سوريا

رابطة “الإعلاميين للغوطة الشرقية” تنعي الصحفي أنس خربوطلي

رابطة "الإعلاميين للغوطة الشرقية" تنعي الصحفي أنس خربوطلي بريف حماة

نعت رابطة “الإعلاميين للغوطة الشرقية” عبر حسابها الرسمي على “فيسبوك” زميلهم المصور الصحفي أنس الخربوطلي، صباح اليوم 4 كانون الأول، الذي ارتقى إثر قصف جوي من الطيران الحربي التابع للنظام السوري، وذلك أثناء تغطيته الإعلامية للأحداث الميدانية والتطورات العسكرية لفصائل المعارضة في مدينة مورك بريف حماة الشمالي، وكما رثاه زملاؤه الإعلاميون والصحفيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومشيدين بإخلاصه وتفانيه في منهته، ودوره في توثيق جرائم النظام السوري خلال سنوات عمله كمراسل صحفي.

وينحدر الصحفي خربوطلي من مدينة كفربطنا بريف “دمشق” من مواليد 1992، وهو أحد مؤسسي رابطة “الإعلاميين للغوطة الشرقية”، وعمل مراسلاً صحفياً لوكالة الأنباء الألمانية “DPA” منذ التهجير القسري للغوطة الشرقية عام 2018 حتى أخر حياته المهنية، ودرس الهندسة في جامعة “دمشق” قبل انخراطه في المجال الإعلامي كمصور صحفي في توثيق انتهاكات النظام السوري بحق المدنيين في الغوطة الشرقية ومناطق شمال غرب سوريا، لصالح عدة وكالات محلية ودولية.

وفي ظل ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري من قبل قوات النظام السوري وروسيا على مناطق شمال غرب سوريا، حيث سجل مقتل خمسة صحفيين وإعلاميين نتيجة غارات جوية شنتها قوات النظام السوري وروسيا، وقد ارقوا إثناء قيامهم بعملهم الإعلامي لتغطية الأوضاع الإنسانية والاشتباكات الدائرة في المعارك الجارية في المنطقة، وهم أنس خربوطلي، ومصطفى الساروت، وعلاء الأبرش، وأحمد العمر، وجميل العبد الله.

وفي وقت سابق، أصدرت رابطة الصحفيين السوريين بيانًا صحفيًا عبر موقعها الرسمي في 1 كانون الأول الجاري، حول “التطورات والتصعيد العسكري الجاري وواجب حماية الصحفيين والصحفيات”، وقالت: ” إن الصحفيين والصحفيات الذي يغطون التطورات العسكرية الأخيرة في سوريا لا يزالون معرضين للمخاطر والاستهداف المباشر الذي يهدد حياتهم”.

وأضافت الرابطة في بيانها أن “الصحفيين أصبحوا هدفًا مباشرًا للانتهاكات، بما في ذلك القصف وإطلاق النار العشوائي، ما يضع حياتهم على المحك ويهدد حرية الإعلام في واحدة من أكثر المناطق تعقيدًا وخطورة”، مؤكدة أن استهداف الصحفيين يعتبر جريمة لا يمكن تبريرها أو التغاطي عنها، وأشارت إلى أن فقدانهم هو مأساة تعيد تسليط الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجه العاملين في الإعلام بسوريا”، وفيما اعتبرت حماية الصحفيين ليس خيارًا، بل واجبًا على الجميع الالتزام به.

مخاطر الحرب تهدد سلامة الصحفيين في سوريا

وأكد مدير قسم الرصد بمركز الحريات في رابطة الصحفيين السوريين محمد الصطوف لوكالة الصحافة السورية، أنهم رصدوا بشكل واضح تعمّد النظام السوري بالاستهداف المباشر لطواقم الصحفيين والإعلاميين من مختلف الوكالات والوسائل الإعلامية السورية التي تعمل على تغطية الأحداث الراهنة في شمال غرب سوريا، وذلك منذ بدء معركة “ردع العدوان”، رغم أن هذه الطواقم تعمل خارج دائرة نطاق الاشتباكات العسكرية، وإضافة إلى ذلك حرصها على الالتزام بإجراءات السلامة المهنية، ومشيرًا إلى أن بعض أفراد تلك الطواقم نجوا من الموت عدة مرات نتيجة قصف قوات النظام السوري لأماكن تغطيتهم الإعلامية.

وأشار الصطوف إلى أن أوضاع الصحفيين والإعلاميين في مناطق شمال غرب سوريا، محفوفة بالمخاطر وذلك يهدد من أمنهم وسلامتهم، وأعرب عن أسفه لعدم تحرك المجتمع الدولي بشكل جاد وحقيقي حيال حماية الصحفيين والإعلاميين وخاصة من المؤسسات الدولية المعنية في حماية الصحفيين في مناطق الحروب والصراعات في مختلف دول العالم، ومن هذا المنطلق يدعو الصطوف زملاؤه الصحفيين والإعلاميين في شمال فرب سوريا بالالتزام بقواعد السلامة المهنية لضمان سلامتهم من أي خطر قد يتعرضون له أثناء تغطياتهم الميدانية.

ومن جانبها، قالت الإعلامية سارة القاسم، وهي تعمل كمراسلة صحفية “مستقلة” مع عدة وكالات إعلامية محلية وعالمية لوكالة الصحافة السورية، إن أبرز المخاطر التي تتعرض لها أثناء عملها الصحفي في تغطية الأوضاع الإنسانية في مناطق شمال غرب سوريا بما فيها مدينة حلب بعد تحريرها من النظام السوري، تتمثل في القصف الجوي الذي يشنه طيران النظام السوري والروسي، وأشارت إلى أنها واجهت أيضًا مخاطر تتمثل في تعرض بعض الطرقات لرصاص القناصة، حيث لم تكن على علم بذلك، وتم إرشادها للابتعاد من هذه الطرقات، وذكرت أنها تعرضت لاستهداف بالقصف الطيران الحربي أثناء تغطيتها للأوضاع الإنسانية في أحد الأحياء الرئيسية بمدينة حلب، وأضافت إلى ذلك اسهتدافات قوات “قسد” للمنطقة بالقذائف المدفعية، مما يشكل تهديدًا على حياتها وحياة زميلاتها الإعلاميات بالخطر.

تبقى حياة الصحفيين والإعلاميين السوريين في شمال غرب سوريا، محفوفة بالمخاطر الجسيمة متمثلة بالاستهدافات الجوية وغير من المخاطر الحربية، وذلك وسط غياب شبه كامل لأي حماية دولية تكفل سلامتهم وتحمي حقوقهم، وهذا الواقع يزيد من حجم التحديات والصعوبات التي يواجهونها يوميًا أثناء أداء عملهم الصحفي، ويضعهم أمام مسؤولية كبيرة في الاستمرار بنقل الحقيقة وإيصال أصوات من لا صوت لهم.

اقرأ أيضاً: تصعيد عسكري في ريف حماة.. الفصائل العكسرية تتقدم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى