سوريا

ما الذي جرى في فعالية الائتلاف الوطني في ناحية جنديرس شمال حلب؟

ما حقيقة ما حصل والروايات المتضاربة التي خرجت من القاعة حول قضية الاعتداء على المحامي رامي الحمد؟ وهل هي بالفعل حقيقية؟

كانت هناك فعالية برعاية الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة في ناحية جنديرس بريف عفرين شمال حلب، وجرت الفعالية بحضور رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة والوفد المرافق له. أقيمت الفعالية في المركز الثقافي، وذلك ضمن جولة تفقدية للوقوف على أوضاع المنطقة والاستماع إلى مشكلات السكان واحتياجاتهم.

ما حقيقة ما حصل والروايات المتضاربة التي خرجت من القاعة حول قضية الاعتداء على المحامي رامي الحمد؟ وهل هي بالفعل حقيقية؟

فعالية الائتلاف الوطني في ناحية جنديرس

وكالة الصحافة أجرت تواصلاً مع الطرفين وشهود عيان كانوا داخل الفعالية.
تواصلت وكالة الصحافة مع الكاتب الصحفي “سامر العاني”، الذي صرح لنا قائلاً: حضرت اللقاء من البداية، حيث خرجت من عفرين إلى جنديرس برفقة نشطاء من عفرين، ووصلنا مع بدء المشكلة. عند دخول رئيس الائتلاف إلى القاعة، وقف السيد رامي الحمد وبدأ بالتهجم على رئيس الائتلاف ومن معه، حتى أن بعض الحضور استغربوا الموقف. حاول بعض رجال العشائر والنشطاء تهدئته، لكنه زاد من انفعاله.

ويضيف العاني: تدخل منظم اللقاء وأخبره أنه سيفتح باب المداخلات وحينها يستطيع التحدث بما يريد، لكنه رفض أيضًا. دخل أفراد الأمن وطلبوا منه الخروج من القاعة.
أجلسوه في غرفة وقدموا له كأس ماء وعصير، وتحدثوا معه ليهدأ. بعد حوالي عشر دقائق، قالوا له: ‘تفضل بالدخول إذا أردت’، لكنه رفض وغادر المركز الثقافي. لم أشاهد أي ضرب أو ما شابه ذلك

أيضاً تواصلت وكالة الصحافة مع السيد رامي الحمد لمعرفة تفاصيل الحادثة. يقول المحامي رامي الحمد: “قبل بدء الفعالية بشكل رسمي، وقف هادي البحرة على المنصة وقال: ‘ننتظر ٥ دقائق لنبدأ’.”

يضيف الحمد أنه اعتقد أنه يمكن الدردشة حتى تبدأ الفعالية بشكل رسمي، وكان قد حضّر العديد من الأسئلة، أبرزها حول معبر أبو الزندين وكيف يمكن لمجلس محلي أن يصدر قرارًا بالتعامل مع العدو من خلال هذا المعبر، وهذا التشريع للتعاون مع العدو. أيضًا، كان لديه سؤال عن الذين لديهم تهم في السجون تحت بند التعامل مع العدو، وهل سيتم إطلاق سراحهم؟
بالإضافة إلى استفسارات حول حجب الثقة عن الحكومة السورية المؤقتة، والعديد من الأسئلة الأخرى التي كان ينوي طرحها.
يضيف الحمد: “عندما وقفت لطرح الأسئلة، كانت هناك لافتة مكتوب عليها ‘معًا نبني سوريا’. قلت للأستاذ هادي: ‘سوف أتحدث. أنتم تقولون بأنكم ستبنون سوريا، كيف سيتم بناء سوريا من دولة جنديرس مثلاً؟’”
على الفور، قام ممثل فيلق الشام الذي كان يحمل الميكروفون بمقاطعتي وطلب الالتزام بأدب الجلسة. أجبت: “لم تبدأ الجلسة بعد وأريد التحدث، أنا سوري ومن حقي أن أتحدث”. وعندما كررت الأسئلة، طلب مني مرة أخرى الالتزام بأدب الجلسة.

