بدأت حكاية الشاب الطموح “هاني نوايا” تتأجج في صدره منذ أن كان حلمه في ذلك مُبرم على اختصاصه الجامعي، الذي كان يسعى للوصول له منذ بداية شبابه في حمص، وقدم من خلال تخصصه التقني في هندسة الحواسيب عدداً غفيراً جداً من المواد التي بسطها لزملائه في الجامعة بسبب تفوقه في ذلك ليطلق التدريبات المهنية منذ عام 2017م.
البدايات والشغف
ومن خلال الأسئلة التي طرحناها مع “هاني” بدأ قائلاً: “أنا هاني نوايا من مواليد حمص عام 1988م، خريج من كلية هندسة الحواسيب في جامعة القلمون الخاصة بدير عطيّة منذ عام 2011م وكان عملي ضمن التدريب والاستشارة المؤسساتيّة التقنية وتحليل البيانات منذ أكثر من ثمانية سنوات، قدمت عدد غفير من الساعات التدريبية منذ أن كنت طالباً وحتى عام 2017م خلال الثورة السورية وبظروف صعبة جداً، إلا أني كنت أحاول دوماً مع أصدقائي آنذاك من خلال مركزنا الذي افتتحناه باسم غدق التقني للحصول على مزيد من التطور والنجاح بالتدريبات التقنية المناسبة”، وتابع نوايا، بالنسبة للظروف، حقيقة لا يوجد أحد من الشعب السوري الحر لم تأثر الظروف على حياته والتي كانت سبباً ليبدع، فالظروف بالنسبة لنا ملَكة لنا جميعاً، فلله الحمد أولاً وأخيراً أنّني استطعت التغلب على الظروف دوماً من خلال التأقلم معها ووجود سبل الحل للوصول للهدف المُراد فلولا الصعاب لم استطع التقدم والوصول، خصوصاً أنني استطعت عام 2010م الحصول على المرتبة الأولى في الكليّة لأخرج بعثة إلى الجامعة المصريّة لرفد الطلاب هناك بالخبرات.
تحديات ومواقف لا تُنسى
واصل المهندس نوايا حديثه، أنّ لأهله فضلاً منذ طفولته في ذلك، لأنهم كانوا أغلب أوقاتهم مغتربين وفي عودتهم إلى حمص كانوا يجلبون معهم بعض الأدوات الإلكترونية كالأتاري والحواسيب والأجهزة النقالة وغيرها، مما جعله ينجذب دوماً إليها من خلال تجربتها وإصلاحها حال تعطلها وكان أخوه الأكبر في عام 2000م مغترباً ومهندساً مدنياً فجلب أول كمبيوتر أرضي للمنزل لتبدأ رحلة الشغف في وقتها، ثم تعلقه بمادة الرياضيات التي تعتبر أساساً للهندسة.
أثناء مسيرته الجامعية أوضح نوايا، أنه وخلال فترته الجامعيّة كانت فترة ذهبية بالنسبة له، خصوصاً أنّه التقى شغفه وحلمه بالتخصص الدراسي الصحيح، لكن لابد من وجود عراقيل للطالب خصوصاً أنني كنت أدخل لجامعة خاصة، فعندما انتقلت من البكلوريا إلى الجامعة تعرضت لصعوبة في المقررات بسبب أنها كانت باللغة الإنكليزية.
