شهدت العاصمة دمشق اليوم الأحد 22 كانون الأول، اجتماعاً ضم وزير الخارجية التركي حقان فيدان مع أحمد الشرع “القائد العام للإدارة الجديدة”.
ويأتي هذا اللقاء في سياق مساعي دبلوماسية جديدة تهدف إلى تحسين العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوتر والصراع.
وعقد الاجتماع في مقر “قصر الشعب” بدمشق، حيث استقبل الشرع الوزير التركي والوفد المرافق له، بحضور شخصيات من حكومة تصريف الأعمال وعلى رأسها رئيس الحكومة محمد البشير، ووزير الخارجية أسعد الشيباني.
وخلال اللقاء ناقش الطرفان مجموعة من القضايا التي تهم البلدين، بما في ذلك الملف الأمني، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول التحديات الأمنية المشتركة، واتفقا على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وضبط الحدود المشتركة لمنع تسلل العناصر الإرهابية.
وشدد فيدان على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل للحالة السورية الراهنة، مؤكداً دعم تركيا لوحدة الأراضي السورية وسيادتها.
من جانبه أكد الشرع على أهمية دعم جهود المصالحة الوطنية وإعادة إعمار البلاد، كما ناقش الجانبان ملف اللاجئين السوريين في تركيا وسبل توفير الظروف الملائمة لعودتهم الطوعية والآمنة إلى ديارهم، فيما أكد فيدان استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم في هذا الصدد.
وعقب اللقاء، عقد الشرع و فيدان مؤتمراً صحفياً تناولا فيه أبرز ما تم مناقشته وفي تصريحاته، قال فيدان: “هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا، ونحن ملتزمون بالعمل معاً لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.”
وأضاف: “تركيا تؤمن بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحالة السورية الراهنة، وندعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق ذلك، كما نؤكد على أهمية دور سوريا في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.”
أثارت تصريحات فيدان بعد اللقاء ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والدبلوماسية، إذ رحبت بعض الجهات بهذا التقارب معتبرة إياه خطوة إيجابية نحو إنهاء سنوات من الصراع والتوتر،فيما أعربت جهات أخرى عن تحفظها، مشددة على ضرورة مراعاة بعض القضايا الحساسة والتحديات التي تواجه البلدين.
الجدير بالذكر أن العلاقات التركية السورية شهدت توتراً كبيراً منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، واستخدام نظام الأسد للعنف المفرط ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظامه.
ودعمت تركيا المعارضة السورية، بينما اتهمت حكومة دمشق السابقة أنقرة بالتدخل في شؤونها الداخلية، ولكن مع تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ظهرت بوادر انفراج في العلاقات بين البلدين.
ويعكس لقاء فيدان والشرع رغبة مشتركة في تجاوز الخلافات والعمل معاً من أجل مستقبل أفضل للبلدين، وتتطلع الأوساط السياسية والشعبية إلى مزيد من الخطوات الإيجابية التي من شأنها تعزيز التعاون والاستقرار في المنطقة.
لقاء وزير الخارجية التركي حقان فيدان مع أحمد الشرع في دمشق يمثل نقطة تحول مهمة في العلاقات التركية السورية، ويعكس الرغبة في العمل معاً لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. الوقت سيكشف مدى نجاح هذه الجهود في تحقيق الأهداف المنشودة.
شاهد أيضاً الإنتربول الدولي يطالب لبنان بتوقيف “اللواء جميل الحسن”
أجرى وزير الخارجية المصري "بدر عبد العاطي" سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع نظرائه في الإمارات…
في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سقوط بشار الأسد، تلقّى النائب العام التمييزي في…
أعلنت إدارة الشؤون السياسية في حكومة تصريف الأعمال السورية، تكليف "أسعد حسن الشيباني" بحقيبة وزارة…
يستمر التصعيد العسكري في مناطق استيلاء ميليشيا قسد في ريف الرقة، تزامناً مع انشقاقات تشهدها…
بعد عمليات التحرير التي شملت جميع المدن السورية ومنها محافظة دير الزور المحافظة التي لايزال…
أكدت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الجمعة20 كانون الأول، أن إعمار سوريا وإنماءها يتطلبان "إعادة تقييم"…