هل ستدعم إدارة ترامب العملية السياسية في سوريا؟

أعرب كل من الائتلاف الوطني السوري وهيئة التفاوض السورية يوم الأربعاء الفائت، عن أملهما في أن تكون الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، داعمة للعملية السياسية المتعلقة بالملف السوري، وأن تساهم في إنهاء الصراعات وتحقيق السلام المستدام بما يلبي تطلعات الشعب السوري.

وصرح رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة في تصريح صحفي للدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري، أنه “يتمنى للرئيس الأمريكي ترامب النجاح في تحقيق برنامجه ووعوده الانتخابية لوقف الحروب وتحقيق السلام المستدام في العالم، ولا سيما في الشرق الأوسط”، ومعربًا عن أمله في أن تكون سياسة إدارة ترامب الجديدة أكثر إيجابية وفعالية للدفع بالعملية السياسية في سوريا بما يحقق تطلعات الشعب السوري”.

ومن جهته قال رئيس هيئة التفاوض السورية بدر الجاموس في تغريدته على منصة إكس، إن “الديمقراطية كانت دائمًا مفتاحًا لنهضة الشعوب والأمم، ولعل الانتخابات الرئاسية الأميركية هي أحد وجوه الديمقراطية التي يتطلع إليها الشعب السوري والتي تظل جزءًا أساسيًا من مستقبل بلاده”.

وفي ذات السياق عقدت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري اجتماعها الدوري يوم الخميس 7 نوفبر، للبحث في انعكاسات نتائج الانتخابات الأمريكية على الملف السوري المتعلق بالعملية السياسية، والعوامل التي أدت إلى فوز المرشح دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، وكما بحثت الهيئة السياسية سبل التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، بما يحقق السلام والاستقرار في المنطقة ويعيد الأمن إلى سوريا، وشددت على أهمية إنهاء تمدد النظام الإيراني في المنطقة، وسحب ميليشياته الطائفية من سوريا.

رؤى سياسية سورية مختلفة حول الإدارة الأمريكية الجديدة

يرى مراقبون سياسيون سوريون أن في الإدارة الأمريكية الجديدة لن تعطي اهتمامها الكامل لدعم الملف السياسي السوري، وبينما يرى آخرون من المؤسسات السياسية السورية أن إدارة ترامب المقبلة ستدعم الملف السوري وكلهم أمل بذلك.

وأعرب بدر جاموس عن أمله في أن تتمكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القادمة من تنفيذ برنامجه الانتخابي بجدارة، وخاصة فيما يتعلق بوقف الحروب وتحقيق السلام المستدام في العالم، وبالأخص في الشرق الأوسط الملتهب”، ومشيرًا إلى أنه يتطلع من إدارة ترامب بدعم تطلعات الشعب السوري في نيل الحرية والتحرر من الاستبداد وتحقيق الاستقرار والأمن في سوريا، وكما يأمل في العمل على إنهاء المأساة السورية المستمرة منذ 14 عامًا ودفع العملية السياسية من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254الذي رعته الولايات المتحدة بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري”.

ورأى الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان من وجهة نظره لوكالة الحصافة السورية، أنه لا يوجد اهتمام خاص من الإدارة الأمريكية بشأن الملف السوري، وإنما يأتي اهتمامها في المنطقة ككل في الشرق الأوسط، وسوريا هي جزء منها، ونوّه إلى أن إدارة ترامب الجديدة غير معنية بالخوض في تفاصيل دعم المسار السياسي المتعلق بالقضية السورية سواء من طرف المعارضة السورية أو من طرف النظام السوري، وإنما تنطلق الولايات المتحدة الأمريكية في إدارتها السياسية من منظور المنطقة ككل، لدعم استقرار مصالح حلفائها في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح علوان أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب بإحلال السلام في المنطقة وهي ليست معنية دائمًا في حل الصراعات في العالم وبل تتخذها سياسةً استراتيجية في إدارتها، وعزا ذلك إلى قناعتها السياسية التي ترتكز على تحقيق مصالحها، ولا سيما أن مصالحها تقتضي عدم وجود استقرار كامل، وهذا يتناقض مع ما تعلنه في الإعلام من دعمها لتطلعات الشعوب وحريتهم وسعيها لنشر الاستقرار والديمقراطية، وكما أشار الباحث علوان إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل من أجل مصالحها وعندما تتوافق مصالحها في إنقاذ الشعوب وتقديم لهم العدل والاستقرار لهم تمضي نحو ذلك، ولكنها لا تقدم لهم الدعم عندما تتعارض مصالحها مع مصالح الشعوب، وخير دليل على ذلك القضية الفلسطينية.

وقد حسم المرشح الجمهوري دونالد ترامب يوم الأربعاء الماضي 6 نوفبر، فوزه في سباق الانتخابات الرئاسة الأمريكية بتفوقه على منافسته عن الحزب الديمقراطي كمالا هاريس، بعد أن حصل على 292 صوتًا في المجمع الانتخابي مقابل 224 لمنافسته الديمقراطية لهاريس، وبينما اعتبر ترامب أن فوزه بالتاريخي بعد حسم نتائج الولايات المتأرجحة لصالحه، وبينما يبقى الملف السياسي السوري مطروحًا على طاولة السياسة في البيت الأبيض، حيث يترقب الجميع كيف ستتعامل معه إدارة ترامب المقبلة بما يدعم العملية السياسية في سوريا.

اقرأ أيضاً: السويداء: مقتل 8 مدنيين واعتقال 14 مدنياً خلال الشهر الماضي