سوريا

تعيين 38 عاملة نظافة يثير جدلاً في حماة

أثار قرار مجلس مدينة حماة الصادر في أواخر الشهر الحالي بتعيين 38 عاملة نظافة براتب مقطوع 93 ألف ل.س جدلاً واسعًا في الوسط الشعبي وبين المعنيين. وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها تعيين عاملات نظافة في المدينة، حيث نجحن في المسابقة المركزية للعام الماضي التي جرت من قبل وزارة التنمية الإدارية.

ووفقًا لمدير النظافة في حماة، رائد المبيض، فإن 22 عاملة فقط من بين العاملات الـ 38 باشرن العمل، في حين لم يلتحق 16 عاملة بعد. ومن بين الأسباب التي أدت إلى تأخر انضمام هؤلاء العاملات إلى العمل، تأشيرة الجهاز المركزي أو استكمال أوراق ثبوتية أو ترددهن على طبيعة العمل. حيث اعتقدن في البداية أن العمل سيكون “عاملة مستخدمة أو عاملة تنظيف أبنية حكومية”، ولكن تم توضيح لهن فيما بعد أن العمل هو تنظيف الشوارع وجمع القمامة في عربة ثم تفريغها في الحاويات الكبيرة، وهو ما أثار استياء بعض العاملات.

استنكار واستهجان من الوظيفة

العاملات في حماة عبرن عن استنكارهن لطبيعة العمل كعاملات نظافة، وقد أعربن عن قلقهن من تأثير طبيعة العمل على حياتهن الاجتماعية والعائلية. بعضهن ذكرن أنهن قبلن العمل بالرغم من عدم رغبتهن فيه، نظراً لعدم وجود خيارات أخرى وظروف معيشية صعبة. كما أشارن إلى أن الأجور غير متناسبة مع متطلبات المعيشة، وأن تكاليف المواصلات تستنزف جزءاً كبيراً من الراتب الذي يُصرف عليهن.

وفي هذا السياق، أكد مدير النظافة في حماة على عدم إمكانية نقل العاملات خارج المدينة، تنفيذاً لتعميم صدر عن رئاسة مجلس الوزراء ينص على الالتزام بمركز العمل المعلن عنه وعدم تغييره. ومع ذلك، انتقد بعض أهالي حماة تعيين الإناث كعاملات نظافة، وعبروا عن مخاوفهم من تعرض العاملات للاستهزاء أو التحرش. كما سأل البعض كيف يمكن لمجلس مدينة حماة توظيف نساء كعاملات نظافة.

توضيح ورد مجلس المدينة

مجلس مدينة حماة أوضح في بيان أنه طلب عند الإعلان عن المسابقة المركزية لوظيفة عامل نظافة أن يكون المتقدمون من الذكور حصراً، وقد تم تحديد مهام الوظيفة بصراحة. وأعرب رئيس المجلس عن استغرابه من تعيين إناث لهذه الوظيفة، حيث يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، ولكن ليس في مثل هذه الوظائف.

وأشار المجلس إلى أن صفة العمل مع العاملات المذكورات هي عقد سنوي قابل للتجديد، براتب مقطوع وبدلات عمل ومشمع مطري وحذاء جلدي وجزمتين، إضافة إلى طبيعة العمل بنسبة 85% من الأجر ووجبة غذائية يومية. وأوضح المجلس أن هناك 16 عاملة لم تباشر العمل بعد، حيث 9 منهن بانتظار تأشيرة الجهاز المركزي للرقابة المالية على قرار التعيين، و6 مترددات بين قبول العمل أو رفضه، وواحدة لم تستكمل أوراقها بعد.

بناءً على ردود الفعل والتوضيحات الواردة من مجلس مدينة حماة ومحافظة حماة، يبدو أن هناك تباينًا في وجهات النظر والتفسيرات حول قضية تعيين العاملات في وظيفة عاملات النظافة.

اقرأ أيضاً : بين التاريخ والحداثة مسجد العمري (الكبير) أهم المعالم الدينية في مدينة الباب

رئيس مجلس مدينة حماة يعتبر أن شروط التوظيف كانت تشترط أن يكون العمل للذكور فقط، ويعبر عن استغرابه من تعيين إناث في هذه الوظيفة.

بينما يؤكد أمين عام محافظة حماة أنه كان يجب على المتقدمات قراءة طبيعة العمل والتوقيع على ورقة التزام بعدم تغيير الوظيفة.

من جهته، يوضح رئيس دائرة الموارد البشرية في مجلس مدينة حماة أن بعض المتعينات قد لم يكن لديهن معرفة كافية بطبيعة العمل والوصف الوظيفي للوظيفة التي تم تعيينهن فيها، ويركز على أن الشهادة المطلوبة لهذه الوظيفة هي الإلمام بالقراءة والكتابة فقط.

وزارة التنمية الإدارية ترد :

توضح وزارة التنمية الإدارية أن تعيين عاملات نظافة إناث في محافظة حماة تم وفقاً لتسلسل العلامات ومن تنطبق عليهن الشروط. ودور الوزارة في هذا الشأن كان تنظيمياً وإشرافياً.

وبالنسبة لاحتمال تكرار هذا الموضوع في محافظات أخرى، يتم تحديد ذلك استناداً إلى حاجة المحافظة لطبيعة العمل سواء ذكراً أو أنثى. وعندما ذهبت المتقدمات للتقديم على المسابقة، كان من المفترض أن يتم سؤالهن عن طبيعة العمل المطلوبة. وعلى سبيل المثال، عند طلب عمال إطفاء كان الشرط الحصري هو أن يكونوا ذكوراً وبعمر محدد. وبالتالي، تبقى قضية توضيح طبيعة العمل هي شأن المحافظة المعنية وليست مباشرة شأن الوزارة.

وفي السياق نفسه، فقد تم تعيين 20 عاملاً نظافة من الذكور، حيث بدأ اثنان منهم العمل وما زال 13 آخرين لم يبدأوا بعد بسبب عدم استكمال أوراق المباشرة، وثلاثة منهم في انتظار تأشيرة الجهاز المركزي للرقابة المالية، وعامل واحد عمل لبضعة أيام ثم طلب إنهاء عقده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى