Categories: سوريا

قسد تدعو أهالي عين العرب لحمل السلاح لمواجهة فصائل الثورة

تشهد المنطقة تحشيدات عسكرية بين فصائل الثورة وميليشيا قسد

دعت قوات سوريا الديمقراطية قسد أهالي مدينة عين العرب “كوباني” في ريف حلب الشمالي الشرقي إلى حمل السلاح لمواجهة فصائل المعارضة السورية التي تسعى للسيطرة على المدينة.

وتأتي هذه الدعوة في وقت يشهد فيه الشمال السوري تصاعداً في التوترات العسكرية والسياسية بين الجيش الوطني وقوات “ردع العدوان” مدعومين بالجيش التركي من جهة، وميليشيا قسد من جهة أخرى.

ووجهت “قسد” هذه الدعوة على خلفية تكثيف فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا عملياتها العسكرية في المنطقة، وسعيها للسيطرة على مدينة عين العرب التي تعد واحدة من أهم معاقل “قسد” في الشمال السوري.

وشهدت المدينة معارك شرسة بين “قسد” وتنظيم “داعش” في عام 2014، فيما باتت الآن ميدانًا جديدًا للصراع بين تلك قوات الثورة السورية وقسد من جديد.

وتعتبر عين العرب منطقة استراتيجية مهمة لكل من “قسد” والمعارضة السورية، بالنسبة لـ”قسد”، تمثل المدينة رمزًا للمقاومة ضد تنظيم “داعش” ومركزًا هامًا للوجود الكردي في الشمال السوري، أما بالنسبة للمعارضة السورية، فإن السيطرة على المدينة تعني تحقيق مكاسب جغرافية واستراتيجية مهمة على حساب “قسد”، بالإضافة إلى تعزيز نفوذها في المناطق الحدودية مع تركيا.

وتزايدت التوترات في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث شهدت مناطق ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي تحشيدًا عسكريًا كبيرًا من قبل فصائل المعارضة السورية، في المقابل، استجابت “قسد” بتحركات مماثلة، حيث دعت الأهالي إلى الاستعداد للدفاع عن المدينة وحمل السلاح لمواجهة أي هجوم محتمل.

وفي بيان صادر عن “قسد”، دعت الميليشيا أهالي عين العرب إلى الوقوف صفًا واحدًا للدفاع عن المدينة، وجاء في البيان: “نهيب بأهلنا في عين العرب بضرورة الاستعداد لحمل السلاح والدفاع عن أرضهم وبيوتهم في مواجهة التهديدات التي تتعرض لها المدينة من قبل فصائل المعارضة المدعومة من تركيا”

وأضاف البيان أن “الوحدة والتضامن بين أبناء المدينة هما السبيل الوحيد لصد أي محاولة للاعتداء على المدينة.”

وتأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه المدنيون في الشمال السوري من أوضاع إنسانية صعبة نتيجة استمرار الصراع، إذ تشير التقارير إلى أن العديد من الأسر قد نزحت من مناطق الاشتباك، بينما يواجه الباقون في المدينة تحديات كبيرة تتعلق بالأمان وتوفير الاحتياجات الأساسية.

من ناحية أخرى، تتباين مواقف الأطراف الدولية حيال التصعيد العسكري في عين العرب، فبينما تدعم تركيا فصائل المعارضة السورية، تواصل الولايات المتحدة تقديم الدعم لـ”قسد” في إطار تحالفها ضد تنظيم “داعش”، هذه الديناميات تعقد من المشهد العسكري والسياسي في المنطقة، حيث تلعب الأطراف الدولية أدواراً حاسمة في تحديد مسار الصراع.

ويحمل التصعيد الحالي في عين العرب في طياته مخاطر كبيرة على استقرار المنطقة، فإذا ما استمرت العمليات العسكرية، فقد يشهد الشمال السوري موجة جديدة من النزوح الجماعي والتدهور الإنساني. كما أن أي تغيير في السيطرة على المدينة قد يؤدي إلى إعادة رسم الخارطة العسكرية والسياسية في الشمال السوري، ما يزيد من تعقيد الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في عين العرب مرهونًا بالتوازنات العسكرية والسياسية بين “قسد” وفصائل المعارضة السورية والداعمين الدوليين لكل منهما، ويبقى الأمل في أن تسود الحكمة ويتم تجنب مزيد من التصعيد، حفاظًا على حياة المدنيين واستقرار المنطقة.

شاهد أيضاً غوتيريش يدعو لدعم ضمان المساءلة عن الجرائم في سوريا

أنس الشيخ أحمد

Recent Posts

الإنتربول الدولي يطالب لبنان بتوقيف “اللواء جميل الحسن”

في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سقوط بشار الأسد، تلقّى النائب العام التمييزي في…

13 ساعة ago

تعيين أول امرأة في حكومة دمشق.. والشيباني وزيراً للخارجية

أعلنت إدارة الشؤون السياسية في حكومة تصريف الأعمال السورية، تكليف "أسعد حسن الشيباني" بحقيبة وزارة…

14 ساعة ago

تصاعد التوترات في مناطق قسد.. وقصف تركي على مستودع أسلحة

يستمر التصعيد العسكري في مناطق استيلاء ميليشيا قسد في ريف الرقة، تزامناً مع انشقاقات تشهدها…

14 ساعة ago

قسد تطلق سراح عناصر وقادة من داعش لنشرهم في دير الزور

بعد عمليات التحرير التي شملت جميع المدن السورية ومنها محافظة دير الزور المحافظة التي لايزال…

يومين ago

المنظمة الدولية للهجرة تطالب بتقييم العقوبات على سوريا

أكدت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الجمعة20 كانون الأول، أن إعمار سوريا وإنماءها يتطلبان "إعادة تقييم"…

يومين ago

جنبلاط يؤكد زيارته لدمشق برفقة شيخ العقل لطائفة الموحدين

أكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه سيتوجه إلى دمشق الأحد في زيارة…

يومين ago