سوريا

سائح القرى .. التحرر من الصورة النمطية عن مناطق سوريا

المشروع استغرق سنوات ليصبح على ما هو عليه الاّن

عندما تبحث في محرك “google” عن أي منطقة في سوريا فحتماً ستجد صور الدمار أو القصف أو المجازر أو ربما حواجز عسكرية
هذه ليست هي الصورة الحقيقية لسوريا وحضارتها الممتدة لآلاف السنين وآثارها الموجودة والتي لم تكتشف بعد تشهد على ذلك
وهذا ما وثقه من نجري معه الحديث في هذا المقال وهو “خليفة الخضر” شاب سوري وناشطٌ مجتمعي في سوريا يعتريه شوقٌ إلى محافظة الرقة و قراها ومناطقها لكنه قد هجر إلى ريف حلب الشمالي
ولن يستطيع زيارتها في الوقت الحالي.
في حديثه لوكالة الصحافة السورية يقول خليفة بأنه
بدأ فكرته ب هاشتاغ ” سائح القرى ” وهي التقاط صور لكل قرية يزورها في شمال سوريا الغربي
في محاولة لاستذكار ما يحن إليه بعد أن ساهم الثلاثي في تهجيره النظام و من ثم داعش وأخيراً ميليشيا قسد
لذلك قرر التجول في مناطق عفرين و إدلب و قرى ريف حلب الشمالي

تبلور في ذهن خليفة أيضاً فكرة تعريف السوريين و قد اجتمعوا في الشمال السوري المحرر وهم مهجرون قسرياً من مختلف المحافظات السورية
وتشجيعهم لزيارتها والعمل على إلغاء الصور النمطية التي زرعها النظام في أذهان السوريين
فمثلاً يعتقد بعض السوريين بأن دير الزور هي خيام فقط وليس فيها أي بناء في حين أن جسرها المعلق على نهر الفرات يعكس جمالية المحافظة و يعتقد البعض بأن المكون الكردي يحمل في قلبه الكره والبغضاء تجاه المكون العربي إلخ… من الأفكار المتوارثة بجهل متسلسل

صعوبات وتحديات لسائح القرى

يخبرنا خليفة بأنه يعاني من ما يعانيه معظم الإعلاميين و الصحفيين خلال زيارته لبعض القرى، فالجهة العسكرية التي تبسط سيطرتها على القرية تختلف من قرية إلى أخرى
و قد تعرض للاعتقال والاستجواب لعدة ساعات لدى أحد الفصائل و قد قاموا بحذف الفيديوهات والصور التي قام بتصويرها رغم أنه يمتلك هوية إعلامية
لكن مزاجية الفصائل لا تهتم لمثل هذه الأوراق الرسمية
و يرجع خليفة السبب في ذلك بأن الفكرة غريبة عن المنطقة و خاصة لكونه إعلامي مع انحسار العمل الإعلامي في تصوير المعاناة والحروب والقصف

و أنه يستخدم طائرة “الدرون” للتصوير حصراً فهي تعطي مشهداً أوسع و لقطةً ذات جمالية لتظهر كامل المنطقة التي زارها
لكن أجهزة التشويش في بعض النقاط العسكرية المجاورة تعيق عمله و في إحدى المرات خسر خليفة طائرة التصوير الخاصة به بسبب ذبذبات التشويش.

ماذا حقق خليفة خلال مشروعه

استطاع خليفة من خلال وسم #سائح_القرى التعريف أكثر بالمناطق السورية وخاصة للسوريين المغتربين الذين لم تتح لهم فرصة لزيارة سوريا منذ سنوات و ربما لا يعرفها كثيرون أبداً كمن ولد في المهجر

تفاعل متبادل بين خليفة وجمهوره

أصبح لخليفة متابعون وجمهور ينتظرون منشوراته وزياراته المستمرة للقرى و المناطق و يقوم متابعوه بإرسال عناوين وصور لقرى و دعوته لزيارتها و تصويرها والحديث عنها بشكل أوسع
و قد أنشئ خليفة موقعاً إلكترونياً لخريطة سوريا ومناطقها تتضمن القرى التي زارها مع التصنيفات التي وضعها لكل منطقة

فعند دخولك إلى الموقع و رغبتك في زيارة منطقة أثرية على سبيل المثال ستجد أيقونات بألوان مختلفة وكل لون يحمل دلالة فهي تتوزع ما بين منطقة سياحية و مدينة كبيرة أو مخيم أو ناحية أو قرية

وتتعدد التصنيفات في هذه الخريطة التفاعلية حيث
تستطيع مشاهدة صور أو فيديوهات وأنت في منزلك دون عناء الذهاب إليها

ما هي الدوافع الأخرى لمبادرة سائح القرى ؟؟

يقول خليفة : أعتبر نفسي أنني أمسك إبرة و خيط و أقوم بنسج العلاقة بين المكونات السورية و إزالة الصور النمطية التي وضعها النظام و ربما بعض الأمثال الشعبية المتوارثة

كما يتمنى خليفة زيارة كافة المحافظات السورية و قراها ومناطقها بعد سقوط نظام الأسد وتحريرها
ليكمل رسم لوحته الفسيفسائية والتي سيحاول من خلالها زيارة كافة دور العبادة على تنوعها و التعريف أكثر بالطوائف و الأديان و الأعراق في بلد التنوع العرقي والديني سوريا و إزالة أي صور نمطية مخالفة للحقيقة

اقرأ أيضاً: عبد الله عاني الماضي .. شهيداً على مذبح الحرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى