من قبل ظهور سكاكين تنظيم داعش كانت سكاكين ميليشيات الأسد وحلفائه سباقة لترتكب مجازر مروعة بحق السوريين
كيف يمكن للذاكرة أن تنسى وجوه الأطفال التي تلفها الأكفان وقد فُجّرت رؤوسهم وشُقّت وجوههم بالسكاكين والسواطير؟
قبل أن نتحدث عن أحداث مجزرة الحولة، دعوني أذكر لكم قليلاً عن السياق الزمني للثورة السورية. بدأت المظاهرات في سوريا في مارس عام 2011، وتطورت إلى ثورة مسلحة بعد استهداف نظام الأسد للمتظاهرين بالرصاص الحي وقصف بعض المدن في درعا وحمص وإدلب.
في بداية الاحتجاجات، خرج السوريون إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاحات السياسية والحريات الأساسية. رد النظام السوري بقمع عنيف، مما أدى إلى تصاعد التوترات. بعد انشقاق عدة ضباط عن نظام الأسد أبرزهم المقدم حسين هرموش الذي قام ببناء نواة تشكيل الجيش السوري الحر، وأصبح الجيش الحر واحدًا من المجموعات المسلحة بجانب التنظيمات الإسلامية التي أتت من خارج سوريا. بدأت المعارك المباشرة بين قوات نظام الأسد وحلفائه من الميلشيات العراقية والإيرانية واللبنانية والجيش الحر من جهة ومن جهة أخرى بين الجيش البحر والتنظيمات الإسلامية في مناطق مختلفة. تصاعد العنف والحصارات: تصاعدت المعارك والقصف في مناطق مختلفة، بما في ذلك مدينة حمص وضواحيها. كانت الحولة واحدة من المناطق التي شهدت تصاعدًا في القصف العنيف.
يصادف اليوم الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الحولة، وهي واحدة من أكثر المجازر وحشية التي قام بها نظام الأسد وميليشياته في محافظة حمص. راح ضحيتها 108 أشخاص، نصفهم تقريبًا من الأطفال.
في 25 مايو 2012، ارتكبت قطعان الأسد الطائفية مجزرة مروعة في مدينة الحولة، شمالي محافظة حمص. قُتل العديد من المدنيين، بينهم 49 طفلًا و34 امرأة، قتلوا على يد الشبيحة والميليشيات الطائفية ذبحًا بالسكاكين، بدم بارد. رغم مزاعم قدمها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لتبرئة قوات النظام بعد المجزرة، إلا أن روسيا، حليفة النظام، حمّلت النظام والمعارضة المسؤولية عن المجزرة التي أودت بحياة 108 أشخاص في منطقة الحولة.
حتى الآن، لم يتم محاكمة أي من المتورطين في مجزرة الحولة رسميًا. تظل هذه المجزرة وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها نظام الأسد وحلفاؤه في سوريا موضوعًا للنقاش والتحقيقات الدولية. يجب أن يكون هناك تحقيقات مستقلة وعادلة لتحديد المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم إلى العدالة. يعتبر البعض أن إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية قد يكون الخطوة الأمثل للتحقيق في هذه الجرائم ومحاكمة المتورطين. مع ذلك، يجب أن يكون هناك تعاون دولي وإرادة سياسية لتحقيق ذلك. يظل البحث عن العدالة والحقيقة مهمًا للضحايا وأسرهم، وللمجتمع الدولي بشكل عام.
مجزرة الحولة تمثل مجرد جزء صغير من الأحداث الرهيبة التي شهدها الشعب السوري خلال سنوات الحرب الأهلية. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته وأن يعمل بجدية لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وضمان ألا تمر دون عقاب.
نعم، قد يكون الطريق صعبًا ومليئًا بالتحديات، لكن العدالة والإنسانية تستحق كل جهد لتحقيقها. علينا أن نتذكر دائمًا الأرواح التي فقدت بشكل مأساوي ونعمل جاهدين لضمان أن لا يتكرر مثل هذا النوع من الإرهاب والعنف في المستقبل.
اقرأ أيضاً: بعد 12 عاماً.. تعيين سفير للسعودية لدى سوريا