ماذا يحدث في قرية كاخرة؟ وما هي الرواية الصحيحة؟
ماذا يحدث في قرية كاخرة؟ وما هي الرواية الصحيحة؟
بعد ثلاثة أيام على حادثة قرية كاخرة بريف عفرين شمال حلب، تحركت قيادة القوة المشتركة وتجمع شباب الكرد السوريين من أجل معرفة أسباب وحيثيات الانتهاكات الحاصلة في القرية.
طيلة هذه الفترة، تخرج الأخبار متضاربة، وكان هناك من يحاول بث أخبار مضللة لتضليل الرأي العام عما يحدث في القرية، وأبرزها خبر مقتل المسنة نازية عارف توله الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما بعد تم نفي خبر الوفاة ونسف كل الأخبار الصحيحة بحجة أنها كاذبة من قبل مقربين من فرقة سلطان سليمان شاه.
ماذا حدث في زيارة قادة القوة المشتركة ومن التقوا وما سبب الانتهاكات الحاصلة ومن هو المتسبب؟
بحسب بيان القوة المشتركة، تداول العديد من الروايات المتناقضة غير المبنية على الحقائق، والتي لا تمثل تفاصيل الحدث. بدأت الحادثة ببلاغ وصل لقواتنا الموجودة في المنطقة حول خلاف بين عائلتين، عائلة كردية وعائلة عربية، بسبب أعمال تتعلق بموسم الزيتون. تطور الخلاف إلى مشاجرة كبيرة أدت إلى فوضى في القرية، ولمنع تفاقمها تدخل عناصرنا لحل القضية بعد التواصل مع الشرطة العسكرية وبحضور مختار ووجهاء القرية الذين رعوا جلسة الصلح.
وأكد البيان أن القوة المشتركة ليست طرفاً في القضية، وأن دورها اقتصر على ضبط الأمن في القرية كون معسكراتهم قريبة منها، وقواتهم انسحبت بعد تدخل الشرطة العسكرية.
واتهم البيان بعض الأطراف باستغلال الحادثة وتضخيمها إعلامياً لتأخذ مساراً يتجاوز حجمها الطبيعي عبر تداول روايات غير صحيحة. ودعا البيان الجهات الحقوقية والإعلامية وممثلي المكون الكردي للذهاب إلى القرية ومتابعة الأمر عبر المؤسسات الرسمية.
وأكد بيان القوة المشتركة تسليم العناصر الذين كانوا متواجدين في مكان الحادثة إلى الشرطة العسكرية للتحقيق معهم والوصول إلى الحقيقة.
وتوجهت قيادة القوة المشتركة مع تجمع شباب الكرد السوريين إلى القرية، ونشروا صوراً مع الأهالي، وسنتحدث عنها لاحقاً.
أصدر تجمع شباب الكرد السوريين بياناً تحدث فيه عن متابعة ما يحدث منذ اللحظة الأولى لأحداث قرية كاخرة، وعلى الفور تواصلوا مع كل الأطراف المعنية بالقضية.
وأكد بيان التجمع عقد اجتماع موسع بين قيادة القوة المشتركة وأهالي القرية، بحضور التجمع، وتم شرح كافة المشاكل الحاصلة ومقترحات حلولها. كما أجرى التجمع زيارة إلى منازل القرية، وتم اللقاء مع الأهالي بشكل منفرد والاستماع إلى مشاكلهم بشفافية مطلقة. وفيما بعد، أجرى وفد قيادة القوة المشتركة زيارة للمتضررين من أهالي القرية، حيث شرحوا فيها الإجراءات التي اتخذت، وتم تسليم 6 عناصر كانوا متواجدين في الحادثة إلى فرع الشرطة العسكرية في عفرين لإجراء التحقيقات اللازمة وتحويلهم إلى القضاء العسكري. كما أعطت قيادة القوة المشتركة تعليمات صارمة بتسهيل أمور الأهالي وتأمين الحماية اللازمة، خاصة فيما يتعلق بتسهيل أعمال الأهالي في موسم حصاد الزيتون.
واقترح التجمع تسليم ملف الأراضي الزراعية للحكومة السورية المؤقتة ليكون تحت إشراف إدارة موحدة تتبع لوزارة الدفاع. بدورها، أكدت قيادة القوة المشتركة جاهزيتها للتعاون الكامل.
لنتطرق إلى جذور الانتهاكات وسببها
تواصلنا مع مدير المكتب السياسي وممثل الفرقة في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة معتز رمضان، وقد صرح قائلاً: “نود أن نوضح وننفي بشكل قاطع كل ما يتم تداوله حول جمع إتاوات في قرية ‘كاخرة’ بريف عفرين، كما نؤكد أنه لم تقع أي إصابات داخل القرية. الحقيقة أن ما حدث لم يكن سوى مشاجرة بين عائلتين، وقد تدخلنا كقوة مشتركة لفض النزاع وإعادة الأمور إلى نصابها”.
في اليوم الأول للانتهاكات التي حصلت بالقرية، نُشر تسجيل صوتي لمختار القرية وهو يؤكد أن الحياة طبيعية، ولا توجد إصابات أو وفيات، وأن كل ما يُنشر هو كذب، وأن الشرطة العسكرية تتخذ إجراءاتها. لكنه لم يذكر أن هناك مشكلة عائلية في القرية، وأن الفرقة ليست لها علاقة بذلك.
أيضاً، نشر المختار في اليوم الثاني تسجيلات صوتية يطالب فيها المدنيين بالذهاب إلى اقتصادية الفرقة في ساحة القرية من أجل توقيع عقود التنازل عن الوكالات لصالح الفرقة، وهذا ما يؤكد أن الهم الوحيد في ظل هذه الأحداث هو توقيع العقود في اقتصادية الفرقة.
لكن بعد تسريب صور للنساء المصابات نتيجة تعرضهن للضرب أثناء المشاركة في مظاهرة على يد عناصر الفرقة، وقبل ذلك، تم نشر مقطع مسجل لقيادة الشرطة العسكرية في عفرين من داخل منزل امرأة مسنة. كانت بعض مواقع التواصل قد نشرت أنها قُتلت على يد عناصر الفرقة، ولكن الكثير من المقربين من الفرقة نفوا صحة الصورة، وأكدوا أنها مفبركة، مثل خبر مقتل المسنة. بعد ذلك، تداول ناشطون ومقربون من الفرقة مقطع فيديو لنساء يتحدثن عن أن سبب النزاع كان بين النساء بسبب تحصيل أجورهن.
وفي صباح اليوم الثالث، نشر تسجيل صوتي آخر لمختار القرية يطالب فيه المدنيين بالتوجه إلى ساحة القرية في المكتب الاقتصادي للفرقة من أجل توقيع عقود الوكالات.
لنعد إلى الوراء قليلاً
قيادة الفرقة نفت أن الانتهاكات الحاصلة بسبب فرض إتاوات بقيمة 8 دولارات على كل شجرة زيتون يمتلكها مغترب. وأكدت أن المشكلة كانت بين عائلتين. ونُشر فيديو لنساء يؤكدن أن مشاجرة وقعت بين نساء القرية بسبب الأجور.
بحسب الفيديو، تقول النساء إن النزاع كان بين النساء، فلماذا يظهر في الصور التي نشرتها القوة المشتركة رجل بيده مكسورة؟ علماً أن صورته نُشرت في اليوم الأول ويده سليمة؟!
أيضاً، سخر ناشطون من صور يظهر فيها مدني من أبناء القرية يقف مع قادة القوة المشتركة، وتظهر النقود في جيبه بشكل واضح.
وإذا كانت المشكلة عائلية، فلماذا تم إحالة بعض العسكريين إلى الشرطة العسكرية؟ ولماذا أكد بيان تجمع شباب الكرد السوريين تسليم ملف الأراضي الزراعية إلى الحكومة المؤقتة؟
لماذا طالب مختار القرية في التسجيلات المسربة، على مدار ثلاثة أيام، الأهالي بالتوجه إلى المكتب الاقتصادي للفرقة لتوقيع عقود التنازل عن الوكالات؟ ولماذا تدخلت الشرطة العسكرية في القضية بدلاً من الشرطة المدنية؟
وأخيراً، علق ممثلو المجلس الوطني الكردي في الائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعاتهم وطالبوا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقق من كل ما حدث في القرية.
حتى الآن، لم تخرج على الإعلام سوى رواية واحدة، ولم تخرج رواية رسمية من الطرف الآخر، أي المدنيين من أبناء المنطقة، سوى بعض الصور التي نُشرت لحل الخلاف. لكن لم تُسمع شهاداتهم فعلياً أمام جهات مستقلة ليست طرفاً في الانتهاكات.
اقرأ أيضاً: درعا على صفيح ساخن بعد مقتل شاب على يد مخابرات الأسد