مقالات الرأي

رموز الثورة السوريّة .. يُكرمون بعد موتهم!

رموز الثورة السوريّة .. يُكرمون بعد موتهم!

رموز الثورة السوريّة .. يُكرمون بعد موتهم!

لقد انقشعت غمامةُ الظلام لدى الشعب السوري الحر، منتفضاً بثورةِ الكرامة التي كلّفت الشعب ثمناً باهظاً، إلا أنّ الجميع وليومنا هذا يفتخر بها ويمجدّها، خصوصاً أنها كانت تُحارب آلة القمع والإرهاب “ميليشيات أسد وإيران وروسيا وغيرها” على الأراضي العربيّة السورية، التي اعتبروها آل الأسد حكراً لهم ولمصالحهم الخاصة، ما شاء ذلك حتى تحولت احتجاجات الشعب إلى نفيرٍ عام مُسّلح بعدما فعلته ميليشيا أسد بحق الشعب السوري الأعزل بداية عام 2011م.

ما أنتجت الثورة من رموز.

مع استمرار الحراك ضد النظام المجرم والفاسد من قبل شعبِ الحريّة السوري، برز في ذلك عدداً غفيراً من القادة الثوريين والمفكرين والعسكرين، كان منهم المُنشق عن جيش ميليشا أسد بداية الثورة، ومنهم من صقلته الثورة بمهارات عالية، من خلال المعارك التي دارت خلال السنوات الماضيّة، محققين انتصارات مزهرة على ميليشيات أسد وغيرها من الميليشيات، وكان آخر حر منهم رائد الفضاء محمد الفارس، الذي انشق بداية الثورة السورية، الذي وصل للفضاء عام 1987من وقد كان ثاني عربياً يصل الفضاء.

وشارك رائد الفضاء الراحل في مظاهرات الحراك الشعبي في سورية بداية “ثورة الكرامة” عام 2011، واستدعته الأجهزة الأمنية، ليقرر على إثر ذلك مغادرة البلاد واللجوء إلى تركيا حيث وافته المنية.

ما فائدة التكريم بعد الموت

لقد سلبت سلطات الأمر الواقع صلاحية الشعب تقريباً في الشمال السوري، لدرجة أنّ رموز الثورة ومدنتها قد تم مسحهم من أذهان الاجيال الثوريّة الجديدة التي لا تعرف شيء عن ثوارها الأوائل، وقد تحمل الحكومات الحاكمة في الشمال السوري المسؤوليّة الكاملة في ذلك لأن ذلك يعتبر خيانةً لدمائهم وعدم احترام لهم ولماقدموه في سبيل نيل حرية الشعب، فقد أصبحت الحكومات تطلق أسماء على ساحاتها وحدائقها بأسماء مدن لا تقرب رموز الثورة بشيء، ففي إدلب قامت حكومة الإنقاذ التابعة لتحري الشام بافتتاح ساحة غزّة تضامنا مع مدينة غزة المنكوبة وهنا نحن لا ننكر قدسيّة الدم بيننا ولكن كان من الأولى أن تسمى هذه الساحة باسم ثوريٌّ يتذكرها أطفال الجيل الصاعد، فلو سميت باسم الشهد أحمد الحصري المغوار الذي عرقل تقدم ميليشيات أسد وروسيا في مدينة معرة النعمان ساعات، أو لو سُميت حديقة المشتل باسم معركة كبيرة انتصر بها الثوار، وهذا ينطبق تماماً على مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، حيث تم تسمية إحدى المدارس بشهيد من الجيش التركي، علماً يوجد لدينا مئات آلاف الشهداء والرموز الثوريّة.

ولأن الفارس كان رمزاً يحتذى به ثورياً، بعدما وافته منيته منذ يومين في ولاية غازي عنتاب التركيّة، أطلقت مؤسسة مداد بلا حدود منحة دراسياً للطلبة الأحرار في الشمال السوري، إلا أن هذه المبادرة لاقت سخطاً لدى بعض نشطاء مواقع التواصل، بذريعة عدم تكريم الرموز إلا بعد وفاتهم.

ختاماً لقد تككرت حادثة التكريم بغير الوقت الصحيح لبعض من رومز الثورة وكان آخرهم الرائد الفارس رحمه الله وهذا ما يدعي لأخذ الأمور بحزم أكثر من قبل سلطات الامر الواقع وتكريم أهل الثورة بحق أكثر من ذلك.

اقرأ أيضاً: قصف من الأراضي العراقية يستهدف قواعد أمريكية في سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى