اجتمع رئيس هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس أمس الخميس 5 كانون الأول، في مدينة إسطنبول التركية مع القائم بالأعمال للاتحاد الأوروبي في سوريا، مايكل أونماخت، وحضره كل من المستشارة السياسية في وفد الاتحاد الأوروبي سيسيل كانداتا، والسيد بيت بلوند، للبحث عن الأوضاع والتطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا على الصعيدي السياسي والعسكري.
تحريك عجلة الملف السياسي السوري
وأكد بدر جاموس، خلال اجتماعه مع وفد من البعثة الأوروبي في سوريا، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل حيال الوضع الراهن في سوريا، ومشيرًا إلى أهمية العمل الجاد والحقيقي لدفع العملية السياسية المتعلقة بالملف السوري قدمًا وذلك وفقًا للقرارات الأممية، وتنفيذها فورًا وبشكل كامل وصارم، والمتمثلة بقرار مجلس الأمن “2254” التي تلبي تطلعات الشعب السوري.
ومن جانبه قال عضو هيئة التفاوض السورية طارق الكردي، لوكالة الصحافة السورية إن النظام السوري تهرب خلال السنوات الماضية من تنفيذ الاستحقاقات الدولية التي تتمثل بالقرارات الأممية، ويعود ذلك من عدم إيمانه وإرادته بالعمل السياسي، وعدم رغبته الحقيقية للوصول على حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري المكلوم، وأضاف: لذلك نحن في الهيئة متمسكون بالحل السياسي لسوريا، وكذلك بالتنفيذ الصارم للقرارات الدولية.
وذكر جاموس ضمن جلسة الاجتماع بالحديث عن الوضع الميداني الراهن في سوريا، وكما ذكر في حديثه أيضًا عن ضرورة دعم هيئة التفاوض لوجود قيادة في حلب من التكنوقراط، وذلك لتيسير أمور المدينة وإدارتها، كما تحدّث عن قضايا اللاجئين السوريين وأوضاعهم في تركيا ولبنان، إضافة إلى معاناة النازحين في الداخل السوري في مخيمات النزوح، والأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشونها بسبب نقص المساعدات، وتحكم النظام السوري بالمساعدات الأممية وسرقتها وحرمان النازحين منها.
رسائل تطمينية لكل مكونات الشعب السوري
وشدد جاموس على أن المعارضة السورية لا تواجه أي مشكلة مع بقية مكونات الشعب السوري على اختلاف أطيافه، سواء كانوا موالين أم من منتسبي حزب “البعث”، وأوضح أن المشكلة الكبرى تكمن مع النظام السوري ورأسه “بشار الأسد”، الذي دمّر سوريا وارتكب الجرائم بحق الشعب السوري، وأضاف أن هيئة التفاوض تتواصل مع كل الطوائف السورية وخاصة العلويين، وإرسال لهم رسائل تطمينية لهم تفيد بأن المشكلة الأساسية هي مع النظام وليست معهم، وأشار إلى أن هناك رسائل تطمينات مماثلة أُرسلت للسوريين الأكراد.
وأوضح الكردي أن سوريا دولة تعددية ومجتمع متنوع من مختلف القوميات والأطياف والمذاهب ولهم منا كل الاحترام والمحبة والتقدير، وأضاف إلى قوله: إن النظام السياسي الذي نسعى ونحلم بإقامته في سوريا هو نظام دولة المواطنة يسود فيها القانون ودولة لكل السوريين على اختلاف أطيافه، وأشار إلى أن الجميع يكون سواسية أمام الدستور والقانون.
وكما وجه الكردي رسالة إلى كل السوريين بمختلف طوائفهم وأعراقهم وانتماءاتهم، قائلًا: دعونا أن نطوي صفحة عهد النظام السوري ونغلق صفحات المعاناة والجراح التي عانينا منها لأكثر من 40 عامًا، وأن ونفتح صفحة جديدة لأبناء سوريا الحرة، وأن نبنيها على أسس صحيحة وسليمة التي تحافظ على وحدتنا شعبًا وأرضًا، لكي لا نسمح لوجود لأي تنظيمات انفصالية وإرهابية على أرضنا، ومؤكدًا برسالته أن سوريا لن تكون ممرا أو مقرًا لتهديد دول الجوار، وكما دعا السوريين إلى وضع أيديهم بأيدي بعض البعض لاستثمار هذه اللحظات التاريخية، مشيرًا إلى أن المرحلة تتطلب من الجميع التعالي على جراحهم وآلامهم، والتخلي عن المصالح الشخصية الضيقة، والتفكير في بناء سوريا من جديد لهم ولأبنائهم لضمان حياة آمنة وكريمة.
والجدير بالإشارة أن هيئة التفاوض السورية جدّدت استعدادها الدائم للمضي قدمًا للدفع بالعملية السياسية لتنفيذ القرارات الأممية لا سيما القرار “2254” الذي يلبي تطلعات الشعب السوري، وكما أكدت ضرورة عدم الاكتفاء باللجنة الدستورية وحدها، خاصة بعد أن تلاعب بها النظام لسنوات، بل شددت على أهمية المضي بالعمل الجاد على العملية السياسية بشكل شامل وفق ما تم الاتفاق عليه دولياً.
اقرأ أيضاً: أحمد الشرع “الجولاني”: المعارضة تسعى لإسقاط الأسد وبناء سوريا جديدة
أكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة "عبد الرحمن مصطفى" في مقابلة حديثة مع صحيفة "كورييري ديلا…
التقى القيادي في إدارة العمليات العسكرية "أحمد الشرع"، قائد غرفة عمليات الجنوبي "أحمد العودة"، لمناقشة…
أكد أن موقف تركيا منذ اليوم الأول للثورة السورية كان واضحا وأنها تعاملت من منطلق…
سيطرت إدارة العمليات العسكرية في غرفة عمليات "ردع العداون" وقوات من الجيش الوطني السوري على…
أعلنت إدارة الشؤون السياسية، عقدها اجتماعاً مع سفراء عدد من الدول العربية. وذكرت الإدارة في…
أعلنت قطر اليوم الثلاثاء 10 كانون الأول، تسيير جسر جوي يحمل مساعدات إنسانية إلى سوريا،…