مناشدات للسوريين في تركيا لإنقاذهم من مافيات الأفران السورية
مناشدات للسوريين في تركيا لإنقاذهم من مافيات الأفران السورية
تعد مادة الخبز أحد الأساسيات الغذائية للسوريين في المهجر، بعد تهجيرهم من بيوتهم في سوريا، انتشرت صناعة الخبز السوري في عدد من البلدان الأوروبية وبلاد الجوار، بما في ذلك تركيا، منذ عام 2011م.
تأسست عشرات الأفران السورية في المدن التركية التي يقيم فيها عدد كبير من اللاجئين السوريين، كــ ولايات إسطنبول وغازي عنتاب وهاتاي، ومع ذلك، تحول جزء كبير من أصحاب الأفران إلى مافيات تستغل السوريين في دول اللجوء.
يناشد السوريون بين الحين والآخر بالنجدة من مافيا أفران الخبز السوري في تركيا، حيث وصل سعر كيلو الخبز في عدة ولايات تركية إلى أكثر من 40 ليرة تركية، وأثار هذا الارتفاع غير المبرر تساؤلات لدى السوريين حول دور الرقابة في ضبط الأسعار، وتمثلت المشكلة الرئيسية في أن أصحاب الأفران يشكلون عصابة تمنع أي وافد جديد يحاول كسر أسعار السوق.
وفي سياق متصل، افتتح العديد من التجار أفرانًا جديدة تبيع الخبز بأسعار معقولة، لكن هؤلاء التجار قوبلوا بتهديدات من عصابة الأفران مع خيارات تتمثل في “إما أن تبيع لنا فرنك مع ربح لك فوق رأس مالك، أو تنضم للعصابة وتبيع بأسعارنا وتلتزم بخطة التوزيع التي تفرضها العصابة”، أو الخيار الثالث، وهو التهديد بالشكاوى وتشبيح العصابة على سيارات التوزيع، وربما التهديد بحرق الفرن أو ضرب صاحبه.
وسُجِلت حسب مصادر حادثة وحيدة وهي حادثة اعتقال الفنان الشعبي عمر سليمان في أورفا بتهمة دعم تنظيم بي كي كي، بسبب افتتاحه لفرن قيصر للخبز السوري في أورفا، حيث يوزع الخبز مجانًا للسوريين الفقراء.
تواصلت وكالة الصحافة السورية مع العديد من أصحاب “البقاليات” لفهم حساسية قضية الخبز السوري، ولكن جميعهم رفضوا الحديث نتيجة المخاوف التي يواجهونها، قبل أن يتحدث أحد أصحاب المحلات إلينا في ولاية غازي عنتاب، اشترط أن يُطلق عليه اسم “أبو أحمد” فقط، وهو صاحب محل بقالة، وقد تفاجأ عندما رفض تنزيل الخبز من أحد الأفران بعدم تزويده بربطة واحدة، حيث تكفلت عصابة الأفران بتعويض تلك الكمية غير المباعة في نفس اليوم.
ويضيف أنه كانت هناك محاولات من أصحاب محلات البقالة لمقاطعة بعض الأفران، واجهوا العصابة بقطع إمدادات هذه المحلات بالخبز من جميع الأفران، وبالتالي لم يتسن للمحلات تعديل عدد الربطات التي يشترونها أو التوقف عن شراء كمية من فرن معين. وبالتالي، لا يمكننا شراء الخبز من خارج تلك العصابات أو التوقف عن بيع مادة الخبز بالكامل.
ويقول اللاجئ السوري محمد العبدالله إن محاولات الأهالي للمقاطعة أحدت نتائج إيجابية عندما أجبرت عصابة الأفران على إعادة تخفيض سعر الربطة من 3 ليرات تركية إلى سعرها السابق البالغ 2.5 ليرة تركية في عام 2018، وفي ذلك الوقت تم تخفيض وزن الربطة مع السعر.
ويضيف أنه في الوقت الحالي، أصبح سعر كيلو الخبز يساوي سعر 2 كيلو من البرغل وأعلى من سعر كيلو الأرز بنسبة 50٪، وهذا يعتبر تغييراً مدهشاً في الأسعار. وبهذه الظروف، تكون خيارات السوريين في التنديد والمقاطعة محدودة بسبب الملاحقة الأمنية.
ويدعو العبدالله إلى مقاطعة الأفران السورية في تركيا، ويحث السوريين في تركيا على تقليل استخدام الخبز السوري من خلال عدة خطوات، مثل زيادة استهلاك البرغل والأرز في الوجبات اليومية، ومن يستطيع الانتقال إلى استخدام الخبز التركي فليفعل، ومن يمكنه صنع الخبز في منزله فليقم بهذا الإجراء.
ويرى العبدالله أنه من خلال هذه الخطوات يمكن الوصول إلى تقليل استهلاك العائلات السورية لربطة الخبز إلى واحدة بدلاً من خمس ربطات يوميًا.
ويضيف أنهم يرغبون في نقل صوتهم للكشف عن هذه الممارسات الغير أخلاقية في دول اللجوء، والتي تقوم تلك المافيا ببناء ثروتها على حساب الفقراء، الذين يُعتبرون الطبقة الأكثر استهلاكًا للخبز.
ويعتبر السوريون أن هناك مواد أساسية في الحياة مثل الخبز والماء والكهرباء التي يجب على الدولة حمايتها من جشع التجار ومن رفع الأسعار بلا سبب مبرر، حيث إنها مواد استهلاكية يومية ولا ينبغي ربطها بظواهر الركود أو التخفيضات في السوق، ولذلك تفرض العديد من الدول قيودًا على نسبة الأرباح في هذه المواد حيث تصل نسبتها لـ 4%. .
ويُقدر متوسط سعر كيلو الطحين في الأسواق عند البيع بالتجزئة بحوالي 17 ليرة تركية. وبالتالي، يحقق صاحب الفرن ربحًا في تجارة الخبز يصل إلى نسبة تصل إلى 130%، وفي حال اعتراضك قد يقولون لك أنك لست ملزمًا بالشراء منهم، ويمكنك الشراء من أماكن أخرى.
وإذا جاء منافس آخر يبيع بسعر معقول، قد يقومون بممارسة الضغط عليه حتى ينخرط في عصابتهم، مما يضمن لهم المزيد من الأرباح.
اقرأ أيضاً: الحكومة المؤقتة تتواصل مع الأمم المتحدة لحل أزمة مياه الباب