قصص

“عبد الله الشحود رحلة النجاح من إدلب إلى قلوب الصم والبكم”

المدرس الذي كسر الحواجز: البداية والإصرار

عبد الله الشحود، المعروف بـ”أبو أيمن” نشأ في بلدة حاس بجبل الزاوية في محافظة إدلب. شغفه العميق بالتعليم تجلى منذ نعومة أظفاره حيث رأى في مهنة التدريس رسالة سامية تتطلب الإخلاص والتفاني وليس مجرد عمل يومي
هذه الرؤية النبيلة جعلته مصممًا على أن يقدم للتعليم شيئًا مختلفاً مستلهماً من مسيرته ومسؤولياته ما يمكنه من خلق تجربة تعليمية تتجاوز حدود التدريس التقليدي.

تحدي الصم والبكم: الإنجاز الكبير

عندما بدأ عبد الله بتعليم طلاب من الصم والبكم، كانت تجربته الأولى مع هذه الفئة مليئة بالتحديات. كان يدرك أن النجاح لا يمكن تحقيقه دون إيجاد لغة خاصة للتواصل الفعّال معهم تعلم لغة الإشارة بإتقان وبدأ بتطبيق أسلوب تعليمي مبسط يعتمد على إشارات ورموز بصرية، ليكسر الحواجز التي قد تفرضها إعاقتهم. تمكن من تعليم ستة طلاب الصم والبكم على التعبير عن احتياجاتهم الأساسية وفهم الحساب البسيط. هذه التجربة تركت أثرًا عميقًا في حياتهم، وأثبتت قدرتهم على التعلم والتطور، مما أسعد عائلاتهم وألهم محيطهم.

من الصفوف إلى المناهج: شراكة في بناء المستقبل

لم يتوقف طموح عبد الله عند حدود صفه. فنتيجةً لنجاحاته، تمت دعوته للمشاركة في كتابة منهاج تعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة
بالتعاون مع نخبة من المدرسين في دولة الكويت. كانت مشاركته في إعداد المنهاج اعترافاً بقدراته وأسلوبه المبتكر. قدم عبد الله من خلال هذه الشراكة رؤيته وتجربته في تعليم الطلاب الصم والبكم، مما أسهم في خلق منهاج شامل ومتكامل يلبي احتياجاتهم ويمنحهم فرصة تعليمية متساوية.

التعليم بالمحبة والتفاعل: سر النجاح

أسلوب عبد الله في التدريس لم يكن مجرد تلقين للمعلومات، بل أسلوبًا يعتمد على المحبة والتفاعل

استخدم الرسومات التوضيحية والإشارات الملموسة التي تعكس معاني مفهومة للطلاب مما جعلهم يشعرون بأنهم مشاركون في العملية التعليمية
هذا الأسلوب المبتكر زاد من حماسة الطلاب للتعلم وأعطاهم الثقة في قدراتهم مما جعلهم يتطلعون إلى مزيد من التقدم، وشجع آخرين من زملائه المدرسين على اتباع طريقته

الإلهام يتجاوز الحدود: قصة أمل في قلوب الناس

بفضل تفانيه وشغفه بالتعليم أصبح عبد الله الشحود رمزًا للأمل والنموذج الذي يسعى إليه الكثير من المدرسين والطلاب. قصة نجاحه ألهمت العديد من زملائه المعلمين، وكانت بلدة حاس شاهدة على هذه القصة الإنسانية التي رسخت معنى التعليم الحقيقي

أثبت أ عبد الله أن المدرس المؤمن برسالته يمكن أن يحقق التغيير في حياة طلابه تاركًا بصمةً في قلوبهم وقلوب من سمع برحلته التعليمية الاستثنائية.

وختاماً رسالة التعليم تتجاوز الحدود والاعترافات الرسمية

قصة نجاح عبد الله الشحود تظل رمزًا للتفاني والتضحية خاصة في زمنٍ لم يحظَ فيه بتكريم رسمي من الجهات التعليمية تحت سلطة نظام الأسد. تجاهلت تلك الجهات الاعتراف بجهوده التي تجاوزت الحواجز وقدمت معنى جديدًا لمهنة التعليم السامية
لكن عبد الله لم يكن يبحث عن تكريمٍ أو تقديرٍ حكومي بل كان يؤمن أن رسالته التعليمية تتجاوز كل الحدود والحواجز محفورةً في نفوس طلابه ومعلماً لجميع من يؤمن أن التعليم هو ضوء ينير القلوب والعقول ولا يحتاج إلا إلى شغف صادق وتفانٍ بلا حدود.

اقرأ أيضاً: عبوة ناسفة تقتل 3 عناصر من قوات الأسد شمال درعا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى