دخل حزب التحرير في صراع مباشر مع هيئة تحرير الشام خلال الفترة الماضية، حيث تطورت الأحداث إلى اقتحام قوات الأمن العام منازل أعضاء في حزب التحرير وقيادات منهم، واعتقالهم وحتى اليوم هم رهن الاعتقال. تحدث بعض نشطاء حزب التحرير عن انتهاكات قامت بها هيئة تحرير الشام خلال اعتقالها لأعضاء وقيادات من الحزب، منها انتهاكات لحرمات المنازل كما وصفوها.
بعد ذلك، بدأت تخرج مظاهرات لأعضاء أو مناصرين هذا الحزب للمطالبة بإخراج المعتقلين من أعضاء وقيادات الحزب. تصاعدت وتيرة المظاهرات أكثر بعد الأحداث التي شهدتها مدينة محافظة إدلب، والتي عرفت بمرحلة “كشف العملاء الذين لم يظهروا عملاء”. خلال هذه الفترة، يحاول عدد من نشطاء حزب التحرير جاهدين توجيه حراكهم باسم الثورة وجمع أكبر عدد من المناصرين لهم والمطالبين بإخراج المعتقلين من أعضاء وقيادات الحزب من المعتقلات. وإن كان الاعتقال جريمة بغض النظر عن الجهة المعتقلة، إلا أن محاولة الحشد هذه من قبل بعض نشطاء الحزب باءت بالفشل ولن يكون لها صدى في الشارع الثوري.
بالعودة إلى تاريخ الحزب ومنهجه، ظهر الحزب في سوريا بشكل علني ومنظلم بعد الثورة السورية من خلال مجموعة من الأشخاص لديهم طابعة وبسكليت 55، كما يقول أحد الثوار، وبدأوا بالدعوة إلى الخلافة وتوزيع منشورات وبروشورات على أبواب المساجد في كل جمعة.
مع ظهور التيارات الإسلامية، كان حزب التحرير مناصرًا لهذه التيارات ومنتصرًا بها، إلا أنه يختلف معها أيضًا وهو خلاف لا يتعدى الخلاف ما بين أعضاء البيت الواحد كما يسمونهم. حزب التحرير كان فكريًا أقرب إلى هذه التيارات، ولكن لم تكن هذه هي المشكلة، بل كانت المساهمة بعض أفراد الحزب في هجمات على الثوار وكتابة تقارير ضدهم، مما زاد في التوتر ودفع بالحزب لتباين الرؤى.
“يروي الكثيرون من النشطاء الثوار تجاربهم مع أفراد الحزب، حيث كان أعضاء الحزب يهاجمونهم بالإضافة إلى التشجيع والمساعدة في عمليات اعتقالهم أو ملاحقتهم، وبالحد الأدنى تبرير عمليات اعتقال بعض الثوار وتغييبهم في سجون الظلام. وحتى الآن، لا يعرف عنهم أي شيء والأسماء كثيرة تذكرها الثوار ولا تنساها.
بعد كل هذا، يطلب حزب التحرير من الثوار مناصرته والانتصار لقادته ومعتقليه. فهل نسي مريدي هذا الحزب ما فعلوه بالأمس أم أنهم أغبياء يطلبون العون ممن اتهموهم بالردة والعمالة، وقد تصل بهم إلى الاتهام بالكفر مما يحلل قتلهم.
الرحمة لشهداء الثورة السورية والحرية للمعتقلين والمغيبين قسرًا.
اقرأ أيضاً: آل أبو عساف في السويداء يهدرون دم الشبيح رفيق لطف