تصعيد ميداني ودولي في المشهد السوري: و قوى المعارضة تتقدم

تشهد الساحة السورية تطورات متسارعة مع تصعيد ميداني ملحوظ وتصاعد في ردود الفعل الدولية. ففي الشمال الغربي من سوريا، أعلنت قوى المعارضة سيطرتها على قرى باب الطاقة، التوينة، الحويز، والشريعة في منطقة سهل الغاب بريف حماة، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد.

كما أعلنت الفصائل العسكرية تقدمها في مدينة حلب، حيث سيطرت بشكل كامل على مطار النيرب العسكري، مما يضيف بعداً جديداً للصراع المتواصل في المنطقة.

في ظل هذا التصعيد، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً يفيد بمقتل 44 مدنياً على الأقل، بينهم 12 طفلاً، منذ الثلاثاء الماضي نتيجة تصاعد العنف في شمال غرب سوريا.

وأشار التقرير الأممي إلى تعطل الخدمات الأساسية مثل المياه والرعاية الصحية في حلب وإدلب، مؤكداً أن المدنيين يتحملون وطأة هذه الأعمال العدائية.

على الصعيد الدولي، أعرب وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني عن قلقه إزاء تداعيات هذه التطورات على المدنيين والمساعدات الإنسانية.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الأولوية بالنسبة لها تتمثل في خفض التصعيد وحماية المدنيين.

يأتي ذلك في وقت دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري للأعمال العدائية، معرباً عن انزعاجه من التصعيد المتزايد.

في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عدم صلتها بالعمليات العسكرية التي تقودها هيئة تحرير الشام في محيط حلب، ووصفت الهيئة بـ”الإرهابية”، ومع ذلك، أوضحت أنها ما زالت على تواصل مع قوات سوريا الديمقراطية لتنسيق الجهود في مواجهة تهديدات تنظيم الدولة.

من جهة أخرى، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان دعمهما لنظام الأسد خلال اتصال هاتفي، مشددين على أهمية وحدة وسيادة الأراضي السورية، كما أكدا ضرورة تنسيق الجهود مع تركيا ضمن إطار محادثات أستانا لحل الأزمة.

تظهر هذه التطورات الميدانية والدبلوماسية مدى تعقيد المشهد السوري، حيث تتقاطع المصالح الدولية مع التحركات العسكرية المحلية.

وبينما تتقدم قوى المعارضة في الشمال، تبقى المعاناة الإنسانية المتفاقمة العنوان الأبرز الذي يضيف مزيداً من الضغط على المجتمع الدولي للتحرك نحو حل سياسي شامل ينهي أكثر من عقد من الصراع المستمر.

اقرأ أيضاً: أردوغان يعلق لأول مرة بعد 6 أيام على التصعيد في سوريا