فصائل المعارضة السورية تسيطر على مطار حلب الدولي

أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة عن سيطرتها على مطار حلب الدولي، وهو الحدث الذي يمثل نقطة تحول كبيرة في سير العمليات العسكرية في سوريا. جاءت هذه السيطرة بعد أن تمكنت الفصائل من استعادة معظم أحياء مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، بعد انسحاب قوات النظام السوري منها. وقد تم الإعلان عن هذا التطور العسكري عبر بيان رسمي نشره المتحدث باسم “إدارة العمليات العسكرية” حسن عبد الغني على حسابه في منصة “إكس”.

يعتبر مطار حلب الدولي، الذي يقع في منطقة النيرب على بعد عشرة كيلومترات من وسط المدينة، ثاني أكبر مطار في سوريا بعد مطار دمشق الدولي. يمتد على مساحة تزيد عن ثلاثة كيلومترات مربعة، ويعد مركزًا حيويًا للنقل الجوي داخل سوريا، حيث يربط مدينة حلب بعدد من الوجهات الداخلية والخارجية. يُعتبر هذا المطار ذو أهمية اقتصادية استراتيجية كبيرة بالنسبة لسوريا نظرًا لموقعه في حلب، التي تُعتبر عاصمة الاقتصاد السوري.

تعتبر السيطرة على مطار حلب الدولي إنجازًا عسكريًا غير مسبوق من قبل فصائل المعارضة منذ اندلاع الصراع في 2011. فهو أول مطار مدني دولي تسقطه المعارضة، مما يعكس تصعيدًا في المواجهات العسكرية داخل المدينة، ويشكل ضربة قوية للنظام السوري وحلفائه. وقد تزامنت هذه السيطرة مع عمليات عسكرية متوازية قام بها “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا في مناطق أخرى، بما في ذلك محاولة السيطرة على مطار كويرس العسكري، مع تقارير تشير إلى أن الفصائل قد تمكنت بالفعل من فرض سيطرتها عليه.

من جهة أخرى، تعرض مطار حلب الدولي في السنوات الأخيرة لعدة ضربات جوية من قبل إسرائيل، والتي استهدفت البنية التحتية للمطار بزعم أنه يُستخدم من قبل إيران في تهريب الأسلحة إلى سوريا ومن ثم نقلها إلى حزب الله اللبناني. وقد أدت هذه الضربات إلى تعطيل المطار لفترات طويلة، مما يزيد من أهمية هذا التطور في تعزيز سيطرة المعارضة على منشأة حيوية تعتبر محورية في الصراع الإقليمي.

إضافة إلى السيطرة على مطار حلب، أعلنت فصائل المعارضة أيضًا عن استيلائها على مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب. كما تمكنت فصائل “الجيش الوطني” من السيطرة على مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي، مما يعزز من تكتيكها العسكري ويمنع قوات “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة من توسيع نفوذها نحو حلب.

إجمالًا، تعد هذه التطورات الميدانية نقطة فارقة في مسار الصراع السوري، حيث تعزز من موقف فصائل المعارضة وتضع تحديات جديدة أمام النظام السوري وحلفائه في ظل تزايد السيطرة العسكرية على نقاط استراتيجية في شمال البلاد.

اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تسيطر على إدلب وحلب: انهيار للجيش السوري