هدوء حذر يسود السويداء ومفاوضات جارية لعقد هدنة مؤقتة

شهدت مدينة السويداء جنوبي سوريا اشتباكات عنيفة متفرقة مساء أمس الأحد 23 حزيران، بين قوات نظام الأسد وفصائل محليّة مسلّحة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين الجانبين، وسط حالة من الغضب الشعبي على خلفية نصب حواجز أمنية على المدخل الشمالي للمدينة، وهدوء حذر ساد المنطقة بعد توقف الاشتباكات في الليلة الماضية، وبالتزامن مع إجراء مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء من أبناء المحافظة، بين الأجهزة الأمنية والفصائل المحلية.

استنفار أمني واندلاع اشتباكات في السويداء

قالت شبكة “السويداء 24” المحلية، إنه درات اشتباكات عنيفة بين الفصائل المحلية المسلحة وعناصر الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، بين ساحتي الباسل والعنقود شمالي محافظة السويداء، ما أسفر عن إصابة الشاب أيهم الممساني من أبناء بلدة قنوات، وعدة عناصر في صفوف قوات نظام الأسد، فضلاً عن خسائر في ممتلكات المدنيين، في ظل استمرار حالة من التوتر واستنفار للفصائل المحلية المختلفة، ومشيرة إلى ارتفاع من وتيرة الاشتباكات الدائرة في ساعات الليل الماضية، بالقرب من فرع حزب البعث شمالي المدينة.

وفي سياق متصل، دارت اشتباكات من جهة أخرى بين عناصر الأجهزة الأمنية والفصائل المحلية المسلحة، في بلدة القنوات عند الحاجز الأمني المتمركز على مدخل البلدة، وفي الوقت نفسه سُمع دوي انفجارات لقذائف صاروخية في محافظة السويداء، وبالتزامن مع سماع أصوات إطلاق الرصاص برشقات متقطعة بين الحين والآخر بالقرب من المراكز الأمنية ليلة أمس.

وفي وقت سابق من مساء أمس الأحد، شهدت محافظة السويداء استنفارًا أمنيًا لفصائل محلية، حيث تجمع العشرات من عناصر فصائل محلية مختلفة، في محيط دوار الباسل مع وجود سيارات تحمل على متنها رشاشات متوسطة، وطالبت الفصائل بانسحاب عناصر نظام الأسد من الحاجز الأمني الجديد الذي تم تشييده فجر أمس الأحد عند دوار العنقود شمالي المدينة، والعودة إلى ثكناتهم العسكرية، قابل هذا الاستنفار من جهة أخرى استنفار لجميع مراكز الأجهزة الأمنية في المنطقة، وفقاً “لشبكة السويداء 24”.

احتجاجات شعبية و استنكار الأهالي لإقامة الحاجز

ذكرت شبكة “السويداء 24″، أن أهالي قرية الشهبا شمالي مدينة السويداء قاموا بإغلاق جزئي لطريق دمشق – السويداء، بالإطارات المشتعلة في المنطقة، على خلفية إرسال نظام الأسد تعزيزات عسكرية لحاجز العنقود وتمركزه في المدخل الشمالي للمدينة، وفي ذات الوقت قامت مجموعة أهلية في بلدة لقريّا جنوبي محافظة السويداء بإشعال إطارات في قارعة الطريق، على خلفية الاشتباكات التي جرت في المدينة.

وفي ذات السياق، أعرب أهالي مدينة السويداء عن استيائهم إزاء التطورات المتلاحقة في المدينة، بإقامة نظام الأسد حاجزًا أمنيًا جديدًا ا بهدف إقامة نقطة تفتيش على مدخل المدينة، وقد قوبلت هذه الخطوة بالاستنكار والرفض من الفصائل المحلية، والأهالي الذين طالبوا بإزالة الحاجز في مظاهرة شعبية سلمية من أمام الحاجز، ومن جهته، رفض نظام الأسد إزالة الحاجز، ومتعنتًا لبقائه في المنطقة، في ظل إجراء جولة من المفاوضات لإزالته.

