لمى عبّادي .. رسامةٌ سورية رغم فقدها السمع والنطق
لمى عبّادي .. رسامةٌ سورية رغم فقدها السمع والنطق
بدأت الشابة لمى عبادي حياتها الفنيّة منذ سنٍ مبكرة جداً، وتجلّى ذلك في سن الرابعة من عمرها بعدما قام كل من والدها وأمها إعطاءها ورقة وقلم لترسم كباقي الأطفال وتملئ فراغها الكبير بسبب وضعها الصحي “البكم والصم” لتجد لمى نفسها بين الأوراق والأقلام والألوان.
وقد وصلت الشابة الطمحة لنجاحات كثيرة ليس آخرها عام 2024م هو تعليم الرسم لأطفال أيتام في إحدى المدارس بريف جسر الشغور.
لمى عبّادي وشغفها رغم ظروفها.
وفي حوارنا مع الشابة والدة الشابة أم لمى قالت لنا: لمى عبّادي هي الآن شابة طموحة شغوفة بعملها وحبها لهوايتها الرسم، ونحن من مدينة جسر الشغور في إدلب ولمى من مواليد عام 1990م، وقد أعطينا لمى الورقة والألوان في سن مبكرة كي تملئ فراغها بسبب وضعها الصحي ولأننا كوالدين للمى منشغلين بأعباء الحياة، ولحسن الحظ أنّ لمى كانت شغوفة منذ ذلك الوقت لتصدمنا بعد أسبوع تماماً بتعبئة الرسومات التي ترسمها بشكل جميل جداً، وتتمكن بعد عام تماماً من أن ترسم بخطوط متزنة وبمساحاتٍ لونيّة منسقة كفناة رسم تبلغ عشرين عام وفي في الخامسة من عمرها.
تحديات وصعوبات لم تقف في وجه لمى.
وخلال مسيرتها الحياتيّة حاولت أم لمى بشكل مستمر بناء شخصية لمى كفتاة محببة غير منطوية على نفسها بسبب فقدانها السمع والنطق، وأنّ للمى أصدقاء وأقران ومحبين كغيرها من الفتيات، فاستجابت لمى لذلك كأنها إنسانة طبيعية وأنّ فقدانها للمسع والنطق هو شيء طبيعي جداً، فالكثير من الناس هم مثلها والكثير من الأطفال كذلك.
وعندما بدأت تصغي وتفهم لكل التفاصيل حولها، حاول والدي لمى بالوقوف إلى جانبها في كل تفاصيل حياتها م خلال بحثهم على برامج تلفزيونية يكون محورها التحدث بلغة الإشارة لتتغلب على مشكلتها بالنطق والسمع، ولم تكن أم لمى وحدها من تسعى في سبيل لمى بل كان لوالدها دوراً مهماً وفعالاً في تطوير مهارة لمى في الرسم، وذلك لتوظيف مهاراته التي يمتلكها في الرسم كونه رسّام وفنان في الرسم التشكيلي، فقد طورها بشكل ملحوظ من خلال إعطائها القواعد اللازمة لتستطيع أن تصقل موهبتها بالشكل الأمثل، وبعد وصولها لسن الـ 17 عام أرسلها والدها إلى مركز مدينة إدلب لكي تتعلم الرسم بشكل أكاديمي من خلال صقل موهبتها عند مختصين بذلك، لتبقى ثلاثة سنوات تذهب للمركز الثقافي في إدلب وتكمل مسيرتها الفنيّة.
لمى بداية الثورة السورية عام 2011م
في بداية الثورة السورية عام 2011م كانت الحياة صعبة جداً عند والدي لمى خصوصاً لما فعلته ميليشيات من أسد من فوضى وقصف وتهجير للناس في السنوات التالية، فلم تجد لمى ووالديها سوى الألوان للوقوف بجانب الشعب السوري الحر الأعزل، فرسمت العديد من اللوحات منها التي كانت تصف معاناة الناس بعد القصف المدفعي الذي يتعرض له الشعب من جيش ميليشيات الأسد، ولوحات بعد كل غارة من الطيران الحربي أو المروحي، فقد حاولت لمى أن تبدع في تلك اللوحات لتصل معاناة الشعب المكلوم للمحافل الدولية عن طريق ريشتها وقلمها.
أحلام لمى …
عندما سئلت أم لمى عن أحلام لمى قال: لقد كان حلم لمى منذ نصف سنوات الثورة تقريباً هو إقامة معرض للرسم في تركيا لنقل معاناة الناس في الداخل السوري أثناء القصف والأشلاء والموت، مع العلم أنها شاركت في العديد من المعارض في الشمال السوري، لكنها تريد أن تصل المحافل الدوليّة بوضعها الصحي وتنقل المعاناة وهو ليس حلم لمى وحدها بل حلم والديها حتى.
ووصلت الفنانة لمى عبّادي من خلال لوحاتها إلى العديد من المعارض المحلية شمالي سورية، وافتتحت معرضاً خاصاً بها لأول مرّة في المعرض الثقافي في مدينة جسر الشغور والذي كان عام 2011م، لتحصل على عدد من التكريمات كان آخرها تكريم بمعرض في مدينة أعزاز عام 2022م.
اقرأ أيضاً: “حيدر وردة” بطل الملاكمة السوري مسيرته وإنجازاته