سوريا

بهدف “ملاحقة الخارجين عن القانون” حملة أمنية في مدينة تلبيسة

نفذت قوات نظام الأسد، صباح اليوم الخميس 5 أيلول/ سبتمبر، حملة أمنية واسعة استهدفت أفراداً من عصابات المخدرات والخطف، بالإضافة إلى مطلوبين خارجين عن القانون، بهدف إجراء التسوية مع النظام في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وفقاً لوسائل إعلام مقربة من النظام.

وأفادت مصادر محليّة لوكالة الصحافة السورية، بأنّ قوات نظام الأسد الممثلة بقوات المخابرات العامة بقيادة اللواء حسام لوقا، بدأت صباح اليوم الخميس بدخول مدينة التلبيسة في تمام الساعة 7:00 صباحاً، حيث قامت قوات المخابرات بالتجول في داخل المدينة بمشاركة 400 عنصر، ومدعومة بمدرعات عسكرية وسيارات دفع رباعي تحمل على متنها أسلحة متوسطة من نوع 14,5 المضاد للدروع، وتابعت جولتها بتمشيط المزارع والأحياء السكنية المحيطة بمدينة تلبيسة، قبل أن تنسحب من المدينة في تمام الساعة 12:00 ظهراً.

حملة أمنية مدعومة بغطاء جوي

وقال الناشط الإعلامي أبو محمد الحمصي لوكالة الصحافة السورية، إن “الحملة الأمنية التي شنتها قوات نظام الأسد، كانت مدعومة بغطاء جوي من طيران مروحي، حيث حلقت طائرة مروحية واحدة فقط فوق مدينة التلبيسة أثناء عملية الاقتحام لحماية عناصرها على الأرض”، ومشيرًا إلى أن “قوات النظام لم تتعرض لمنازل المدنيين واكتفت بالتجول بين الأحياء السكنية في المدينة، ثم بدأت بالانسحاب تدريجيًا باتجاه طريق أوتوستراد حمص- حماة “.

وأضاف الناشط الحمصي، أنه أثناء تنفيذ الحملة الأمنية غادر عدد قليل من سكان مدينة تلبيسة منازلهم إلى خارج المدينة باتجاه القرى المجاورة، مثل المكرمية والفرحانية، في ريف حمص الشمالي، خوفًا من تداعيات الحملة واحتمال حدوث اعتقالات تعسفية، حيث أن المدنيين لا يأمنون جانب النظام، واعتبر أن هذه الحملة الأولى من نوعها من بعد اتفاقية التسوية عام 2018.

ما هدف نظام الأسد من الحملة؟

وأكدت الصحفية عائشة صبري عضو رابطة نشطاء الثورة في حمص لوكالة الصحافة السورية، أن قوات النظام لم تعتقل أحدًا من سكان مدينة تلبيسة، ولم تقم بعمليات تفتيش منازل المدنيين، مشيرةً إلى أن هدف النظام من الحملة الأمنية كما يدعي هو القضاء على عصابات المخدرات والخطف والسرقة في المنطقة، ولكن في الوقت نفسه زعماء هذه العصابات هم عملاء النظام في المنطقة وأبرزهم سليم النجار وحسام العركان اللذان كانا برفقة اللواء حسام لوقا أثناء الحملة.

ويتمثل هدف نظام الأسد من الحملة هو “زرع صورة في نفوس الأهالي بأن النظام قوي وقد انتصر على الإرهاب والفوضى الأمنية في المنطقة، وأن عليهم العودة لما قبل عام 2011″، وأما الهدف الثاني فهو “الترويج إعلامياً على المستوى الدولي بأنه قد سيطر على المناطق المشتعلة وضبطها من الفلتان الأمني، وأنها خضعت لاتفاقيات التسوية المنصوص عليها في عام 2018″، وفق ما قالته الصحفية صبري.

وأصدر “مجلس عوائل تلبيسة” بياناً توضيحياً قال فيه إن النظام لا يرغب في التوجه إلى “العمل الأمني في تلبيسة”، ولكن اللواء حسام لوقا منح المدينة فرصة نهائية مدتها أسبوع “لحث الأشخاص الملاحقين أمنياً بالعودة إلى الصواب وعدم التمادي في الباطل والجريمة”، وإن لم يلتزموا بالخضوع لتسوية أوضاعهم قانونياً، سيقوم النظام بحملة أمنية أخرى تستهدفهم دون التعرض لأي أحد من سكان المدينة.

ويشار إلى أن مناطق ريف حمص الشمالي تشهد فوضى أمنية، تتمثل في انتشار جرائم القتل والخطف والسرقة في ظل غياب السلطات الأمنية عن المنطقة، وفي بداية شهر تموز الفائت، قامت مجموعة محلية من أبناء مدينة تلبيسة بقطع الطريق الدولي حمص-حلب، للمطالبة بالإفراج عن شخصين اعتقلهما نظام الأسد في الشهرين الماضين، قبل أن يتدخّل وجهاء تلبيسة ويفتحوا الطريق بعد وعود بالإفراج عن الشخصين.

اقرأ أيضاً:قسد تتسبب في أزمة النقل الداخلي في الرقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى