لافا شكري ايبو فنانة و رسامة طموحة، تنحدر من مدينة عفرين السورية التابعة لمحافظة حلب، تبلغ من العمر 22 عاماً، ساعيةً لنيل مبتغاها من خلال كفاحها المستمر في تجسيد كل ما يدور في خاطرها بالرسم، لتعيش وتترعرع في طفولتها في مدينة حلب، وتنتقل لمسقط رأسها في 14 من عمرها.
متى اكتشفت موهبتها
وفي حديثٍ لوكالة الصحافة السورية تقول لافا: ” ظهرت الرغبة عندي للرسم في حصة الرسم الخاصة في مرحلة التعليم الابتدائي، وكان ذلك من خلال طلب المعلمة منّا أن نرسم مزهرية زهور، لأقع بحزن شديد لأني لم استطع أن أتمم الرسمة كاملةً وأعود باكيةً للمنزل أشكو همي لأمي، حتى وافقت أمي على إعطائي اللوازم الأساسية للرسم، لتقفَ تلك الحادثة بحياتي على أنها أهم حادثةٍ كانت قد غيرتني للأفضل”، وتابعت ايبو أنّ الحادثة ما لبثت حتى بدأت تعمل من خلالها بجد وكفاح في مادة الرسم المدرسية، التي تحولت فيما بعد لموهبة تعبر فيها عن خواطرها ومشاعرها.
كيف طورت نفسها:
وعبّرت ايبو لوكالة الصحافة السورية، أنّ الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة لها، حيث بدأت تقطف بعضاً من ثمار عملها في سنٍ مبكر، وقد كان ذلك عام 2015م في مدينةِ عفرين، لتقوم أخيراً بالانضمام لفريقِ عملٍ مهني في ذلك، وتسجّل في المركز الثقافي التابعِ للمدينة وتتدرب من قبل فريقٍ مهني على الرسم بشكلٍ أكبر وتضيف ما تعلمته لأصدقائها وتكون أحد أهم المشاركين في بعض المعارض المحلية في المدينة، علماً أنها قطعت الكثير من الخطوات أثناء وصولها هذه المرحلة مقارنةً بأقرانها، لتنقل بموهبتها فوراً إلى رسوم الجداريات الثورية وغيرها في المدينة متخطيةً بذلك مرحلة كبيرة كانت قد تحتاج إلى زمن طويل من الصقل حتى، وما كان ذلك إلا من خلال العمل والكفاح المستمر والتدريب المتواصل وايصال الليل بالنهار حسبما قالت.
وأكدت الايبو أنها لم تستطع الاستمرار عندما وصلت للمرحلة الثانوية لأنها اضطرت لمغادرة مدينتها بسبب الحروب الدائرة آنذاك، لتعيش حالة من الرعب والاكتئاب بعدما بقيت ثلاثة أشهر بدون أن ترسم لوحةً واحدة متأثرةً بما جرى في تلك الفترة.
لافا بين الحزن والحرب:
بعدما عملت لافا على أن تتخطى ما كانت عليهِ بصعوبةٍ كبيرة، حتى تصل إلى قرارٍ مفادهُ بالعودة ومحاولةِ الرسم بأبسط الأدوات خصوصاً أنها فقدت كافة أدواتها بالحرب الدائرة، لتمسك قلمها وتحاول من خلال أوراقِ الرسم أن تعود مجسدةً ما مرت به.
لتعود للحياة مرةً أخرى بعدما استقرت الأوضاع في مدينتها، وتتلقى دعوةً من قبلِ مركز أشرعة في مدينة عفرين ليكون أولَ انطلاقةٍ لها بعد كل ذلك الانقطاع المرير، معيداً لها طموحاتها، لتعمل مدربةً للعديد من الطلاب العرب والكورد السوريين، ويختتم عملها بمعرض “أنا أرسم” الذي كان بإشرافها بشكل كامل والذي احتوى على أكثر من 60 لوحة فنيّة وذلك بعد تحرير مدينة عفرين.
وأوضحت الايبو لوكالة الصحافة السورية، أنّ الطريق لم تقف على مدينتها، لتسافر إلى تركيا بعد آخر معرض لها عام 2018م، خصوصاً بعدما أنهت دراسة “اليوز والثانوية العامة” ليكون لها نصيباً بمقعد جامعي في جامعة أنقرة مع بقية زملائها، إلا أنّ ذلك لم يكلل بالنجاح بسبب تأخرها على المنحة يوماً فقط، لتعود لنقطةِ البداية وتنتقل إلى مدينةِ إسطنبول وتبدأ حياة جديدةً بين الرسم والدراسة الحرة لمعاهد اللغة التركية لتصل أخيراً لكلية الفنون الجميلة في إحدى جامعات إسطنبول.
أهم الأعمال:
كان للرسامة العديد والعديد من الاهتمامات، التي كانت ترتبط بشخصيتها في إيصال رسالةٍ خاصة للعالم بما يدور في سورية من ظلم واستبداد على الشعب السوري، وذلك من قبل “نظام الأسد” لتتعلم فن فيلوغرافيا والحرق على الخشب مع موهبتها الأساسية في الرسم، وتشارك بذلك في اكثر من عشرين معرضٍ في تركيا كان أغلبها مع الأتراك، حيث جسدت من خلال هذه المعارض كل معاناة الشعب السوري بكل فئاتهِ.
لافا تشارك لوحاتها في عدة مناسبات
وشاركت الايبو من خلال فنونها المتنوعة، في احتفالية إحياء ذكرى انطلاقة الثورة السورية في 15 من آذار لعامِ 2011، الموافق للـ 15 بداية آذار العام الماضي وهذا العام، وكانت المشاركة بصندوقٍ يحوي خريطةَ سورية بعلم الثورة السورية من خلال مسامير ذهبية وذلك بطريقة الفيلوغرافيا، لتهدي هذا العمل المتواضع حدّ تعبيرها لكل سوري حر في هذه الذكرى.
رسالتها من خلال لوحاتها:
واختتمت “ايبو” كلامها أنّ كل لوحاتها وكل ما صنعته من فنون في الفيلوغرافيا والرسم واللوحات الزيتية وغير ذلك كان لها رسالةً واضحة وهي تجسيد معاناة السوريين المنكوبين في الحرب الدائرة ضدهم من قبل نظام الأسد خصوصاً بعدما قام قامت ميليشيات نظام الأسد بقصف وتدمير لكل المدن السورية التي طالبت بالحرية والتهجير القسري لكلّ السوريين المطالبين بالحرية والكرامة.
وتستمر الايبو إلى هذا اليوم وهذا التاريخ بمزيد من العطاء والمكافحة لتصل بلوحاتها إلى المحافل الدولية شارحةً فيها معاناتها من بين الركام هي وكافة السوريين الأحرار.
اقرأ أيضاً: نظام الأسد يعتقل اللاجئين الذين تعيدهم لبنان قسراً