يقول رامي الحمد: “أجبته أنني محامٍ وأجيد الأدب وأتحدث بأدب، وعليك أنت أن تحدثني بأدب”. ثم أشار إلى المرافقين له، فحاولوا إخراجي بالقوة، وحصلت مناوشات بيني وبينهم. وأضاف: “قلت لهم: ‘لماذا أتيت إلى هنا إذا كان ممنوعًا عليّ الحديث؟ لماذا تمنعون الكلام؟ أنتم، يا رئيس الائتلاف، اذهبوا إلى اعتصام الكرامة واستمعوا إلى مطالب الناس هناك. تابعوا قضية معبر أبو الزندين، هنا لا يوجد شيء، من هنا لن تبنوا سوريا في ظل كل هذا الفساد!’”
أخرجني العناصر إلى الخارج بالقوة، وطلبوا من الحاضرين عدم التصوير ومنعوا الجميع من ذلك. يقول رامي الحمد: “عندما طلبوا إيقاف التصوير، قلت لهم إنكم مثل حزب البعث، حيث يتم منع الكلام والتصوير، وتم إغلاق فمي ووضعوني خارج المركز الثقافي.”


من جهته، أكد المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة لوكالة الصحافة السورية أن الحادثة التي ذكرها السيد رامي الحمد منفية تماماً، ويمكن التأكد من ذلك من خلال التواصل مع أطراف محايدة حضرت الفعالية.
وأضاف المكتب الإعلامي: “نؤكد حرصنا على حرية التعبير والصحافة، وعدم المساس أو التعرض لأي إنسان مطلقاً.

من جانب آخر، تواصلت وكالة الصحافة السورية مع أحد الحضور، السيد ماهر العليوي، الذي أكد لنا ما يلي:
“دخل رئيس الائتلاف والمنظمون إلى صالة المجلس الثقافي، وجلسوا في أماكنهم المخصصة. في البداية، قال رئيس الائتلاف إنه سينتظر قليلاً حتى يكتمل الحضور، لأن بعض الشخصيات لم تصل بعد.
في تلك الأثناء، وقف السيد رامي الحمد وبدأ بالصراخ والتهجم على رئيس الائتلاف ومرافقه، مستخدمًا عبارات تخوين وانتقاد للائتلاف ومكوناته.”
وأضاف العليوي: “تدخل السيد مروان نحاس لتهدئته، وقال له: ‘انتظر حتى تبدأ الجلسة وتحدث بما تريد، وخفّض من حدة صوتك’. إلا أن رامي لم يهدأ، واستمر في التهجم بنفس الأسلوب.

ومع تصاعد التوتر، قال له السيد مروان نحاس: ‘تحلى بالصبر وانتظر حتى تبدأ الجلسة، ثم عبر عن رأيك’. ولكن رامي الحمد أصر قائلاً: ‘لن تسكتوني، وسأظل أتحدث’. فرد عليه مروان نحاس قائلاً: ‘تستطيع المشاركة فور بدء الجلسة’.
وتابع العليوي قائلاً: ” السيد رامي الحمد لم يقتنع، وواصل رفع صوته واتهامه للائتلاف. حينها طلب مروان نحاس من شخص يُدعى أبو عبدو أن يتدخل للتعامل معه. رد رامي قائلاً: ‘هل تنوون اعتقالي؟’، وبعدها قام أبو عبدو ومعه شخصان آخران بإخراجه من الصالة بالقوة. ومنذ ذلك الحين، لم يعد ولم نشاهده مجددًا.

أما فيما يتعلق بالضرب، فلم أشهد أي اعتداء جسدي داخل الصالة. وإذا حدث أي شيء خارجها، فلا علم لي بذلك. ما رأيته هو أنهم أمسكوا به ودفعوه إلى الخارج.

ونشر المحامي ياسين هلال صورًا تظهر تعرض زميله رامي الحمد لكدمات، وأرفق مع المنشور تعليقًا: “أثناء حضور الائتلاف ومن لفّ لفّهم لبناء الوطن في جنديرس، اعترض المحامي رامي الحمد على وجودهم، فأشار أحد المسؤولين الكبار إلى المرافقين، فتعرّضوا للزميل، مما أدى إلى إصابته ببعض الكدمات. نشكر القادة على حسن تعاملهم ‘الديمقراطي’ مع من يختلف معهم.”

اقرأ أيضاً: شلل تام في منبج تنديداً بسياسة “قسد”.. وتهديد بالتصعيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى