقاذ الدولية، وُجد أن 59 ٪ من طلاب الصف السادس و 52 ٪ من طلاب الصف السابع و35٪ من طلاب الصف الثامن لم يتمكنوا من قراءة قصة بسيطة تتكون من 7-10 جُمل أي ما يعادل مهارات القراءة للصف الثاني يعاني الطاقم التدريسي من مشاكل في عدم وجود منظمات كافية لكفالة الطاقم التدريسي بالراتب وتجهيز المدارس بالمواد الضرورية لإكمال التعليم معظم الابنية المدرسية تعرضت للدمار الجزئي أو الكلي بسبب الأطراف المتحاربة حيث لم يعد الكثير منها صالح للعملية التعليمة و أصبح بعض منها أماكن تجمع للنازحين أو مقرات عسكرية
يعاني “الواقع الصحي: من نقص في الكوادر الصحية بسبب هجرة معظم الأطباء إلى خارج سورية وإستهداف أطراف الصراع للمراكز الصحية الواقع الصحي للطفولة في الشمال السوري هو واقع مأساوي ومقلق الأطفال في الشمال السوري يعانون من نقص في الخدمات الصحية والتغذية والتطعيم والرعاية النفسية بسبب تداعيات الحرب فالبيانات عن الواقع الصحي للطفولة في الشمال السوري المحرر هي بيانات نادرة ومتناقضة فلا يوجد إحصاء رسمي أو موحد عن عدد الأطفال وحالاتهم الصحية في هذه المنطقة
“واقع عمالة الأطفال: في الشمال السوري هو واقع مؤلم ومخجل فالأطفال الذين يفترض أن يكونوا في المدارس والحدائق والألعاب يجدون أنفسهم مضطرين للعمل في ظروف قاسية ومهينة لتأمين لقمة العيش لهم ولعائلاتهم بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في المنطقة وبحسب بعض التقارير والدراسات فإن نسبة عمالة الأطفال في الشمال السوري المحرر تصل إلى 50% من إجمالي عدد الأطفال وتتراوح أعمارهم بين 5 و18 يعملون أعمال مختلف ومجهدة منها العمل في المخابز والحلويات والمطاعم والكافيتريات
العمل في المزارع والحقول الزراعية و العمل في محلات الحلاقة
والعمل في محلات الخياطة والباعة الجوالين
العمل في محلات بيع المواد الغذائية والخضار والفواكه و العمل في محلات بيع المواد الصحية وجمع القمامة من الكرتون والأدوات الصالحة للبيع وأعمال البناء الصعبة
هذه الظروف تؤثر سلبًا على حقوق الأطفال ومستقبلهم وتزيد من خطر فقدان جيل كامل من السوريين ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية التعليم وإنهاء عمالة الأطفال
ولتغير هذا الواقع يجب على الجميع أن يقف أمام مسؤوليته من
الأسرة والمدارس والكادر التعليمي والمجالس المحلية والحكومات والقطاعات التعليمية والمنظمات الإنسانية
والعمل بشكل جاد على تغير هذا الواقع إلى الأفضل.
اقرأ أيضاً: السلطات اللبنانية تعتقل ناشطاً إعلامياً سورياً
تشخيص واقعي ودقيق ومعمق بأدق التفاصيل لما يعانيه الأطفال السوريون في ظل الحرب الدائرة .
وايضا التطرق للواقع التعليمي الذي يعتبر من اهم ركائز بناء المجتمع المعاصر.
واهم الصعوبات والتحديات التي يواجههها القطاع التعليمي .وحالات التسرب المهولة للاطفال .