من هو محمد المهذبي سفير تونس جديد في دمشق
في خطوة مفاجئة، أعلنت تونس عن تعيين محمد المهذبي سفيرا جديدا لها في سوريا، بعد أكثر من عشر سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويعد المهذبي من الدبلوماسيين الخبراء في الشؤون العربية والإسلامية، وسبق له أن شغل مناصب هامة في وزارة الخارجية التونسية وفي منظمة التعاون الإسلامي.
من هو محمد المهذبي
ولد محمد المهذبي عام 1965، وتم تعيينه كوزير مفوّض خارج الرتبة (أعلى رتبة في السلك الدبلوماسي التونسي) في عام 2021.
في عام 2019، شغل المهذبي منصب مدير العلاقات مع أوروبا الشمالية والوسطى وروسيا والقوقاز في الإدارة العامة لأوروبا. ومنذ عام 2006 وحتى عام 2011، تبوأ منصب قنصل الجمهورية التونسية في مونيخ في ألمانيا.
حصل المهذبي على تعليم نظري وعملي شامل في مجال الإدارة المركزية والدبلوماسية الدولية. في عام 1994، حصل على دبلوم “دبلوماسية التنمية” من المؤسسة الألمانية للتنمية الدولية في برلين.
شاهد أيضاً : أمريكا تتعرض لهجوم صاروخي في سوريا
درس المهذبي في كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية في تونس، حيث حصل على درجة الإجازة في الفلسفة في عام 1989 من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، لديه خبرة واسعة في الترجمة والنشر، حيث قام بترجمة العديد من الكتب ونشر مقالات تأليفاً وترجمة في صحف عربية وتونسية .
الموقف السياسي التونسي
وتعتبر هذه الخطوة بمثابة إشارة إلى تغير في الموقف التونسي تجاه الثورة السورية، وإلى رغبة في إعادة بناء الجسور مع دمشق، التي كانت قد اتخذت قرار قطع العلاقات معها عام 2012، إثر انضمام تونس إلى مبادرة “الأصدقاء للشعب السوري”، التي دعت إلى رحيل المجرم بشار الأسد. وقد أثار هذا القرار انتقادات من بعض الأحزاب والشخصيات التونسية، التي اعتبرته خضوعا للضغوط الغربية والخليجية.
كما اعتبرها البعض بمثابة رسالة إلى المجتمع الدولي، وخصوصا إلى الدول العربية، بأن تونس تتبنى سياسة خارجية مستقلة ومتزنة، ولا تخضع للانحياز أو التحالفات. وقد أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، أن تونس تؤمن بالحوار والتفاهم كأساس لحل الصراعات، وأنها ترفض التدخل في شؤون الدول الأخرى. كما أكد أن تونس تحترم كافة مكونات المجتمع السوري، وتدعم جهود إحلال السلام في سوريا.
وتُعَدُّ تونس أول دولة عربية تشهد ثورة شعبية ضد نظام استبدادي في ما عُرِف بالربيع العربي، وأول دولة تحافظ على نظام ديمقراطي نسبي بعد التغيير. وتُحَمِّلُ بعض الأطراف التونسية المسؤولية عن انزلاق سوريا إلى حرب أهلية، وتطالب بإصلاح الأخطاء وإظهار التضامن مع الشعب السوري.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود عربية مكثفة لإعادة العلاقات مع سوريا، التي شهدت احتجاجات شعبية ضد حكم بشار الأسد عام 2011، تحولت إلى حرب أهلية دامية استمرت لأكثر من عشر سنوات. وكانت تونس قد قطعت العلاقات مع سوريا عام 2012، احتجاجاً على قمع المظاهرات وانتهاكات حقوق الإنسان.
وأعادت تونس إنشاء بعثة دبلوماسية محدودة في دمشق عام 2017، لكنها لم تُعِّن سفيراً رسمياً حتى الآن. ويُتَوَقَّع أن يصل المهذبي، الذي كان يشغل منصب قائم بالأعمال في سفارة تونس في بغداد، إلى دمشق خلال الأسابيع المقبلة لتقديم أوراق اعتماده.