دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، روبرت مارديني، أستراليا وباقي الدول الأخرى التي يتواجد فيها رعاياها في شمال شرق سوريا، إلى إعادة مواطنيها وإنقاذهم من الظروف الصعبة في المخيمات، حيث يُحتجَز نساء وأطفال أجانب بزعم انتمائهم لتنظيم “داعش”.
وقال رئيس المنظمة الإنسانية التي تتخذ من جنيف مقراً لها إن “حالة التردد لا يمكن أن تستمر لفترة أطول”، مؤكداً أنه “من وجهة نظر إنسانية، لا يُمكن تحمل استمرار هذا الوضع”، وفقاً لما نقلته صحيفة الغارديان.
وفي أكتوبر الماضي، قامت الحكومة الأسترالية بإعادة أربع سيدات أستراليات و13 طفلاً من مخيم احتجاز في سوريا، حيث كانوا محتجزين كنساء وأطفال لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية القتلى والمعتقلين.
وأفادت الصحيفة البريطانية بأنه يُعتقد أن حوالي 40 مواطنًا أستراليًا – بينهم 30 طفلاً وحوالي 10 نساء – لا يزالون محتجزين في المخيمات، دون أن تعلن الحكومة حتى الآن عن أي خطوات لإجلائهم.
وأثيرت قضية إعادة النساء والأطفال الأستراليين إلى بلدهم خلال حفل إفطار نظمه مجلس الأئمة الأسترالي، بحضور رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، هذا الأسبوع.
يتبنى الائتلاف المعارض في أستراليا موقفًا نقديًا تجاه خطوات إعادة المواطنين من شمال شرق سوريا. وقد رفض الائتلاف عملية الإعادة التي نظمت العام الماضي، ودعا الحكومة إلى إعطاء الأولوية “للمصلحة الوطنية لأستراليا”. ويروج الائتلاف للالتزام بالإجراءات القانونية الواجبة والتحقيق المناسب فيما يتعلق بالأفراد المعاد إلى أستراليا بعد عمليات الإعادة. ويعتبر الائتلاف أن استجابة الحكومة لنداءات خبراء الشؤون الإنسانية والقانونية والأمن القومي لإعادة المواطنين المتبقين بشكل مستعجل تعد ضرورية.
ويعتبر الائتلاف أن الوضع الإنساني في المخيمات السورية صعبًا، ويشدد على ضرورة تحسين الظروف المعيشية للنساء والأطفال وتوفير الخدمات الأساسية. ويطالب الائتلاف بمراعاة المصلحة الوطنية لأستراليا في الإجراءات المتخذة والتأكيد على اتباع الإجراءات القانونية الواجبة فيما يتعلق بعودة المواطنين إلى أوطانهم.
تعتبر عمليات إعادة المواطنين الأستراليين من مخيمات سوريا والعراق موضوعًا هامًا للحكومة الأسترالية والمجتمع الدولي. وتأتي قرارات دول أخرى مثل كندا بإعادة مواطنيها من تلك المخيمات كتأكيد على أهمية إعادة هؤلاء الأطفال والنساء إلى وطنهم وتوفير الرعاية والحماية لهم.
شاهد أيضاً : إنها أرواح أيضا لمحة عن حياة محمد علاء الجليل “رجل القطط”
أعلنت كندا في هذا الأسبوع عن قرارها بإعادة 10 أطفال و4 نساء من مخيم “روج” في سوريا، ليكون بذلك عدد الدول التي قامت بإعادة مواطنيها من المخيمات السورية هذا العام قد ارتفع إلى 10 دول. وقد تم إجلاء إجمالي 1167 رعايا أجانب من المخيمات في عام 2023.
كما أعلنت يوم الخميس أنها تعتزم استعادة 14 كنديًا، بمن فيهم أربع نساء وعشرة أطفال، من مخيمات الاعتقال في شمال شرق سوريا، وفقًا لوكالة الأنباء العالمية “رويترز”. يأتي هذا الإعلان في إطار جهود الحكومة الكندية لإعادة مواطنيها المحتجزين في المخيمات السورية، والعمل على توفير الرعاية والدعم للأطفال والنساء المعنيين.
يعتبر تعاون الدول المختلفة في إعادة مواطنيها من المخيمات السورية والعراقية أمرًا ضروريًا لمكافحة التطرف والإرهاب، حيث يمكن لهؤلاء الأفراد أن يكونوا عرضة للتأثر بالأيديولوجيات المتطرفة وتشكيل تهديد أمني في المستقبل.
وفي هذا السياق، تحث وزارة الخارجية الأميركية البلدان في جميع أنحاء العالم على استمرار جهود إعادة مواطنيهم من المخيمات ومساعدة الأطفال والنساء الذين تم إجلاؤهم على تأمين رعاية وحماية ملائمة لهم والعمل على إعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع.