عالمي

سجن رومية “بالصور” نداءات استغاثة من خلف القضبان.. 800 سجين يناشدون المنظمات الحقوقية

خاص “وكالة الصحافة السورية”
يعد سجن رومية واحدًا من أشهر السجون في تاريخ لبنان، حيث يقع في مدينة رومية استُخدم السجن خلال الحرب الأهلية اللبنانية كمركز للاحتجاز والتحقيق للمعتقلين السياسيين والجنائيين.

وفي الوقت الحالي، يستخدم للاحتجاز والتحقيق مع معتقلي الرأي ومناصري الثورة السورية الذين ينتمون إلى عدة جنسيات، بما في ذلك السوريين.

يعاني سجن رومية في لبنان من اكتظاظ خطير، حيث يتجاوز عدد السجناء فيه 5500 شخصاً بينما يفترض بالسجن استيعاب 1500 شخص. يضم السجناء السوريين الذين تعرضوا لتهم ملفقة، بالإضافة إلى المحتجزين اللبنانيين وغيرهم. يتأثر السجناء بصعوبات كثيرة في ظل هذه الظروف الصعبة، بما في ذلك الوضع الصحي والاقتصادي والنوم الغير كافي.

وفقًا لمصدر خاص لوكالة الصحافة السورية، المصدر طلب عدم الكشف عن هويته حفاظاً على حياته، وقال بأن عدد السجناء السوريين في سجن رومية في لبنان وصل إلى 800 سجين، يواجهون اتهامات مختلفة، وتتصدرها تهمة الإرهاب. وتثار شكوك حول صحة الملفات المتهمين بها السوريين واللبنانيين وغيرهم من الجنسيات الذين ناصروا الثورة السورية، حيث يتم إبرام الملفات ضدهم من قبل الأجهزة الأمنية المحسوبة على حزب الله.
يضيف المصدر لا يمكن تطبيق العدالة بدون تحويل السجناء إلى القضاء. فالقضاء هو الجهة المسؤولة عن تطبيق القانون وفرض العدالة، ولا يمكن لأي شخص أو جهة أخرى أن تحكم على شخص بتهمة معينة أو تحكم عليه بالسجن بدون محاكمة عادلة وتطبيق الإجراءات القانونية المناسبة، فجميع السجناء السوريين في سجن رومية لم يتم عرضهم الى القضاء منذ عدة سنوات.

عددًا من السجناء في سجن رومية علقوا المشانق بعد الإفراج عن بعض الموقوفين في قضية انفجار مرفأ بيروت

في شهر كانون الثاني من عام ٢٠٢٣، شهد سجن رومية حالة احتجاج عندما قررت السلطات إخراج الموقوفين في قضية انفجار مرفأ بيروت، فيما تركوا باقي المساجين يعانون من ظروف صعبة من الإهمال الصحي والغذائي وتوقيف المحاكمات لسنوات. ومن بين هؤلاء المساجين، أقدم عدداً منهم على شن حملة احتجاجية وذلك بتعليق المشانق لأنفسهم داخل السجن، في محاولة للتعبير عن استيائهم وإلحاق الضرر بأنفسهم كوسيلة لجذب الانتباه إلى معاناتهم وظروفهم الصعبة.

سجن رومية من الداخل
سجن رومية من الداخل

ويعتبر هذا الاكتظاظ في سجن رومية وغيرها من السجون خطيراً ويتعارض مع معايير حقوق الإنسان، ويؤثر على حياة السجناء وصحتهم وسلامتهم. يجب على السلطات اللبنانية العمل على إيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة، بما في ذلك تسريع الإجراءات القضائية وتطبيق مبدأ “البراءة حتى تثبت الإدانة” وتحسين ظروف السجناء وتقليل أعداد الموقوفين بشكل عام.

شاهد ايضاً : “بالصور” الطفل إبراهيم الناعس وإبداعه في صناعة الألعاب المُعاد تدويرها في مدينة إدلب

يعترف وزير الداخلية وأمر السجن بأن “حالة الاكتظاظ في السجون تؤثر على كافة جوانب حياة السجناء، بدءًا من نومهم إلى وضعهم الصحي والاقتصادي وغيره”. ومع ذلك، فإن هذه المشكلة ليست بيده أو بيد قوات الأمن الداخلي لحلها، ومن بين العوامل التي تسبب الاكتظاظ في السجون هي حالة التوقيف التي يوجهها معظم السجناء، حيث لا يزالون موقوفين ولم يتم الحكم عليهم بعد. وبعضهم ينتظرون منذ سنوات دون حكم بتهم معينة. وهذا بالإضافة إلى السجناء الذين يمضون سنوات طويلة من حياتهم وهم مسجونون قبل أن يصدر حكم ببراءتهم من التهم الموجهة إليهم.

يردف المصدر لوكالة الصحافة السورية، فمن الضروري أن نسلط الضوء من جديد على الظروف المأساوية التي نواجهها داخل السجن، حيث يزداد تفاقم الحالة يوماً بعد يوم. وبالنظر إلى الأوضاع الصعبة التي تمر بها لبنان وعجز الحكومة عن توفير أبسط متطلبات الحياة للمدنيين خارج السجون، فإن المصدر يروي بأنه من الصعب تصور حجم سوء الأوضاع داخل السجن. وبالفعل، فإن الوضع المعيشي في السجن يتدهور بشكل كبير.

سجن رومية من الداخل
سجن رومية من الداخل

بالإضافة إلى ما ذكره المصدر حول الظروف المأساوية في السجن، فإنه يؤكد على أن الرعاية الطبية والاستشفاء والغذاء، وحتى حقوق السجين الأساسية مثل الخبز، تشكل تحديًا كبيرًا داخل السجن. كما أن وضع الكهرباء يعد مشكلة حقيقية، حيث يتم تقنين الكهرباء ويتم قطعها لمدة ساعتين في النهار وتشغيلها لمدة ساعة واحدة فقط. ومن المعروف أن تقطع الكهرباء، حتى لبضع دقائق، غير مسموح به من الناحية القانونية.
وبالفعل، فإن هذا الوضع الحالي يعد أمرًا عاجلا وخطيرًا، خاصةً مع تفشي فيروس كورونا ومرض السل، فضلاً عن الالتهابات الجلدية التي تصيب السجناء دون توفر العلاج اللازم وبالتالي، فإن تحسين الأوضاع في السجون يجب أن يكون أحد الأولويات الرئيسية للسلطات الحكومية.

ومن المؤسف أيضًا أنه يتعين على السجناء وعائلاتهم دفع رشوة لبعض الضباط والموظفين لتوفير المواد الأساسية والخدمات داخل السجن، مما يضعف مصداقية النظام القضائي ويزيد من الفساد والظلم في المجتمع. وهذا يعرض حياة السجناء للخطر ويؤثر على حقوقهم وكرامتهم كبشر. لذلك، يجب أن يعمل المسؤولون على حل هذه المشكلات وتحسين ظروف السجون والحفاظ على حقوق السجناء كإنسانين.

توجد العديد من المناشدات التي يطلقها السجناء في سجن رومية، والتي تتعلق بالعديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية التي يواجهونها داخل السجن. من بين هذه المناشدات:
1- توفير الرعاية الصحية اللازمة للسجناء، بما في ذلك العلاج الطبي والأدوية والفحوص الطبية الدورية.
2- تحسين ظروف الإقامة داخل السجن، بما في ذلك توفير النظافة الشخصية والمواد الضرورية للحفاظ على الصحة العامة.
3- تحسين جودة الطعام وزيادة كميته، حيث يشكو السجناء من عدم كفاية الوجبات المقدمة وسوء جودة المواد الغذائية المستخدمة.
4- زيادة عدد الزيارات التي يسمح بها للأهل والمحامين والمستشارين القانونيين، حيث يعتبر الاتصال بالعائلة والمحامين وسيلة هامة للحفاظ على الروابط الاجتماعية والقانونية.
5- تقديم المساعدة القانونية اللازمة للسجناء والتي يحق لهم الحصول عليها بموجب القانون، بما في ذلك توفير محامين ومستشارين قانونيين لتمثيلهم أمام المحاكم.

هذه بعض المناشدات التي يطلقها السجناء في سجن رومية، والتي تحتاج إلى اهتمام الحكومة والمسؤولين المعنيين بحقوق الإنسان للعمل على حلها وتحسين أوضاع السجناء داخل السجن.

في النهاية، يبقى الوضع داخل السجون اللبنانية في حالة صعبة ومأساوية، وتحتاج الحكومة اللبنانية إلى العمل بجدية لتحسين الظروف المعيشية والصحية للسجناء، وتوفير المستلزمات الضرورية لهم وضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية. كما يجب علينا جميعًا كمجتمع أن نساند وندعم السجناء وعائلاتهم في هذه الظروف الصعبة، ونعمل معًا لتحقيق العدالة والحقيقة والحرية لجميع المواطنين في لبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى