أكد القائمون على حملة “أنقذوا المعتقلين السوريين في لبنان” الإعلامية، على تعهّد مبدأي من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، بعدم تسليم المطلوبين بتهم سياسية وأمنية في السجون اللبنانية للنظام السوري، وذلك أمام وفد من المشايخ في مدينة طرابلس، الأربعاء الماضي (29/05/2024).
أحد القائمين على الحملة الإعلامية، الناشط الحقوقي والمسرحي، عبد القادر بكار، قال: إنَّ الحملة التي أطلقناها مطلع أيار/مايو الماضي، لوقف ترحيل وتسليم معتقلي الرأي السوريين في السجون اللبنانية إلى النظام السوري، أثمرت حتى اليوم عن تعهُّد الرئيس ميقاتي بوقف عمليات ترحيل السجناء السياسيين في سجون لبنان إلى نظام الأسد، وذلك في اجتماع له مع وجهاء ومشايخ من مدينة طرابلس يؤيدون الحملة.
وأضاف بكار في تصريح خاص لـ”وكالة الصحافة السورية”: إنَّ هدف الحملة تسليط الضوء على معاناة السوريين المعارضين للأسد داخل السجون اللبنانية، والمخاوف من تسليمهم لنظام الأسد، مشيراً إلى أنَّه وبمجرد تسليمهم للأسد فهذا يعني الموت تحت التعذيب والتصفية الجسدية والتغييب القسري.
وأوضح بكار، أنَّهم رصدوا عشرات الحالات التي تم تسليمها لنظام الأسد منذ انطلاق الحملة وآخرها يوم 25/05/2024، والمعتقل هو ممن أقدموا على محاولة الانتحار الجماعية في آذار/مارس الماضي في سجن رومية، حيث تم تسليمه للأمن اللبناني الذي احتجزه كل تلك المدة إلى أن تم تسليمه للنظام لتنقطع أخباره بعد ذلك.
تزايد الاهتمام بقضية المعتقلين السياسيين السوريين في لبنان
وشدّد الناشط بكار على استمرارية الحملة حتى يتم وقف هذه العمليات التعسفية بشكل رسمي ونهائي، وفتح قضايا الموقوفين في المحاكم المدنية والسماح للمنظمات بدخول سجن رومية والاطلاع على معناتهم.
ويتعاون القائمون على الحملة مع حقوقيين لبنانين و سجناء ناجين من سجن رومية ومفرج عنهم من سجون لبنان، في سبيل إيصال الصوت بشكل موضوعي ومباشر، ويلفت بكار إلى أنَّ الاهتمام بقضية المعتقلين السياسيين السوريين في لبنان يتزايد يوماً بعد يوم خصوصاً داخل التيارات السياسية والمنظمات والهيئات السورية.
كما أشار إلى صدى الحملة الإعلامية في المحافل الدولية والإقليمية، وقد أبدت الكثير من المؤسسات المدنية والإعلامية وبعض الشخصيات السياسية اللبنانية والسورية اهتماماً بالغاً بالقضية، وتعمل معنا بالتوازي مع الحملة وقد تواصلنا مع عدة شخصيات لبنانية منها اللواء أشرف ريفي.
وسلّم الكاتب السوري ابن السويداء، ماهر شرف الدين، رسالة باليد إلى البيت الأبيض، خلال زيارته منتصف الشهر الماضي إلى واشنطن، تحدث فيها عن قضية المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية تحديداً سجن رومية، ومسؤولة حقوق الإنسان التي حضرت الاجتماع وعدت بمتابعه المسألة والاهتمام بها.
في سياق متصل، طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة، الاتحاد الأوروبي في لقاء بالعاصمة البلجيكية بروكسل نهاية الشهر الماضي، بالتدخل والضغط على الحكومة اللبنانية لإيقاف الانتهاكات التي تحصل بحق اللاجئين السوريين في لبنان، وتحديداً السجناء السوريين في سجن رومية، نظراً للتهديد المباشر على حياتهم من قبل نظام الأسد الذي ساق لهم عشرات التهم الكيدية بسبب مواقفهم السياسية ضده.
مناشدة من داخل سجن رومية
ناشد معتقلو الرأي السوريين في سجن رومية، أبناء الثورة السورية وكلّ أصحاب الضمائر الحية أن يقفوا معهم، وفي نداء عبر “وكالة الصحافة السورية” قالوا: “نحن المعتقلين السياسيين في لبنان إنَّ سبب اعتقالنا هو انتماؤنا للثورة ونخشى أنكم مسؤولون عن دمنا إذا سلمنا الأمن العام اللبناني للنظام السوري ولم تحركوا ساكناً، نناشد الجانب الأصيل فيكم فلا تتخلوا عنا، اعملوا على إنهاء محنتنا بكل الطرق الممكنة لرفع الظلم عنا ولإيقاف الابتزاز السياسي اللاأخلاقي القائم على التهديد بتسليمنا لنظام الأسد ما يعني الموت المحتم”.
5 مطالب في عريضة للتوقيع على موقع آفاز
في ذات السياق، دعا القائمون على الحملة إلى التوقيع على عريضة عبر موقع “آفاز” وهي موجهة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وإلى المنظمات الدولية والدول المعنية بحقوق الإنسان، بهدف تشجيع الاهتمام والتدخل لحماية حقوق المعتقلين لاسيما معتقلي الرأي، وذكرت العريضة 5 مطالب للمعتقلين السياسيين السوريين في لبنان لمنع تسليمهم لنظام الأسد وهي:
1. توفير الحماية الدولية من خلال الضغط لتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة لمنع تعريضهم للخطر.
2. السماح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بزيارتهم في السجون اللبنانية التي تعاني من ظروف مأساوية لا تصلح للعيش الإنساني ما أدى لانتشار الكثير من الأمراض بين المعتقلين.
3. ضرورة الوقوف على ملفاتهم القضائية والنظر فيها من قبل المنظمات نظراً للظلم الواقع عليهم، حيث إن الاتهامات الموجهة لهم في مجملها غير صحيحة وغير دقيقة وأخذت اعترافات منهم تحت الضغط والتعذيب.
4. مطالبة الائتلاف الوطني السوري والمنظمات الحقوقية السورية واللبنانية، ببذل كل ما بوسعهم للفت الانتباه لقضية المعتقلين السياسيين في السجون اللبنانية.
5. نقلهم إلى الشمال السوري أو أي مكان آخر.
للتوقيع على موقع آفاز عبر الرابط أدناه:
أنقذوا المعتقلين السياسيين السوريين في لبنان
وفي23 أبريل/نيسان الفائت، اتفق رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، ورئيس وزراء حكومة الأسد، حسين عرنوس، على أن يكون التنسيق بين الأمن العام اللبناني ونظام الأسد لمناقشة قضية عودة اللاجئين والسجناء السوريين المحتجزين في لبنان.
وفي منتصف أيار/مايو الماضي، أوعز مجلس النواب (البرلمان) اللبناني، للجهات الرسمية المختصة بتنفيذ “الإجراءات القانونية اللازمة لتسليم السجناء من النازحين إلى السلطات السورية، وفق القوانين”، دون توضيح طبيعة الجرائم المتهمين فيها والتي تستدعي ترحيلهم.
ويعد سجن رومية واحداً من أشهر السجون في تاريخ لبنان، حيث يقع في مدينة رومية شرق بيروت استُخدم السجن خلال الحرب الأهلية اللبنانية كمركز للاحتجاز والتحقيق للمعتقلين السياسيين والجنائيين، وفي الوقت الحالي، يستخدم للاحتجاز والتحقيق مع معتقلي الرأي ومناصري الثورة السورية الذين ينتمون إلى عدة جنسيات، بما في ذلك السوريين.
ويعاني سجن رومية في لبنان من اكتظاظ خطير، حيث يتجاوز عدد السجناء فيه 5500 شخصاً بينما يفترض بالسجن استيعاب 1500 شخص، ويضم السجناء السوريين الذين تعرضوا لتهم ملفقة، بالإضافة إلى المحتجزين اللبنانيين وغيرهم، ويتأثر السجناء بصعوبات كثيرة، بما في ذلك الوضع الصحي والاقتصادي والنوم غير الكافي.
اقرأ المزيد: سجن رومية “بالصور” نداءات استغاثة من خلف القضبان.. 800 سجين يناشدون المنظمات الحقوقية
لسهولة الوصول إلى منشورات الحملة تم إنشاء غرفة تلغرام:
أنقذوا المعتقلين السوريين في لبنان
اقرأ أيضاً: “قسد” تهدد بالحرمان من الخبز لمن لا يشارك بانتخاباتها
يعكس إنشاء مركز متخصص للإخصاب في مناطق شمال غرب سوريا التزام القطاع الصحي بتقديم أفضل…
اعتقلت قوات إسرائيلية متوغلة داخل الأراضي السورية شخصاً في ريف القنيطرة.
شنت ميليشيا قسد حملة دهم واعتقالات في ريف دير الزور الشرقي.
اعترف نظام الأسد بسقوط عشرات القتلى والجرحى، جراء قصف إسرائيلي شرق حمص.
أفرجت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري عن شابين يافعين من أبناء محافظة السويداء جنوب سوريا،…
في السنوات الأخيرة، شهد الشمال السوري تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والاقتصادي، حيث تأثرت الحياة…