مقالات الرأي

تلفزيون سوريا في سياسته الجديدة: نحو التقارب مع الأسد وإيران

تيار ثالث يتجه نحو التقارب مع الأسد وإيران

تلفزيون سوريا منعطف جديد يدخله بعد المنعطفات الماضية في استقبال ممثلين “شبيحة” موالين للأسد.
قد لا يخفى على أحد من السوريين كيف تسير سياسة تلفزيون سوريا بخطوات مدروسة حول آلية دسّ السم بالعسل، كاستضافتهم سابقاً في برنامج “المنعطف” أحد المواليين لإيران وحزب الله، “الشبيح خزعل الماجدي” على شاشة التلفزيون، والحوار الذي أداره المدير التنفيذي السابق لتلفزيون سوريا أنس أزرق ” مراسل قناة المنار الموالية لحزب الله”.

أموال تُضخّ من قطر عبر عزمي بشارة، والهدف منها إنهاء الروح الثورية لدى النشطاء وتغيير الخطاب الإعلامي، حيث استطاعت الدول الداعمة، وعلى رأسهم قطر والسعودية وتركيا، إشعال حرب داخلية بين الفصائل العسكرية من أجل مصالحهم.
ومع ذلك، خلال السنوات الماضية، لم تستطع تلك الدول التحكم في الخطاب الإعلامي ضد نظام الأسد حتى انطلاق تلفزيون سوريا بقيادة الشبيح أنس أزرق.

رأينا كيف يتم توظيف موالين للأسد وحزب الله في لبنان، ومن ثمّ استضافة ممثلين رماديين، تبعهم ممثلون شبيحة، من الذين كانوا يناصرون الأسد على خطوط الجبهات ليس فقط من من خلف الشاشات، والآن نشهد تحولًا في سياسة التحرير لتصبح تياراً ثالثاً.

كما شهدنا قبل عدة أشهر استعداد التلفزيون لتوظيف مذيع شبيح يدعى “يزن البوش” الذي كان يعمل في قناة الإخبارية السورية الموالية حتى نهاية عام 2015.


وفي إطار السياسة التحريرية، قامت إدارة التلفزيون، التي يمثلها المدير التنفيذي الحالي حمزة مصطفى بإلغاء مصطلح “ميليشيا” عن المرتزقة العراقيين والإيرانيين، مثل فاطميون وزينبيون وحزب الله اللبناني والعراقي.

وأصبحت التسمية تكتفي بالاسم فقط، كما أوضحت الصور التي نشرت على معرفات الشاشة مسمى الفصيل.

ناهيك عن اتّباع نهج فرض النفس على السوريين من خلال توصيف منتخب البراميل في “المنتخب السوري” وتوصيف مراسلة التلفزيون في القدس المحتلة لمقتل قادة الميليشيات الإيرانية في دمشق كشهداء.

هذه التراكمات لم ولن تكون عبثاً، وهذا الحصاد هو نتيجة سكوت الثوار من البداية عن السياسة الخاطئة للتلفزيون الذي يدار من خلال عزمي بشارة وأنس أزرق.

اليوم، أصبحت تلك الميليشيات التي شاركت في تهجير أهلنا في المدن السورية تُسمى المقاومة الإسلامية، وفقًا لوصف التلفزيون، ومن المُعيب للغاية أن يأخذ التلفزيون هذه السياسة القذرة.

على الأقل، يجب عليهم احترام موظفيهم الذين هجروا من تلك الميليشيات من حلب وغيرها من المدن السورية، ويجب عليهم احترام الشهداء الرياضيين الذين ضخوا في أنفسهم من أجل كلمة الحق.

لا يمكن تغيير التاريخ أو تغيير المصطلحات دون أن تكون هناك محاكمة عادلة لكل من ارتكب إساءات تجاه الشعب السوري، فإن العدل هو سيد الأحكام.

إذا لم تتخذ المؤسسات الحكومية وغير الحكومية قرارات صارمة ضد إدارة التلفزيون، فسوف تكون هناك كوارث أكبر تنتظر السوريين عبر هذه الشاشة التي تدعي في المظهر أنها لصالح الشعب السوري.

لذا يجب علينا كسوريين مقاطعة التلفزيون من أجل تغيير السياسة التحريرية ومحاسبة أولئك الذين تورطوا في تغيير المصطلحات، التي تعتبر تطبيعاً مباشراً مع الأسد والميليشيات.

اقرأ أيضاً: سوريون يحيون ذكرى مجزرة “جامعة الثورة”ويستذكرون أوجاعها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى