سوريا

مخلفات الحرب في إدلب تخطف أرواح المدنيين وتهدد حياتهم بالخطر

مخلفات الحرب في إدلب تخطف أرواح المدنيين وتهدد حياتهم بالخطر

منذ 13 عامًا، وما زال نظام الأسد يمارس سياسة الانتهاكات المختلفة ضد المدنيين في شمال غرب سوريا، رغم أنهم لم يسلموا من مخلفاته الحربية الناجمة عن استهدافاته المستمرة بقصف المدنيين، وحتى اليوم مازالت مخلفات الحرب من الذخائر والألغام غير المنفجرة تنتشر في المناطق السكنية المأهولة بالمدنيين وبين الأراضي الزراعية في محافظة إدلب، مما تشكل خطرًا على حياتهم بسبب عدم معرفتهم بخطرها وآثارها عند انفجارها التي تودي بحياتهم وتجعلهم ضحايا لتلك المخلفات القاتلة.

أفاد الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” أمس الأحد 22 أيلول، بمقتل رجل وطفله الصغير وإصابة طفلته الرضيعة وزوجته بجروح بالغة، إثر انفجار ذخائر حربية غير منفجرة من مخلفات الحرب “منقولةٍ إلى داخل منزل العائلة” في قرية كللي شمالي مدينة إدلب، ومشيرًا إلى أن الزوجة حالتها حرجة نتيجة خطورة إصابتها.

وأشار “الخوذ البيضاء” إلى أن فرقه التطوعية قامت بانتشال جثماني الضحايا، وعاينت مكان الانفجار لمعرفة سبب مقتلهم، وقاطعت المعلومات مع جيران العائلة من سكان القرية، حيث تبين أن الانفجار ناجم عن ذخائر غير منفجرة كانت بحوزة العائلة في منزلهم، مما أدى إلى انفجارها وراح ضحيتها الطفل ووالده.

وفي وقت سابق، يوم الخميس 1 آب مطلع الشهر الفائت، أكد الدفاع بمقتل طفل يبلغ من العمر 5 سنوات وإصابة والديه وأخته الطفلة البالغة من العمر 3 سنوات بجروح بالغة، نتيجة انفجار في بمدينة سرمين شرقي إدلب، بسبب وقوع جسم من مخلفات الحرب في منزلهم، وكما أصيب طفل آخر في 30 تموز الماضي، بجروح خطيرة في يده إثر انفجار مقذوف ناري من مخلفات الحرب، سقط في منزله ببلدة قورقانيا بريف إدلب الشمالي.

مخلفات الحرب تودي بأرواح المدنيين

وفي ذات السياق وثقت فرق “الدفاع المدني السوري” بوقوع 3 حوادث متفرقة لانفجار مخلفات الحرب في 24 تموز الفائت، مما أسفر عن إصابة 9 مدنيين بينهم 7 أطفال، حيث وقع الانفجار الأول في خيمة بمحيم عطاء بالقرب من بلدة الشيخ بحر بريف إدلب الشمالي بانفجار مقذوف ناري من مخلفات الحرب وأدى لإصابة 4 مدنيين من عائلة واحدة مؤلفة من طفل و رضيع ووالديهما بجروح بالغة، وبينما في حادثة أخرى أصيب 4 أطفال بجروح، جراء انفجار جسم من مخلفات الحرب وقع في بلدة القرمطلي التابعة لناحية الشيخ حديد بريف مدينة عفرين شمال غربي حلب، أما الحادثة الثالثة فقد أسفرت عن إصابة طفل بجروح، نتيجة انفجار جسم من مخلفات الحرب في قرية كورين جنوبي محافظة إدلب.

وقال “الدفاع المدني” في تقريره، إن فرقه التطوعية استجابت ل13 انفجاراً لمخلفات الحرب في مناطق شمال غربي سوريا منذ بداية العام الجاري 2024 حتى يوم السبت 21 أيلول، مشيرًا إلى أن تلك الانفجارات تسببت بمقتل 6 مدنيين بينهم 3أطفال، وإصابة 25 مدنياً بجروح وبينهم 21 طفلاً وامرأتان.

وأضاف الخوذ البيضاء، أن “حرب نظام الأسد وروسيا على المدنيين واستمرار حملات القصف منذ أكثر من 13 عاماً أديا إلى انتشارٍ كبيرٍ للذخائر والألغام غير المنفجرة من مخلفات الحرب في الأراضي الزراعية وبين المنازل السكنية وفي المرافق العامة، مما يجعلها في متناول المدنيين بشكل سهل ويزيد من خطرها في حال نقلها أو تحريكها من مكانها”.

خدمات الخوذ البيضاء

وذكر “الدفاع المدني” أنه يحاول تقديم خدماته الإسعافية على مدار الساعة، للتخفيف من وطأة معاناة المدنيين في مناطق المخيمات الذين يصعب عليهم الوصول إلى المرافق الصحية، وتستجيب فرقه بسرعة بطواقمهم الطبية المؤهلة، “لدعم صحة المرضى والمصابين وتعزيز شفائهم”، وقد سُجل عدد المستفيدين من خدماته الإسعافية التي يقدمها لأكثر من 6500 شخص، وذلك خلال مطلع شهر أيلول الحالي في مناطق ومخيمات شمال غربي سوريا.

وتجدر الإشارة إلى أن قوات نظام الأسد استهدفت صباح اليوم الاثنين، بطائرة مسيّرة انتحارية (درون) منزلاً سكنياً في بلدة النيرب شرقي مدينة إدلب، ولم تُسجل أي إصابات في صفوف المدنيين، ويستمر النظام في استهداف المناطق السكنية، ولاسيما بمخلفاته الحربية، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة الانتحارية، التي أصبحت تهدد أمن وسلامة المدنيين، وتشكل خطرًا على حياتهم، مما يقيّد من تحركاتهم ويمنعهم من القيام بأعمالهم اليومية في أراضيهم الزراعية في كل من أرياف مديتي إدلب وحلب وسهل الغاب بريف حماة.

اقرأ أيضاً: مقتل شابين من درعا تحت التعذيب في “المسلخ البشري” بصيدنايا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى