Categories: سوريا

ميليشيا أحرار عولان ذراع أمني وإقتصادي لميليشيا الجولاني

عصابة أحرار عولان تنفذ أجندات الجولاني


في قرية عولان غربي مدينة الباب شرق حلب، تتمركز حركة “أحرار الشام القاطع الشرقي”، المعروفة أيضًا باسم “أحرار عولان”. تأسست هذه الحركة بعد انفصالها عن الجبهة الشامية، مع انسحابها من الفيلق الثالث في الجيش الوطني. وقد جاء تشكيل هذه الحركة بدعم وتخطيط مباشر من هيئة تحرير الشام، بهدف تعزيز وجودها في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي. بفضلهم دخلت عناصر وقادة هيئة تحرير الشام تلك المناطق تحت اسم “أحرار عولان”، حيث شاركوا في قطع الحواجز والتسلل إلى الريف الشمالي بلا خوف.

في الثاني من شباط 2023، تم الإعلان عن تشكيل “تجمع الشهباء”، وهو تحالف يضم فصائل مثل “أحرار الشام – القطاع الشرقي (أحرار عولان)” و”الفرقة 50 – أحرار التوحيد” و”حركة نور الدين زنكي”، حيث انضمت هذه الفصائل إلى هيئة تحرير الشام بعد انشقاقها عن الجيش الوطني. استغلت هيئة تحرير الشام هذا التحالف لتوسيع نفوذها في مناطق سيطرة الجيش الوطني، ورغم مقاومة الفيلق الثالث، إلا أن تدخل الجيش التركي أجبر الهيئة على الانسحاب من منطقة عفرين.


من جانبهم، سيطرت أحرار عولان على معبر الحمران في ريف جرابلس بعد هجوم مفاجئ على الفيلق الثالث والشرطة العسكرية هناك. وعندما هدد الجيش الوطني بطردهم، تدخلت هيئة تحرير الشام بإرسال تعزيزات من إدلب إلى عفرين، مما حال دون معركة جديدة.

صورة تظهر استقطاب عناصر للانضمام لتجمع الشهباء

بهذه الأحداث، برزت دور هيئة تحرير الشام في تعزيز نفوذها وتأمين مصالحها في المنطقة، وسط تنافس متزايد مع الجيش الوطني وتحالفاته.

منذ إعلان تشكيل (تجمع الشهباء)، المتحالف مع هيئة تحرير الشام، قامت فصائل مثل “أحرار الشام – القطاع الشرقي (أحرار عولان)” و”الفرقة 50 – أحرار التوحيد” و”حركة نور الدين زنكي” بالانضمام إليه. جميع هذه الفصائل كانت جزءًا من الفيلق الثالث في الجيش الوطني السوري، قبل أن تنضم إلى هيئة تحرير الشام.

استفادت هيئة تحرير الشام من هذا التحالف لتوسيع نفوذها في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري، وهو ما بدأت به الهيئة في شهر أكتوبر من العام 2022 لكنها واجهت مقاومة من الفيلق الثالث، حيث خاضت معارك عنيفة في المنطقة بين أعزاز وعفرين، استمرت لعدة أسابيع. انتهت هذه المواجهات بتدخل الجيش التركي وطرد الهيئة وحلفائها من منطقة عفرينومع ذلك، استمرت مجموعات “تحرير الشام” في نشاطها في مناطق الجيش الوطني السوري تحت غطاء “تجمع الشهباء” وفرقة “الحمزة” و”السلطان سليمان شاه”.

انتهت هذه المواجهات بتدخل الجيش التركي وطرد الهيئة وحلفائها من منطقة عفرين وريفها، نتيجة الضغط الدولي على تركيا بسبب عدم اتخاذ أي إجراءات ردع لتلك الجماعة.  لأنها مصنف كـ “هيئة تحرير الشام” منظمة إرهابية، ودخلت في مناطق ذات الأقلية الكردية.

في هذه الأثناء، تمكنت قوات أحرار عولان من السيطرة على معبر الحمران في ريف جرابلس، بعد هجوم مباغت على الفيلق الثالث والشرطة العسكرية هناك. تمكنت من تثبيت سيطرتها على المعبر بعد إصابة العديد من العناصر، وعندما أعدت الفصائل في الجيش الوطني نفسها لاستعادة المعبر، تدخلت هيئة تحرير الشام وبدأت في نقل تعزيزات عسكرية من مدينة إدلب إلى عفرين، لمساعدة حلفائها ومنع المواجهات المحتملة.

انجبرت قوات الجيش الوطني والفيلق الثالث في ذلك الوقت على السماح لقوات أحرار عولان بالبقاء في المعبر، مخافة المواجهات الجديدة مع هيئة تحرير الشام وسفك المزيد من الدماء.

بدعم من هيئة تحرير الشام، قامت أحرار عولان بالإشراف على معبر الحمران، الذي يعتبر المعبر التجاري الرئيسي الفاصل بين مناطق الجيش الوطني وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). يُعتبر هذا المعبر واحدًا من أكبر المعابر التجارية في المنطقة، والمصدر الرئيسي للدخل المالي لأحرار عولان من الرسوم المفروضة على عمليات الشحن وغيرها من الأنشطة غير القانونية، مثل التهريب.
وقد سيطرت أيضًا على حراقات ترحين في شهر أغسطس 2023، بحجة ضبط أسعار السلع بهدف زيادة دخلهم، مما تسبب في ارتفاع سعر المحروقات وحدوث اضراب عام من قبل العاملين في الحراقات نتيجة الضرائب التي تفرضها هيئة تحرير الشام من خلال ذراعها المتمثلة في أحرار عولا

صورة تظهر حراقات ترحين

استغلت هيئة تحرير الشام الأحداث الأخيرة التي شهدتها أرياف دير الزور في منتصف العام الماضي، بهدف توسيع نطاق نفوذها في مناطق شمال حلب، حيث تسيطر فصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا. وقد قامت بإرسال تعزيزات عسكرية تحت مسمى “فزعة العشائر”، والتي ادعت أنها تشكلت من قوات العشائر المحلية. ومع ذلك، لم تشارك هذه التعزيزات في أي أعمال عسكرية في مناطق جرابلس والباب.

تمركزت هذه التعزيزات في مقار حلفاء هيئة تحرير الشام في المنطقة، أحرار الشام القاطع الشرقي (أحرار عولان). وبعد ذلك، بدأت الهيئة في محاولات توسيع نفوذها في المنطقة، وذلك لأهداف اقتصادية تشمل السيطرة على المعابر مثل معبر الحمران، وعدد من الحواجز والنقاط في ريف حلب الشرقي.

انتهاكات هذه الميليشيات لا تُعد ولا تُحصى، وأبرزها مقتل رجل مهجر من حمص تحت التعذيب.

وفي مدينة قباسين، تم اعتقال ‘أسامة حسون’ من قبل أمنية أحرار عولان وقتل تحت التعذيب على يد المدعو ‘أبو يعقوب’ وهو أمني لدى أحرار عولان، ولم يتضح السبب الرئيسي للاعتقال غير أن زوجته قدمت بلاغًا ضده، بعد مقتله تم تأمين طريق تهريب لزوجته إلى حمص كي لا يتم التحقيق في الأمر

الشهيد أسامة حسون استشهد في سجون احرار عولان

لاحقًا، تابعت لجنة مهجري حمص وضع عائلات حمص المهجرة، واكتشفت أن العائلة كانت مفقودة تمامًا. بعد الاستفسار من الجيران وإبلاغ الشرطة ومراجعة كاميرات المراقبة، تم الكشف عن استخدام بيكاب في عملية اعتقال الرجل، وأنه يتبع لأحرار عولان. علمت قيادة أحرار عولان بأن هناك تحركًا من وجهاء حمص لمعرفة مصير الرجل، وطلبوا اجتماعًا مع لجنة مهجري حمص لإبلاغهم بمقتله.

اعترفوا بأن هناك شكوى من الزوجة ضد زوجها، وأنه توفي بسكتة قلبية أثناء التحقيق معه. بدأت المطالب بتسليم الجثة من قبل الوجهاء، وأخبروا اللجنة بان الجثة سيتم تسليمها في مشفى الباب. بعدما أُخرجت من القبر لأنهم قاموا بدفنها في محيط مقراتهم، وبعدها تم تشكيل لجنة شرعية ودفع الدية من قبل أحرار عولان. وحتى الآن، لا زالت القضية معلقة في المحاكم.

بعد قضية مقتل الرجل تحت التعذيب، أثارت قضية الخطف جدلاً واسعًا في الشمال السوري.

الشاب علاء حورية

تعرض الشاب “علاء حورية” للخطف في مدينة الباب وتم تسليمه لتنظيم تحرير الشام في إدلب، بأمر من هيئة تحرير الشام والعصائب الحمراء، حيث قامت مجموعة تتبع لأحرار عولان بخطفه من الباب وكان المسؤول المباشر عن اختطافه هو عماد النعساني. وبعد أيام قليلة، نجح وجهاء حمص بعد مراجعة السلطات المحلية ومتابعة الكاميرات في التأكد من أن المخطوف حورية لدى أحرار عولان.

ومن أجل الكشف العلني عن الموضوع وادانة عملية الخطف والتصاعد من قبل النشطاء المدنيين ووجهاء حمص، تم إعادة المخطوف إلى وجهاء حمص لتفادي أي نزاع محتمل، وتم جلبه إلى مدينة الباب وتسليمه في البيت الحمصي بعد مرور 48 ساعة فقط.


في أول أيام شهر رمضان، اعترض أفراد يتبعون أحرار عولان أيضاً لشرطي كان يؤدي واجبه في تنظيم السير في مدينة الباب، حيث قاموا بإطلاق النار في الهواء من أجل خلق فوضى في المنطقة. على الفور، تم اعتقالهم من قبل مديرية أمن الباب، بهدف تجنب تصعيد النزاع بين الشرطة وأحرار عولان. سارعت قيادة أحرار عولان لحل الخلاف بينهم وبين الشرطة لتجنب تحوله إلى صراع عسكري
وفيما بعد تعرض الناشط الإعلامي جلال التلاوي للضرب والإهانة أمام عائلته في مدينة الباب على يد مجموعة مسلحة.

الناشط جلال التلاوي

وأكدوا أنهم يتبعون لتحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، على الفور تحرك الشارع الثوري في مدينة الباب، ومن أجل تسليم المتهمين في قضية الاعتداء قامت قيادة أحرار عولان بتسليم المطلوبين كي لا تكون الشرارة الأخيرة ضدهم ويتم إخراجهم من عموم المنطقة نتيجة الانتهاكات المتكررة والعمل على إثارة الفوضى بشكل مستمر لصالح هيئة تحرير الشام.لكن تلك الخلايا التي تتبع لتحرير الشام لا تزال تعبث في المنطقة وتشغل نيران الفوضى وترسل تهديدات للناشطين الذين يخرجون ضد تحرير الشام.

اقرأ أيضاً: إصلاحات بدون رحيل الجولاني وتهديدات مبطنة للمتظاهرين

رامي مصطفى

Recent Posts

الأول من نوعه في الشمال السوري: مركز للإخصاب ومعالجة العقم

يعكس إنشاء مركز متخصص للإخصاب في مناطق شمال غرب سوريا التزام القطاع الصحي بتقديم أفضل…

3 ساعات ago

الجيش الإسرائيلي يتوغل في ريف القنيطرة ويعتقل شخصاً

اعتقلت قوات إسرائيلية متوغلة داخل الأراضي السورية شخصاً في ريف القنيطرة.

4 ساعات ago

ميليشيا قسد تشن حملة دهم واعتقالات شرق دير الزور

شنت ميليشيا قسد حملة دهم واعتقالات في ريف دير الزور الشرقي.

4 ساعات ago

عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على تدمر شرق حمص

اعترف نظام الأسد بسقوط عشرات القتلى والجرحى، جراء قصف إسرائيلي شرق حمص.

يوم واحد ago

الإفراج عن شابين من أبناء السويداء من معتقلات نظام الأسد

أفرجت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري عن شابين يافعين من أبناء محافظة السويداء جنوب سوريا،…

يوم واحد ago

كيف يدفع المهجرون في الشمال السوري ثمن بقاء الأسد؟

في السنوات الأخيرة، شهد الشمال السوري تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والاقتصادي، حيث تأثرت الحياة…

يومين ago