الحياة في ظل الثورة
لم تكن الحياة سهلة خلال سنوات الثورة السورية خصوصاً بعد ما ضربت ميليشيات أسد بالرصاص الحي المتظاهرين السلميين آنذاك، إلا أنّ نوايا لم يستسلم وأصدقائه للظروف المحيطة بل حاول جاهداً بعد التهجير الأول إلى ريف حمص الشمالي هرباً من القصف الهمجي الأسدي، بافتتاح مركزهم التدريبي الخاص “غدق” فكان نوايا مديراً للمركز ومدرب فيه لكل مواد تكنولوجيا المعلومات، فقد قدموا من خلال المركز مئات التدريبات لآلاف المتدربين بمختلف التخصصات العلمية والتقنية، واللغات والتصميم الجرافيكي وبرامج الكمبيوتر وتحليل البيانات أيضاً، ليستمروا في المركز لمدة عام ونصف، ثم تهجروا لمحافظة إدلب ليأسسوا مركزهم هناك لمدة عام آخر تقريباً، وفي هذه المرحلة تحديداً بدأ ظهور اسم المهندس هاني نوايا بشكلٍ كبير في الشمال السوري من خلال تقديمه تدريبات أكثر تخصصية في تحليل البيانات خصوصاً أنّ ذلك تخصصه الأساسي، ليعمل مع منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية منها، ثم بدأ بالتعاقد مع شركات خليجية ليعطي تدريبات عبر الإنترنت.
وقدم نوايا مبادرة نوعية قال أنه يفتخر بها جداً، وهي تقديم تدريبات تطوعية للشباب في الشمال السوري وتجاوز عددها الـ 40 تدريب وورشة عمل وندوة في مختلف مناطق الشمال السوري.
الإنجازات
خلال العام الماضي لم يكتف المهندس المبدع نوايا بالتدريبات التطوعية والخاصة وغيرها، بل أخذ على عاتقه أن يكون صانع محتوى تقني منطلقاً من الشمال السوري، ليفتتح قناته “هاني تك” التقنية ويقدم محتوى تقني فيها منذ عام ونصف تقريباً لتصل لآلاف المتابعين في يوتيوب وفيسبوك وإنستغرام.
عندما سئل هاني عن ذلك أجاب بكل تواضع، أنا لا أرى نفسي تجربة ناجحة على وجه الخصوص بقدر ما أرى أنني استطعت التغلب على الظروف واستطعت الوصول لنجاح لا بأس به بعد كل سنوات الحرب لأقدم شيء لا بأس به للمنطقة وللبلد عموماً، ومن خلال خبراتي العملية والمهنية يعني قمت بالتأثير على فئة الشباب المهتمة عموماً، فلا أقول أني ناجح بالكامل، فلا يوجد شخص ناجح وكامل بالمطلق.
لن أتخلى في كلامي هنا وأقضي على جميع العلوم التطبيقية ولكن ملكة الهندسة على وجه الخصوص هي علم كبير جداً خصوصاً أنا في ثورة التكنولوجيا في عصرنا الحالي وثورة كبيرة للبيانات، فإني أر أنّ من يمتلك ملّكة الهندسة ليلتحق بثورة المعلومات فله ملكة خاصة لا يستطيع امتلاكها أحد.
اختتم هاني حديثه لنا بأنّه دوماً ما يوجه رسائل عميقة في تدريباته للشباب بأن الشمال السوري في بعض المطبات والعوائق لعدم الاستقرار أحياناً لكن توفر الإنترنت بشكل كبير جداً هو أمر إيجابي جداً ويتيح الفرصة لكل الشباب في تطوير أنفسهم من خلال الكورسات والتدريبات المتوفرة، حتى العمل من خلال الإنترنت مع شركات خارجية وغيرها.
اقرأ أيضاً: “قسد” تهدد بالحرمان من الخبز لمن لا يشارك بانتخاباتها
في خطوة أعادت للثورة السورية وهجها الميداني وأملها السياسي، أطلقت الفصائل الثورية في الشمال السوري…
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة شمال سوريا لا…
تشهد الساحة السورية تطورات متسارعة مع تصعيد ميداني ملحوظ وتصاعد في ردود الفعل الدولية. ففي…
علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، للمرة الأولى على التصعيد العسكري في سوريا،…
مع قرع أجراس الكنائس وأصوات وهدير الطائرات الحربية، أدّى أهالي حي السليمانية وغيرها من أحياء…
ضمن معركة ردع العدوان والتقدم العسكري وتحرير مدينة حلب نفذ العقيد مازن حمود محمد وعصابته…