طلاب شمال سوريا يحتجون على خلافات حكومية تعرقل مستقبلهم
نظم طلاب وخريجون من جامعات شمال حلب وقفة احتجاجية أمام مبنى مجلس التعليم العالي التابع للحكومة السورية المؤقتة قبل يومين، للتعبير عن استيائهم من الخلاف المستمر بين حكومتي الإنقاذ والمؤقتة، والذي تسبب في حرمانهم من فرص العمل في إدلب.
قال صطوف الحسن ممثل طلاب جامعة النهضة، خلال الوقفة الاحتجاجية: “نحن كطلاب من إدلب اخترنا الدراسة في جامعات ريف حلب الشمالي مثل جامعة النهضة وجامعة شام في أعزاز، واجهنا مشكلات كبيرة بعد التخرج، عندما نعود إلى إدلب، لا يمكننا العمل في المستشفيات أو الشركات أو النقاط الطبية، لأن حكومة الإنقاذ ترفض منحنا مزاولة المهنة بسبب خلاف بين الحكومتين مما يجعلنا ندفع ثمن هذا الخلاف.
وأوضح الحسن أن المشكلة تعود إلى الخلاف الإداري بين حكومتي الإنقاذ والمؤقتة، حيث تمتد تبعاته إلى الطلاب الذين يجدون أنفسهم في مأزق بعد سنوات من الدراسة، وأضاف: “في محاولة لحل المشكلة، توجهت وفود من إدارات الجامعات في أعزاز برفقة ممثلين عن الطلاب إلى إدلب للتفاوض مع حكومة الإنقاذ وجامعة إدلب، وقد تم التوصل إلى اتفاق يقضي بمنح خريجي جامعات أعزاز مزاولة المهنة والسماح لهم بالعمل في إدلب.
وأشار الحسن إلى أن الاتفاق وقعته كل من حكومة الإنقاذ والحكومة المؤقتة، لكن المشكلة ظهرت مرة أخرى عندما طالبت حكومة الإنقاذ بنشر القرار بشكل رسمي، بينما رفضت الحكومة المؤقتة ذلك وأصرت على إبقائه داخليًا، هذا الرفض أثار غضب الطلاب والخريجين الذين طالبوا بشفافية أكبر وحلول ملموسة.
خلال الوقفة، رفع الطلاب لافتات كتب عليها شعارات مثل “مستقبلنا مسؤوليتكم” و”اتركونا نبني بلدنا وغيرها”، وطالب المحتجون الحكومة المؤقتة باتخاذ موقف أكثر دعمًا لهم، ونشر القرار الموقّع رسميًا لضمان تنفيذه من دون عقبات أو تعقيدات إدارية.
من جهته، أوضح الطالب محمد صغير، أحد طلاب جامعة شام، أن الأزمة باتت تهدد مستقبل العديد من الخريجين، قائلاً: “لم نختر أن نصبح ضحايا للصراع بين الحكومتين، نحن نريد فقط أن نخدم مجتمعنا ونستفيد من سنوات دراستنا، ورفض الحكومة المؤقتة لنشر القرار يجعلنا نشعر أننا لسنا جزءًا من هذا البلد.
وتابع الصغير، “نحن ندفع ثمن الخلافات السياسية، رغم أن التعليم هو مفتاح المستقبل للجميع، نأمل أن تجد الحكومة المؤقتة حلًا سريعًا لهذه الأزمة، فالتأخير يزيد من تعقيد الوضع ويتركنا دون خيارات واضحة.
بدورها، أخذت لجنة التعليم العالي التابعة للحكومة المؤقتة دور المشاهد دون إصدار أي قرار حتى، ولم تعلن عن أي خطوات واضحة بشأن نشر القرار الموقع، مما زاد من تساؤلات الطلاب حول جدية الحكومة في التعامل مع مطالبهم.
يذكر أن الخلاف بين حكومتي الإنقاذ والمؤقتة في شمال سوريا ينعكس على قطاعات مختلفة، بينها التعليم والصحة، ما يفاقم معاناة السكان في المنطقة، ويأمل الطلاب والخريجون أن يتم تجاوز هذه الخلافات، لاسيما وأن مستقبلهم المهني يعتمد على تعاون الحكومتين وتنفيذ الاتفاقات بشكل كامل.
اقرأ أيضاً: إضراب لسائقي الحافلات في الطبقة احتجاجاً على ميليشيا قسد