مسلحون مجهولون يختطفون محامٍ في مدينة جنديرس

اختطف مسلحون مجهولون الناشط الحقوقي المحامي أكرم جنيد، وهو عضو في نقابة المحامين الأحرار فرع حماة، ظهر يوم الاثنين 10 حزيران، من داخل مكتبه في مدينة جنديرس بريف حلب الشمالي.

تفاصيل حادثة الاختطاف

تحدث مصدر حقوقي بحديث خاص لوكالة الصحافة السورية، بشرط عدم ذكر اسمه، قال أنّ مجموعة مسلحة مجهولة اختطفت المحامي جنيد من داخل مكتبه، قبل يوم أمس الاثنين حوالي الساعة الواحدة ظهرًا، في مدينة جنديرس بريف حلب الشمالي.

وأشار المصدر، أنّ المحامي أكرم جنيد تعرض للإساءة اللفظية والتهديد بالسلاح أثناء عملية اختطافه إلى جهة مجهولة، وفي حين قامت الجهة الخاطفة بتهديد شهود العيان بإطلاق النار عليهم إذا قاموا بالتدخل لإنقاذه.

وأضاف، بعد ساعات من حادثة اختطاف المحامي جنيد، تفاجأنا أنّ الجهة الخاطفة هي فرقة السلطان سليمان شاه بقيادة محمد الجاسم المعروف “أبي عمشة”، وتعد الفرقة من أكبر الفصائل العسكرية المقاتلة في “الجيش الوطني السوري”، وبعد ذلك تم إطلاق سراح المحامي جنيد في وقت متأخر من الليل.
ومن جانبه، لم يصدر المحامي أكرم جنيد أي تصريح أو تعليق بشأن حادثة اختطافه حتى لحظة إعداد ونشر هذا التقرير.

إدانات بحادثة الاختطاف

أدانت “نقابة المحامين الأحرار” في بيانها يوم الثلاثاء 11 حزيران، حادثة اختطاف المحامي “أكرم جنيد”، وحمّلت الحكومة السورية المؤقتة ووزارات العدل والدفاع والداخلية المسؤولية مطالبةً بالحفاظ على سلامته وإطلاق سراحه فورًا، وجاء هذا قبل إطلاق سراحه من الجهة الخاطفة.

وأضافت النقابة في إدانتها، “سياسة كم الأفواه والتضييق على الحريات وسياسة التجويع والتركيع والتطبيع التي تمارس في المناطق المحررة”، طبقًا للبيان.

وفي ذات السياق، أدان أيضًا “اتحاد تنسيقيات السوريين حول العالم”، اختطاف المحامي أكرم جنيد وحمل الجهة الخاطفة مسؤولية حياته وكرامته وسلامته، قبل أن يطلق سراحه.

وأشار “اتحاد تنسيقيات السوريين حول العالم” في بيان، أننا “تلقينا نبأ اختطاف المحامي أكرم جنيد بطريقة غير قانونية ولا أخلاقية والمحامون يتمتعون بحصانة وهو مبدأ عالمي معروف لا يجوز تجاوزه”.

وطالب الاتحاد، الجهات المختصة من وزارة العدل والدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” “وضع حد لهذه التجاوزات وتوفير الحماية للمحامين وأحرار الثورة السورية”، وفقًا للبيان.

من جهته، رأى الناشط الحقوقي المحامي محمد الحلبي، عضو نقابة المحامين الأحرار فرع محافظة دمشق وريفها، أنّ اختطاف زميله المحامي أكرم جنيد جاء نتيجة مشاركته في عدة نشاطات حقوقية ووقفات احتجاجية في الشمال السوري، وكانت آخرها الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابة المحامين الأحرار اعتراضًا على القرار 29 الأخيرة الصادرة عن وزارة العدل في “الحكومة السورية المؤقتة” في 14 أيار الفائت، والذي شمل إلغاء فروع النقابة، وتوقيف تنظيم الوكالات القضائية للمحامين المسجلين فيها”، وفقًا لحديثه لوكالة الصحافة السورية.

وقال المحامي الحلبي لوكالة الصحافة السورية، إنّ “بعد صدور القرار “المشؤوم” عن وزير العدل “حبوش لاطه”، شهدت ردود فعل من قبل المحامين الأحرار من كافة فروع المحافظات، بما فيها فرع حلب من المحامين الأحرار، حيث تم تنظيم عدة وقفات احتجاجية ومظاهرات تنديدًا بالقرار “29” وتجاوزات الحكومة السورية المؤقتة والمنسق التركي الفاسد الذي تتناقض أفعاله مع سياسة الدولة التركية وتصريحات مسؤوليها”.

وتابع الحلبي، أنّ “من بين المحامين الذين شاركوا في هذه الوقفات والمظاهرات، المحامي أكرم جنيد، حيث كان له مواقف نضالية وقوية مشرفة، و يُعتقد أن اختطافه من قبل الجهة الخاطفة جاء على خلفية تلك الأسباب”.

ويشار إلى أنّ، ناشطين حقوقيين ومحامين أدانوا عملية الاختطاف وتضامنوا مع المحامي أكرم جنيد، “واعتبروا أن هذه التصرفات والتجاوزات غير المسؤولة والتي تتعارض مع قيم مبادئ الثورة السورية”، وفيما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لصورة تجمع المحامي أكرم جنيد وبعض وجهاء عشائر حماة في مضافة قائد فرقة “السلطان سليمان شاه” محمد الجاسم “أبي عمشة” بعد إطلاق سراحه.

اقرأ أيضاً: واشنطن تطالب نظام الأسد بتوضيح ملابسات وفاة المواطن السوري الأمريكي مجد كم ألماز في المعتقلات السورية