دير الزور بين التحشيدات العسكرية والنزوح الجماعي
دير الزور بين التحشيدات العسكرية والنزوح الجماعي
تعيش محافظة دير الزور تصعيدًا عسكريًا مكثفًا وسط حركة نزوح واسعة للأهالي، ما يعكس تفاقم التوتر الميداني والسياسي في المنطقة.
فقد شهدت بلدات جديد عكيدات، الجنينة، الجلامدة، الحصان، والشهابات في ريف دير الزور الشرقي (الجزيرة)، إلى جانب القرى السبعة (الشامية)، موجة نزوح جماعي باتجاه مدينة دير الزور، مع ورود أنباء عن تحشيدات عسكرية مكثفة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات الأسد على محاور القرى السبعة.
وفي تطور لافت، باشرت قوات الأسد إجلاء كبار الضباط وعائلاتهم من مدينة دير الزور باتجاه العاصمة دمشق، حيث رُصدت تحركات لطائرات مروحية في مطار دير الزور العسكري لاستكمال عمليات الإجلاء.
من جهة أخرى، خرج وفد عسكري من التحالف الدولي وقسد من بلدة الحسينية شمالي دير الزور بعد اجتماع مع قادة من “الحرس الجمهوري”، وسط أنباء عن اتفاق يقضي بانسحاب قوات الأسد وميليشياته من القرى السبعة، في ظل رفض “جيش العشائر” الموالي لقوات الأسد لهذا الاتفاق.
وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة من الأحداث التي شهدتها المنطقة في الأيام الماضية، حيث تعرضت مواقع الميليشيات الإيرانية في مزارع الشبلي بمدينة الميادين لقصف مكثف مجهول المصدر.
كما نفذت الميليشيات الإيرانية قصفًا مدفعيًا على مناطق مدنية في بلدة الجلامدة، ما أسفر عن مقتل السيدة إيمان المحمد (25 عامًا) ونزوح سكان القرية إلى الريف الغربي.
هذا التصعيد يعيد رسم المشهد الميداني في دير الزور، وسط استمرار معاناة المدنيين بين استهدافات عسكرية متكررة ونزوح قسري يزيد من أعباءهم، حيث تشير تحركات الأطراف العسكرية والسياسية في المنطقة إلى احتمالية تغييرات كبيرة قد تنعكس على الخارطة الميدانية خلال الفترة القادمة، في ظل غياب حلول تنهي مأساة الأهالي المستمرة.
اقرأ أيضاً: “ردع العدوان” تخاطب السفارات بدمشق: التغيير المنتظر لا يعني انهيار الدولة