انطلقت قصة الشاب أحمد الشيخ منذ نعومة أظافره، محاولاً النهوض بنفسه وحلمه وعائلته ليربط هوايته بتخصصه الجامعي في كتابة المحتوى عبر موقعٍ رسمي أسسه بنفسه وكان ذلك منذ انتقاله للجامعة عام 2020م في مدينة الباب ليستثمر في ذلك ويطور فنون التسويق وكتابة المحتوى.
البدايات والشغف
في حديثنا مع الشاب أحمد بدأ مُعرفاً نفسه لنا: أنا أحمد الشيخ من مواليد مدينة هجين شرقي دير الزور، ترعرعت في تلك المدينة وعشت فيها حتى سن 16 من عمري، وذلك قبل تهجيرنا من بلدنا إلى ريف حلب الشمالي على يد ميليشيات أسد، انقطعت عن الدراسة طول تلك الفترة وبعد وصولي لمدينة الباب شمالي حلب نهاية عام 2017م بدأت أعود أدراجي للمقاعد الدراسيّة ثم محاولة كسب الرزق لي ولعائلتي من خلال الإنترنت، علماً أنّ الفكرة كانت غريبةً جداً في ذلك العام ولم تلقى رواجاً أبداً، إلا أنني وضعت الخطط والأهداف على هاتف أمي الذي استعرته منها في البداية وحضرت عدداً من الكورسات على تطبيق يوتيوب حول كتابة المحتوى وفن التسويق وكتابة مقالات حول ذلك، والكسب منها، لأنتقل بعدها لإنشاء عدد من المواقع التي لم تُكلل بالنجاح لضعفي في العمل، وبعدها افتتحت موقعاً جديداً مجاني أستطيع الكسب من خلال تفعيل جوجل أدسنس فيه وبدأت النشر فيه والاستثمار والشروحات وغيرها وكان ذلك عام 2020م تقريباً بداية انتقالي من الثانوية للجامعة، وحتى أربط الرغبة والهواية اخترت كلية الاقتصاد في جامعة غازي عنتاب في مدينة الباب بالتزامن مع عملي في كتابة المحتوى والتسويق.
تحديات ومواقف لا تُنسى
لقد اختار الشيخ درباً صعبة مليئة بالأشواك وغريبة جداً عن مجتمعه، خصوصاً أنه افتقد في ذلك المرشد لهذا الطريق، وعلى أمل أن يجد من يسانده في العثور على مصادر التعلم وتحقيق الدخل وغيرها، فالمرشد حدّ تعبيره يختصر الطريق بنسبة 70% في ذلك المجال، وتابع الشيخ أنّ التسويق ليس فقط باباً لكسب المال بل إنه مرتبط بشكل وثيق في مجالات عديدة، مثل التسويق السياسي والجغرافي والاقتصادي والعام والخاص والتسويق لمشروع ومنتجات وغيرها، ولم يكن الشيخ قصّة ملهمة بشكل مثالي حسب توضيحه، إنما هو قصّة طبيعية لشاب يحاول الوصول لهدفه في دولة ما تحظى بأمان وكل حقوق المواطنة، لكن قد تكون ملهمة للشباب الموجودين شمالي سوريا، والتي لا تحظى بحقوق كثيرة تعتبر أدنى حقوق المواطنة بسبب الحرب، وأكد أنّ ذلك كان بتوفيق الله وحده، الذي أرشده طريق الصواب وجعله شاباً منضبطاً في السعي والمحاولة والكد والتعب في الليل والنهار.
الحياة في ظل الثورة
إنّ المحاولة في ظلِّ منطقة جغرافية ساخنة هو شيء صعب جداً، فلولا الثورة السورية وقساوة المشاهد والدمار والجلادة والصمود لم يستطع الشاب أحمد التفكير خارج الصندوق والبحث ثم البداية، فقد أكد أنّ الثورة هي العامل الأول والأخير في جعله شاباً يبحث ويكدح ويستطيع الوصول والنجاح في أقسى الظروف، والمحاولة في سبيل نيّل الحرية وجعل الجميع يرى أنّ الشعب السوري الحر قادر على المستحيل رغم كل الظروف المحيطة ومهما كانت قاسية.
الإنجازات
لقد حقق “الشيخ” شهرة واسعة شمال شرقي سوريا بنسبة جيّدة، فقد استطاع ومنذ عام 2021م البدء كمدرب مهني في ذلك المجال ودرّب أكثر من 300 طالب مختلفين في التخصصات والهوايات والدراسات الجامعية، واستطاع أكثر من 50 شخص منهم الحصول على وظائف بدخل جيّد من خلال الإنترنت والتسويق والإدارة وما يزال أحمد يحاول أن ينشر علمه دون حكر وقيّد عليه، محاولاً إعطائه في كل ندوة يحاضر بها أو تدريباً أو جلسة صغيرة حتى!
ليفسح الطريق أمام شباب سوريا الحرة في ذلك المجال الذي يعد باباً كبيراً للجميع.
وفي الختام، وجّه أحمد رسالة عميقة للشباب السوري الحر في الداخل والخارج، مؤكداً لهم أن أي أحد منهم يستطيع الوصول والكسب وإقناع الناس والجمهور بعمله ووجهة نظره وقضيته حتى!
وذلك حال الإتقان الصحيح في التخصص المطلوب وفهم أساليب فنون التسويق الشخصي عبر الإنترنت
اقرأ أيضاً: الإفراج عن ” ريتا العقباني” مقابل إطلاق سراح ضباط وعناصر من نظام الأسد
اعترف نظام الأسد بسقوط عشرات القتلى والجرحى، جراء قصف إسرائيلي شرق حمص.
أفرجت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري عن شابين يافعين من أبناء محافظة السويداء جنوب سوريا،…
في السنوات الأخيرة، شهد الشمال السوري تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والاقتصادي، حيث تأثرت الحياة…
كشف فريق منسقو استجابة سوريا عن التركيبة السكانية في شمال غربي سوريا.
أطلق نظام الأسد اليوم الإثنين 18 تشرين الثاني، سراح المصور والصحفي الأردني "عمير الغرايبة"، الذي…
ضربت عاصفة مطرية قوية مناطق ريف حلب الشمالي الليلة الماضية، وخلفت أضراراً في البنية التحتية…