هدوء حذر ومفاوضات لعقد هدنة مؤقتة

بعد مرور ساعات الليل الماضية العصيبة التي شهدتها مدينة السويداء، من الاشتباكات العنيفة الدائرة بين قوات نظام الأسد والفصائل المحلية، حيث ساد هدوء حذر صباح اليوم الاثنين في المدينة بعد توقف الاشتباكات بين الجانبين، لاستئناف إجراء المفاوضات غير المباشرة عبر وسطاء من أبناء المحافظة، بين الفصائل المحلية والأجهزة الأمنية.

أفادت شبكة “السويداء 24″، أن “وسطاء من أهالي المحافظة، طلبوا هدنة مؤقتة من الفصائل المحلية، لاستئناف المفاوضات مع الأجهزة الأمنية، وسط وعود من الوسطاء بالسعي لاتفاق يضمن انسحاب الحاجز الأمني الجديد من جانب دوار العنقود، وهو المطلب الذي تصرّ عليه الفصائل المحلية”.

ونقلت الشبكة، عن مصدر مطلع على المفاوضات، أن هناك “مطالبات بضمانة الجانب الروسي لانسحاب الحاجز الأمني، وعدم إنشاء حواجز جديدة للأجهزة الأمنية داخل المحافظة، بسبب انعدام الثقة بدور هذه الحواجز، ونوه المصدر إلى وجود تفاوت في ردود أفعال ضباط نظام الأسد، حيث رفض بعضهم إزالة الحاجز، بينما دعا آخرون إلى التهدئة وإجراء المفاوضات، وطلبوا مهلة للتوصل إلى اتفاق لسحب الحاجز من مدخل المدينة”.

وأشار مصدر من الفصائل المحلية للشبكة، أنّ “الحل الذي ينزع فتيل الأزمة، هو إعادة كافة عناصر الحاجز الجديد إلى ثكناتهم”. وحذر من عدم التجاوب مع هذا المطلب، الذي سيؤدي إلى تصعيد أكبر في الساعات القادمة، يفوق ما شهدته المدينة من اشتباكات مساء الأحد”.

وأضافت شبكة “السويداء 24″، أنّ عملية المفاوضات ستستمر خلال الساعات القليلة القادمة، وأن مخرجاتها ستحدد “إما أن تفضي لاتفاق ينهي حالة التوتر بإزالة الحاجز من مكانه وسحب العناصر إلى ثكناتهم، أو أن المحافظة ستدخل في دوامة عنف غير محسوبة النتائج، في حال استمر تعنت مسؤولي الأجهزة الأمنية بعدم سحب الحاجز”.

ويشار إلى أن العقل الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، الشيخ “حكمت الهجري”، تواصل مع قيادة القوات الروسية في سوريا عبر سفارة موسكو في دمشق أمس الأحد، للتعبير عن الرفض الشعبي على خلفية نصب الحاجز الأمني، والاستنكار لتحركات القوات الأمنية والعسكرية في محافظة السويداء.

وأكد الشيخ “الهجري”، أنه “لا مبرر لنصب سلطات النظام، حواجزاً في محافظة السويداء التي تشهد حراكاً سلمياً منذ العام الماضي يطالب بالدفع في الحل السياسي عبر تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، مشيراً بالذات الوقت إلى عدم ثقة الشارع بهذه التحركات الأمنية”.

وشهدت مدينة السويداء في مطلع شهر أيار الفائت، لتحركات أمنية و تعزيزات عسكرية ضخمة تضمنت عدة آليات عسكرية من دبابات وعربات مدرعة، وحافلات تقل عشرات العناصر من نظام الأسد، بهدف تعزيز الأفرع الأمنية والثكنات العسكرية في المحافظة، وفي حين كانت تحضيرات نظام الأسد لإنشاء حاجز أمني عند المدخل الشمالي لمدينة السويداء منذ بداية شهر حزيران الجاري، وتأتي هذه التجهيزات بالتزامن مع استمرار الحراك الشعبي السلمي المناهض لنظام الأسد المطالب برحيله وتطبيق قرار “مجلس الأمن 2254”.

اقرأ أيضاً: أضرار كبيرة في محافظة إدلب بسبب العاصفة المطرية