سوريا

معركة “ردع العدوان” على مواقع نظام الأسد

معركة "ردع العدوان" على مواقع نظام الأسد

أعلنت الفصائل العسكرية في غرفة إدارة العمليات العسكرية شمال غرب سوريا، اليوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، عن إطلاق “عملية عسكرية تحت اسم “ردع العدوان”، وقالت إن هذه العملية العسكرية “تهدف إلى كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع قوات النظام السوري وميليشياته في المنطقة”.

وجاءت هذه العملية العسكرية رداً على قصف قوات النظام المستمر لمناطق شمال غرب سوريا، وقال الناطق باسم غرفة إدارة العمليات العسكرية “حسن عبد الغني”، عبر حسابه على منصة “إكس”، إن “الحشود العسكرية للنظام تهدد أمن المناطق المحررة، وأن واجب الفصائل الدفاع عن المدنيين في وجه هذا الخطر الوشيك الذي يستهدف وجودهم وأمانهم”، ومؤكداً أن “الدفاع عن المدنيين في المناطق المحررة ليس خياراً بل واجب، وهدفهم الثابت هو إعادة المهجرين إلى ديارهم، ولن ندخر جهداً لتحقيق هذا الهدف”، وذلك وفقاً لتعبيره.

ووفقاً لمصادر محلية شهدت مناطق ريف حلب الغربي اشتباكات عنيفة درات بين قوات النظام ومقاتلي فصائل المعارضة على محاور “الشيخ عقيل والفوج “46” منذ ساعات فجر اليوم، وقد سجلت فصائل المعارضة العسكرية تقدماً على محاور بلدات وقرى في ريف حلب الغربي، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات نظام الأسد استهدف مناطق سكنية مأهولة بالمدنيين في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي، مما دفع السكان المحليين من أبناء المنطقة إلى النزوح نحو مناطق أكثر أماناً اتجاه الحدود التركية السورية.

أوضاع إنسانية صعبة في شمال غرب سوريا

وقال الدفاع المدني السوري المعروف “بالخوذ البيضاء” إن مناطق في ريف إدلب الشرقي وحلب الغربي شهدت حالات نزوح جماعي لمئات العائلات، وذلك على خلفية “تصاعد وتيرة قصف قوات النظام وروسيا وحلفائهم واستهدافهم للمدن والقرى والبلدات بالغارات الجوية وقذائف المدفعية والصواريخ”، ومشيراً إلى واقع مناطق شمال غرب سوريا لما تعانيه من ظروف إنسانية قاسية، وهذا في ظل انخفاض درجات الحرارة وعدم وجود مأوى آمن يحمي المدنيين من استهدافات النظام التي تستمر منذ أكثر من 13 عاماً.

وأفاد فريق “منسقو استجابة سوريا”، في بيان صادر عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك” بأن “التصعيد العسكري من قوات النظام وروسيا تسبب في تدمير مناطق سكنية وبنى تحتية ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، مما دفع الأهالي المحليين في مناطق شمال غرب سوريا إلى نزوح أكثر من 8735 عائلة ويعدُّ ذلك أكبر موجة نزوح منذ خمس سنوات، وأضاف أن العائلات النازحة اضطرت للجوء إلى الأراضي الزراعية والعراء في ظل ظروف مناخية قاسية يعيشونها مع بدء فصل الشتاء.

وأوضح البيان أن هذه الظروف تزيد من تفاقم معاناة النازحين لغياب المستلزمات الشتوية الأساسية من وسائل التدفئة، وإضافة إلى مأوى آمن يقيهم من أحوال الشتاء الباردة، وأشار إلى أن المناطق التي تستقبل النازحين تشهد اكتظاظاً كبيراً في المرافق الموجودة، وأنها تجاوزت قدرتها على تأمين وتلبية الاحتياجات المتفاقمة.

ودعا “منسقو استجابة سوريا” كافة المنظمات الإنسانية والجهات الدولية إلى التحرك العاجل لتلبية الاحتياجات الإنسانية للنازحين من خلال توفير وتجهيز المستلزمات الأساسية لهم، إضافة إلى تأمين مراكز إيواء مؤقتة، وذلك للتخفيف عنهم من وطأة المأساة والظروف الصعبة التي يعانونها، وسط شبه غياب كامل للخدمات والمستلزمات الضرورية العاجلة.

وتبقى آمال النازحين ومعاناتهم مرهونة بالقرارات السياسية ومرتبطة بالنتائج العملية العسكرية التي ستحدد مصيرهم إما العودة إلى ديارهم آمنين أو البقاء في العراء، وينتظرون الفرج لأوضاعهم المأساوية التي قد تفضي إلى كارثة إنسانية جديدة وتُعيد لهم سيناريو الخذلان، وتجدد في ذاكرتهم مشاهد النكران لواقعهم الكارثي، وهم يحلمون منذ سنوات الحرب الطويلة بواقع يحفظ أمنهم وكرامتهم.

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 3 وزراء في حكومة الأسد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى