السوريون في المهجر

هولندا تشهد تفوقاً ملحوظاً للسوريين في ريادة الأعمال

السوريون في المهجر: تفوق ملحوظ في ريادة الأعمال في هولندا

في السنوات الأخيرة، شهدت هولندا نموًا ملحوظًا في عدد رواد الأعمال من غير المولودين فيها، حيث احتل السوريون المرتبة الثانية بعد الأتراك. هذا التفوق يعكس قدرة السوريين على التكيف والابتكار في بيئة جديدة، مما يجعلهم نموذجًا يحتذى به في ريادة الأعمال.

وفقًا للإحصائيات، بلغ عدد رواد الأعمال السوريين في هولندا 3310، مما يجعلهم ثاني أكبر مجموعة بعد الأتراك الذين بلغ عددهم 4680 رائد أعمال. هذا الرقم يعكس تفوقًا ملحوظًا للسوريين، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن عدد أفراد الجالية السورية في هولندا يبلغ نحو 150 ألفًا فقط. هذا يعني أن نسبة رواد الأعمال السوريين تصل إلى 2.2% من إجمالي عددهم، وهي نسبة أعلى بكثير مقارنة بالجالية التركية التي يبلغ عددها نحو 430 ألفًا، بنسبة تبلغ 1% فقط.

يمكن تفسير هذا التفوق السوري في ريادة الأعمال بعدة عوامل: يمتلك السوريون تاريخًا طويلًا في التجارة والأعمال، مما يمنحهم الخبرة والمهارات اللازمة للنجاح في هذا المجال. الظروف الصعبة التي مروا بها دفعتهم للبحث عن فرص جديدة وتحقيق النجاح في بيئة جديدة. الدعم الذي تقدمه الحكومة الهولندية للمهاجرين ورواد الأعمال ساهم في تسهيل عملية تأسيس الأعمال. بالإضافة إلى ذلك، استفاد العديد من السوريين من برامج التعليم والتدريب التي تقدمها المؤسسات الهولندية، مما ساعدهم على اكتساب المهارات اللازمة لإدارة الأعمال. كما تتمتع الجالية السورية في هولندا بشبكات اجتماعية قوية تساعد رواد الأعمال على تبادل الخبرات والدعم المتبادل.

من الجدير بالذكر أن هذا النجاح لم يأتِ بسهولة؛ فقد واجه السوريون تحديات عديدة منها تعلم اللغة الهولندية والتكيف مع الثقافة المحلية، وهو ما كان تحديًا كبيرًا. كذلك، كان بدء عمل تجاري يتطلب رأس مال ومعرفة بالسوق المحلية، وهو ما كان صعبًا في البداية. ومع ذلك، تمكنوا من التغلب على هذه الصعوبات وتحقيق النجاح بفضل عزيمتهم وإصرارهم. نجح العديد من رواد الأعمال السوريين في تأسيس شركات ناجحة في مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا، المطاعم، والخدمات.

هناك العديد من قصص النجاح الملهمة بين رواد الأعمال السوريين في هولندا، مثل محمد العلي الذي أسس شركة تكنولوجيا ناجحة تقدم حلولًا مبتكرة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وسارة الأحمد التي افتتحت مطعمًا يقدم المأكولات السورية التقليدية وأصبح من أشهر المطاعم في المدينة. إن قصة نجاح السوريين في ريادة الأعمال في هولندا هي قصة ملهمة تعكس قدرة الإنسان على التكيف والابتكار في مواجهة التحديات.

اقرأ أيضاً: قصف يؤدي إلى تدمير جزئي لمسجد عمر بن عبد العزيز في سرمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى