سوريا

كنائس حلب تقرع أجراسها وتقام الصلوات تحت حماية فصائل الثوار

كنائس حلب تقرع أجراسها وتقام الصلوات تحت حماية فصائل المعارضة السورية

مع قرع أجراس الكنائس وأصوات وهدير الطائرات الحربية، أدّى أهالي حي السليمانية وغيرها من أحياء مدينة حلب ذات الأكثرية المسيحية صلواتهم في الكنائس أمس الأحد 1 كانون الأول، بعد تحرير المدينة بالكامل من قوات النظام السوري على يد فصائل المعارضة، وجاء ذلك في ظل توفير حماية تُمكّنهم من ممارسة طقوسهم الدينية المعتادة، وسط أجواء تبعث على الطمأنينة والأمان، والتي حرصت فصائل المعارضة على تأمينها لضمان استمرار صلواتهم في كنائس المدينة دون انقطاع.

أداء الصلوات في كنائس حلب

وأكد متروبوليت حلب وإسكندرون وتوابعهما، المطران أفرام معلولي، أن صلواتهم في كنائس المدينة ستظل مستمرة حسب الظروف والأوضاع المتوفرة لمدينة حلب، ومشيراً إلى أن الوضع في مدينة حلب مستقر بعد تحريرها على يد فصائل المعارضة.

وأضاف المطران معلولي في رسالته الرعائية، التي وجهها إلى أبناء حلب من الطوائف المسيحية، قائلاً: “نطمئنكم أننا نحن الباقين في حلب، جميعنا بخير”، مؤكدًا أنهم باقون في حلب إلى جانب رعاياهم في مختلف الظروف “من أقساها إلى أحلاها”، وأشار إلى أن هذه هي رسالتهم الرعائية وأنهم باقون وثابتون عليها، وكما حث الجميع على عدم التردد في التواصل معهم مباشرة، ومؤكداً أنهم سيكونون سندًا لرعاياهم عند الحاجة.

وأوضح المطران المعلولي أن “في هذه الظروف التي تمر بها المدينة فمن الحكمة لمن بقي في المدينة أن يتجنب التجول وأن يتحلى بالهدوء والصبر، وكما دعا لمن غادرها بالأمان والخير، وأن يصلوا سالمين إلى مبتغاهم، وبالإضافة إلى ذلك طلب من رعاياه المقيمين في حلب ومن الذين غادروها بأن يُصلّوا دون انقطاع.

وقالت ماري وهي من أبناء حي السليمانية في مدينة حلب ذات الغالبية المسيحية والتي فضّلت عدم ذكر اسمها الكامل، لوكالة الصحافة السورية، إنهم أدّوا صلواتهم في كنائس حلب كالمعتاد، وأقيمت الصلاة أمس يوم الأحد في كنيسة الكاثوليك، وكذلك في كنيسة الأرثوذكس، ومشيرة إلى أن عدد الحضور كان قليلاً عن الأيام السابقة المعتادة، وذلك بسبب تخوف بعض الناس من الأوضاع الأمنية التي تشهدها مدينة حلب جراء قصف النظام السوري للأحياء السكنية المأهولة بالمدنيين.

الالتزام بحماية المقدسات الدينية والحفاظ على السلم الاجتماعي

ومن جانبه، أعرب مجلس كنائس الشرق الأوسط عن قلقه الشديد إزاء الأوضاع الأخير في مدينة حلب، مؤكداً التزامه بدعم كرامة الإنسان، وضمان أمنه وسلامته مع العمل على تأمين احتياجاته الأساسية واستمرار حياته الطبيعية، وكما شدد على أهمية حماية الأفراد من أي مخاطر قد تؤثر سلباً على حياتهم أو تهدد مستقبل أجيالهم، ومؤكداً أن أولويات المجلس في هذه المرحلة التي تشهدها حلب، وتتمثل في الحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز التماسك الاجتماعي لتجنب أي تبعات قد تضر بالمجتمع، وذلك وفقاً لبيان أصدره على موقعه الرسمي في 30 تشرين الثاني الفائت.

وفي ذات السياق، أكدت حكومة الإنقاذ التزامها بحماية المقدسات الدينية، كالكنائس والمساجد، إضافة إلى المراكز الثقافية والمدارس المتنوعة، والحفاظ على النسيج الثقافي والتاريخي للمدينة، وذلك لضمان استمرار الحياة الطبيعية للمدنيين، وشددت على أهمية حماية حقوق المدنيين من الطوائف والمكونات السورية كافة، ومؤكدةً أن سوريا المستقبل يجب أن تُبنى على أسس المصالحة بين جميع أبنائها، كما أوضحت أنها لن تسمح بأي محاولة من أي طرف كان، بالعبث في المؤسسات أو تدمير النسيج الاجتماعي، وذلك لضمان “توفير بيئة آمنة ومستقرة تحت مظلة الحق والعدل بحيث يتمكن الجميع من ممارسة حياتهم بحرية وكرامة دون خو أو تهديد”.

تحضيرات لاستقبال عيد الميلاد

بعد إعلان فصائل المعارضة السورية عن تحريرها لمدينة حلب بشكل كامل، كان هناك مخاوف عند بعض الناس من حرمانهم من ممارسة طقوسهم الدينية المعتادة وحياتهم بكل حرية، ولكن سرعان ما تلاشى هذا الخوف عندما لاحظ المدنيون من مختلف مكوناتهم الدينية حسن معاملة الفصائل المعارضة لهم، وتوفير الحماية لهم لممارسة حياتهم الطبيعية دون خوف.

وأكدت ماري خلال متابعة حديثها لوكالة الصحافة السورية، أن أهالي حلب لم يتعرضوا لأي مضايقات من قبل فصائل المعارضة أثناء دخولهم للمدينة وخاصة من أبناء الأحياء ذات الأكثرية المسيحية، ونوهت إلى أن حلب بدأت تستعيد حياتها شيئاً فشيئاً، وأضافت أنه رغم الصعوبات والأوضاع التي تعاني منها المدينة بدأ المسيحيون في حلب بتحضيرات لاستقبال عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية والعمل على تزين شجرة الميلاد، ومعبرين عن أملهم بأن يعمّ الأمان والفرح على أرجاء سوريا وشعبها وأن تبقى حرة آبية.

ورغم الصعوبات المعيشية وآلام الحرب ومعاناة النزوح والتهجير التي تعرضت لها مدينة حلب من قبل النظام السوري، يبقى الأمل سيد الموقف عند أبنائها لاستعادة حياتهم الطبيعية من جديد، وسط التعايش السلمي فيما بينهم، وإرادتهم التي تتجسد بتمسكهم بأرضهم وتاريخهم العريق، وإصرارهم على حب الحياة في ممارسة طقوسهم الدينية بمختلف الطوائف والمكونات السورية، ويتوج ذلك بتعايشهم بسلام وأمان وممارسة حياتهم بحرية وكرامة.

اقرأ أيضاً: إجرام الأسد جريمة جديدة خلال معركة ردع العدوان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى